الأسهم الأمريكية تصل إلى أعلى مستوى لها منذ 3 أشهر
أمضى المُستثمرون أسبوعاً مُريحاً ومُطمئناً لكنه في الوقت نفسه كان هادئاً بطيئاً في حركته وساعده على هذا صدور عدد من البيانات الاقتصادية المهمة، بينما كان عدد النتائج الفصلية للشركات المُعلنة قليلاً ولشركات غير مُهمة، كما أسهم انخفاض أسعار النفط من 72.5 دولار إلى 69.2 دولار، وبهذا نجحت المؤشرات الرئيسية في الارتفاع والحصول على عدد من النقاط, حيث أغلق مؤشر داو جونز مرتفعاً بنسبة 1.6 في المائة وقريباً منه مؤشر S&P 500 بنسبة 1.2 في المائة يليهما مؤشر ناسداك الذي تمكن من تحقيق ارتفاع أكبر مقداره 2.5 في المائة.
نأتي هنا إلى استعراض أهم البيانات والمؤشرات الاقتصادية التي صدرت في الأسبوع الماضي وكان لها الدور الأكبر في دفع السوق نحو الارتفاع، حيث أعلن عن معدل الناتج المحلي للربع الثاني بعد المُراجعة مرتفعاً بنسبة 2.9 في المائة بعد أن كان 2.5 في المائة فقط، وهنا اطمأن المُستثمرون والمهتمون إلى أن البنك المركزي سيكون قادرا على مُعالجة الآثار السلبية لعمليات رفع الفائدة التي تمت في الأعوام السابقة، وأن مقولة البنك المركزي إن تباطؤ نمو الاقتصاد المُتوقع نتيجة رفع الفائدة سيكون هبوطاً مُقنناً ومدروساً حيث ذُكر كثيرا عبارة Soft Landing.
أهم تقرير صدر هو تقرير عدد الوظائف الجديدة لآب (أغسطس), حيث كشف عن إضافة 128 ألف وظيفة جديدة وهي أكثر من المُتوقع الذي كان 125 ألف وظيفة ولكنها ليست بالزيادة الكبيرة التي قد تؤدي إلى زيادة ضغوط التضخم وهذا سيُساعد بدوره إيجابياً في عدم قيام البنك المركزي برفع الفائدة في اجتماعه المقبل الموافق العشرين من الشهر الحالي، كما أُعلن عن أن نسبة البطالة انخفضت من 4.8 في المائة إلى 4.7 في المائة، الاهتمام بالتضخم وأخباره ما زال محط اهتمام المُستثمرين لذلك كان الاهتمام بتقرير متوسط أجر الساعة حيث أظهر ارتفاعاً بمقدار 0.1 في المائة في آب (أغسطس), وهذه ليست بالزيادة الكبيرة. إن ارتفاع متوسط أجر الساعة يعني زيادة التكاليف على الشركات, لذا فإنها ستواجه هذا الارتفاع في التكاليف بزيادة أسعار منتجاتها وخدماتها حتى تُغطي مثل هذه التكاليف, وبالتالي تزداد ضغوط التضخم الذي يخشاه الجميع.
الأسبوع الحالي
أمس الإثنين كانت عطلة يوم العمال وتأتي هذه العطلة بعد شهر آب (أغسطس) دائماً, أي أن المُستثمرين يعودون من إجازة الصيف ويبدأون التداول من جديد ويتفحصون محافظهم ويُعيدون دراسة خططهم الاستثمارية, وعادة ما ترتفع السوق قبل عطلة يوم العمال بأسبوع وبعده بيوم أي اليوم الثلاثاء، ولا ننسى أن نأخذ الأوضاع السياسية في الحُسبان خلال هذا الأسبوع والمُتمثلة في قضية إيران وتخصيبها اليورانيوم وما يدور حوله من جدل وشقاق دوليين, حيث إن أي تطور غير إيجابي سيزيد من مخاوف نقص إمدادات النفط ومن ثم سيؤثر في أسعاره.
المُستثمرون سيهتمون بمراقبة بيانات إنفاق المُستهلك خاصة في موسم العودة إلى المدارس الذي بدأ من الأسبوع الماضي، جدير بالذكر أن وزارة التجارة أعلنت في الأسبوع الماضي عن أن الاستهلاك في تزايد وأعلنت كذلك شركة وول مارت Wall-Mart وغيرها من شركات التجزئة عن تحقيق مبيعات قوية في آب (أغسطس) لهذا شهدنا ارتفاع أسعار أسهم شركات التجزئة.
سيصدر عدد من البيانات الاقتصادية منها تقرير عن الإنتاجية بعد المراجعة في الربع الثاني التي قد ترتفع عن سابقتها لتصل إلى 1.6 في المائة بعد أن كانت 1.1 في المائة، أيضاً سيُعلن عن مخزونات الجملة التجارية في تموز (يوليو) وذلك يوم الخميس التي قد لا تتغير عن سابقها وتبقى عند 0.8 في المائة ، الائتمان الاستهلاكي في تموز (يوليو) ستصدر بياناته يوم الجمعة ويُتوقع أن ينخفض حتى سبعة مليارات دولار بعد أن كان في حزيران (يونيو) 10.3 مليار دولار.
التحليل الفني
تمكن "ناسداك" من مواصلة ارتفاعه ليُغلق عند مستوى 2193.12 نقطة بعد أن وجد الدعم من متوسط حركة عشرة أيام، وقد أشرت في تحليل الأسبوع الماضي أن "ناسداك" في حالة ارتفاعه لن يتجاوز مستوى 2194 نقطة في أحسن الأحول حيث يقف مستوى فيبوناتشي (50 في المائة) في وجه تقدم "ناسداك" أكثر.
"ناسداك" الآن سيُفقد القدرة على التقدم شيئاً فشيئاً فإن تمكن من تجاوز مستوى 2194 نقطة فإنه سيضعف أمام المقاومة التالية 2200 نقطة, كما أن الحد العلوي Ballinger Bands سيُعوقه ومعه متوسط حركة 200 يوم عند 2224 نقطة، وفي حالة هبوط "ناسداك" فإن أول مستويات الدعم هو متوسط حركة 100 يوم عند 2170 نقطة يليه مستوى 2161 نقطة حيث يوجد متوسط حركة عشرة أيام، لكن إذا تمكن متوسط حركة عشرة أيام من تجاوز متوسط حركة 100 يوم فإن هذا يعني حدوث موجة أخرى من الصعود.
قد يشهد مطلع أيلول (سبتمبر) ارتفاعاً, حيث جرت العادة تاريخياً أن ترتفع السوق في النصف الأول منه ثم تعود إلى الانخفاض بقية الشهر، كما أن أحجام التداول ستزداد بعد عودة المُتداولين إلى شارع وول ستريت بعد انقضاء عطلة الصيف, وسنرى أحجام التداول تزداد شيئاً فشيئاً.
جمعية المُحللين الفنيين الأمريكية
<p><a href="mailto:[email protected]">mashhour@maktoob.com</a></p>