رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


ماذا عن تصنيع الأعلاف؟

<a href="mailto:[email protected]">Kalfuhaid@hotmail.com</a>

كان المفهوم السائد للأعلاف أنها الأعلاف الخضراء فقط إلا أن هذا المفهوم تغير تمشيا مع التغيرات التي حدثت في مجال إنتاج الثروة الحيوانية التي تحولت من صناعة لتوفير احتياجات الأسرة من اللحوم والألبان والبيض إلى مجال استثماري واسع. وتعتبر الأعلاف أهم العوامل الرئيسية المحددة لنمو الإنتاج الحيواني، وتطورت صناعة هذا العامل الإنتاجي الحيوي شأنها شأن الصناعات المرتبطة بالقطاع الزراعي، وبدأت المحاولات الأولى لتصنيع الأعلاف في المملكة عام 1964م في المنطقة الشرقية ثم توالت مصانع الأعلاف في الانتشار حتى بلغت المصانع المرخص لها 47 مصنعا بطاقة تخطيطية تقدر بنحو خمسة ملايين طن بينما المشروعات القائمة 40 مشروعا تمثل 85 في المائة من إجمالي الأعداد المرخصة طاقتها الفعلية 5ر2 مليون طن تمثل فقط 50 في المائة، وعلى الرغم من أن هناك فجوة بين العرض والطلب على مخرجات مثل هذه المصانع تميل لصالح الطلب إلا أن الكميات المنتجة تذبذبت بين الأعوام 2001، 2002، 2003، 2004، و2005م، حيث بلغت بالمليون طن على التوالي 2.49، 2.47، 2.41، 2.43، 2.51 في حين تناقصت أعداد المصانع لتلك السنوات على التوالي 38، 41، 42، 43، 40 وعلى الرغم من وجود الحوافز والمزايا الممنوحة لمشاريع تصنيع الأعلاف (حسب لمحة عن صناعة الأعلاف في المملكة لعام 2005م) التي أصدرتها وزارة الزراعة 2006م، ومن أهم هذه الحوافز: تقديم قروض ميسرة، منح الأراضي في المدن الصناعية بإيجارات رمزية، الإعفاءات الجمركية على المعدات والآلات، ومنح تسهيلات لاستيراد مستلزمات المواد الخام اللازمة لصناعة الأعلاف، وفي اعتقادي أن من أهم المحفزات الداعمة لوجود البيئة المناسبة للاستثمار في هذه الصناعة هو وجود فجوة علفية كبيرة (المركزات) في المملكة في ظل توافر رأس المال لدى المستثمر السعودي، إلا أن تلك المؤشرات تثير تساؤلات حول تناقص أعداد المصانع التي قد تعزى إلى تناقصها في جانب أعلاف الماشية في حين ثباتها وتطورها فيما يخص جانب الدواجن، وقد يرجع ذلك إلى وجود المنافسة الداخلية بين مصانع الأعلاف المحلية القائمة والذي بدوره يؤثر على المصانع الصغيرة وبالتالي إغلاقها، إضافة إلى توجه مربي الماشية لاستهلاك الشعير مما يخفض الطلب على مخرجات مصانع الأعلاف المرتبطة بعليقة الماشية مع أن استهلاك الشعير غير اقتصادي بالنسبة لمربي الماشية لأن نحو 30 في المائة يخرج كما كان بدون أي هضم إضافة إلى ذلك، الشعير لا يحتوي على المكونات الرئيسية المطلوبة لعملية التغذية المتكاملة للحيوان، مما يعني أهمية أن تطور مثل هذه المصانع من قدراتها الإنتاجية وإمكانية أن يكون لها تكتل فيما بينها والعمل على الشراء الموحد لمدخلات الإنتاج المستوردة لخفض تكاليف هذه المصانع. كما أنها تعد فرصا استثمارية حقيقية للاستثمار في هذا المجال وخاصة للشركات الزراعية المساهمة لتنويع نشاطها التصنيعي ولتسهم في زيادة المعروض من هذا العنصر الإنتاجي وتقديم العليقة المثلى التي تؤدي إلى تقليل التكاليف الإنتاجية، والمحافظة على صحة الحيوان ووقايته من الأمراض، وبالتالي زيادة إنتاجية الوحدة، مما سيسهم بدوره في خفض تكاليف الإنتاج للوحدة المنتجة من مخرجات مشروعات الإنتاج الحيواني وخلق وضع تنافسي أفضل بينها.
والله ولي التوفيق

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي