مـراقبـة حركـة وسائـل النقـل .. مشروع "النقـل الجماعـي"
الوعي سمة المجتمعات المتقدمة التي تستفيد من تجربة الماضي وتتعامل مع الحاضر بشفافية وتخطط للمستقبل مما يجعل المجتمع بأفراده وهيئاته المختلفة في سباق محموم مع الزمن, يأخذ بكل ما هو جديد ويتأقلم معه ويطوره ويعالج ما هو قائم ليلحق بركب الحضارة ليصب ذلك في نهايته في تحقيق الرفاهية.
ومع إشراقة كل يوم يطالعنا العلماء بتقنية جديدة مفيدة تحمل في طياتها الرفاهية التي هي مطلب الإنسانية الأول, إلا أن تلك الرفاهية لن تتحقق من دون أمن… الأمن هنا بمفهومه الواسع, الذي يعتبر مسؤولية الجميع.
جميل أن يعي القطاع الخاص دوره في منظومة الأمن خاصة أن الدولة, رعاها الله, أسهمت بفاعلية في قيامه, الشواهد هنا كثيرة يشكر القائمون على القطاع الخاص عليها ولكن نتطلع إلى المزيد, ولعل آخر مشاركة فاعلة من القطاع الخاص في تحقيق مفهوم الأمن الواسع ما قامت بتنفيذه الشركة السعودية للنقل الجماعي من مشروع مراقبة حافلاتها بالأقمار الصناعية, وما رعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز وتدشينه ذلك المشروع إلا تأكيد لأهمية قيام المجتمع بأدواره, وقد علق سموه الكريم على مشروع مراقبة حافلات الشركة بأنه يحقق خدمة أفضل للمسافرين ويراعي الجوانب الأمنية.
إن حافلات الشركة السعودية للنقل الجماعي ليست الوحيدة التي تجوب طرق المملكة, فهناك آلاف الحافلات التي تستخدم الطرق. الدولة بذلت وما زالت تبذل ملايين الريالات من أجل تأمين شركة طرق على مستوى عال, وتلك الطرق تكاليف صيانتها باهظة ويرجع جزء من تلك التكاليف إلى سوء الاستخدام, فالأحمال الزائدة والحوادث نتيجة السرعة عوامل هدم في البنية التحتية للطرق وترجع تلك العوامل إلى عدم وجود رقابة صارمة على الشاحنات من أصحابها. نتمنى على شركات النقل نهج ما فعلته (سابتكو), فمن خلال المراقبة على الشاحنات تستطيع الشركة السيطرة بنسبة كبيرة على حافلاتها من حيث سرعتها ومكان وجودها وسرعة إسعافها في حال العطل الذي في نهايته يصب في أمن المسافرين سواء الذين يستخدمون حافلات الشركة أو العابرون الطريق, خاصة إذا علمنا أن حافلات "النقل الجماعي", التي يبلغ عددها 3115 حافلة نقلت عام 2005, 16 مليون مسافر وهذا سيؤدي إلى انخفاض تكاليف الصيانة التي ستصب في نهاية المطاف في مصلحة مساهميها.
ومما يثلج الصدر أن ذلك المشروع قامت بتنفيذه عقول سعودية ابتداء بوكيل وزارة الطرق للنقل رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للنقل الجماعي المهندس عبد الله بن عبد الرحمن المقبل وشركة الإلكترونيات المتقدمة المنفذة للمشروع بأيد سعودية شاركت في البناء وحققت معنى التكامل الاقتصادي من خلق فرص عمل جديدة وتمازج بين القطاعات مفيد وتحقيق سفر آمن وطريق آمن وتكاليف مستقبلية أقل عند الصيانة للطرق, هذا كله سينعكس على نمو المجتمع ورفاهيته. وندعو القطاع الخاص إلى أن يستفيد من تلك التجربة ونتمنى أن نرى ما صرح به وزير النقل عاجلاً في أن المشروع ستتبعه مشاريع أخرى على جميع الحافلات والشاحنات.