أسهم دبي تخسر ملياري درهم بعد صراع بين المضاربين

أسهم دبي تخسر ملياري درهم بعد صراع بين المضاربين

تباين أداء الأسهم الإماراتية أمس، مع بدء تعاملاتها الأسبوعية بين ارتفاع طفيف في سوق أبوظبي وهبوط في دبي بعد صراع طيلة الجلسة بين نوعين من المضاربين الأول استهدف في بداية الافتتاح هبوط السوق بالضغط على سهم "إعمار" والآخر الإبقاء على حالة الصعود التي بدأت قبل أسبوعين.
وتراجعت أحجام التداولات دون المليار درهم وهبطت تعاملات سوق دبي بمقدار النصف تقريبا إلى 654.4 مليون درهم مقارنة بـ 1.8 مليار درهم الخميس الماضي، حيث واجهت السوق منذ البداية عمليات بيع مكثفة من الأسهم خصوصا القيادية "إعمار"، "دبي الإسلامي"، "دبي للاستثمار"، "شعاع"، و"أملاك" التي تراجعت أسعارها بنسب متفاوتة, وخسرت الأسهم ملياري درهم من مكاسبها التي تحققت الخميس بتراجع القيمة السوقية إلى 575.5 مليار درهم من 577.5 مليار.
وقال لـ " الاقتصادية " متعاملون في سوق دبي إن صراعا محموما بين مضاربين بدأ مع الافتتاح حيث لوحظت عروض بيع على سهم "إعمار" بالتحديد الذي افتتح منخفضا مقارنة بسعر إغلاق الخميس عند 13.05 درهم مقارنة بـ 13.20 درهم وهو ما أعطى مؤشرا على أن السوق في طريقها للتراجع عكس ما كان متوقعا بأن تتماسك الأسهم على الأقل إذا لم تواصل صعودها، الأمر الذي ضغط على مؤشر سوق دبي للتراجع من 444 نقطة إلى 439. غير أن طلبات شراء قوية دخلت لكسر محاولات الراغبين في إرجاع السوق وتمكن المؤشر مجددا من الارتداد إلى مستوى إغلاق الخميس وارتفع بنسب طفيفة وظل لمدة ساعتين من التداول يقاوم محاولات الهبوط بسبب عمليات جني الأرباح التي نشطت خوفا من هبوط أكبر وأسفرت عن خسارة المؤشر لثماني نقاط بنسبة 1.6 في المائة.
وحسب وسطاء فإن المضاربين الذين استهدفوا هبوط السوق منذ البداية أرادوا إعادة الأسعار إلى مستويات أقل تمكنهم من إعادة الشراء وهو التكتيك الذي عادة ما يتبعونه مع كل مرحلة صعود غير أنه فوجئوا بارتداد لكن لم يستمر طويلا بسبب كثافة عروض البيع التي ضغطت على السوق في اتجاه التراجع.
وأشاع تراجع "إعمار" إلى ما دون 13 درهما عند 12.85 درهم أدني سعر بلغه قبل أن يرتد بنهاية الجلسة ليغلق عند 13.05 درهم منخفضا بنسبة 1.1 في المائة جوا من الخوف لدى المستثمرين في قاعة سوق دبي من عودة السوق للتراجع مجددا، خصوصا أن هبوط "إعمار" سحب معه جميع الأسهم المتداولة، حيث تراجعت أسعار 15 سهما مقابل ارتفاع أسعار ثلاثة فقط.
وجاء التراجع بضغط من قطاعي الخدمات والاستثمار، حيث هبط الأول بنسبة 2.3 في المائة والثاني 1.2 في المائة لكن في المقابل قادت أسهم قطاعات الصناعة، البنوك، والصحة إلى تداولات نشطة في سوق أبوظبي بلغت قيمتها 162 مليون درهم وارتفع المؤشر بنسبة طفيفة بلغت 0.08 في المائة.
استبعد هيثم عرابي مدير مجموعة الأصول في "شعاع كابيتال" عودة الهبوط الحاد الذي عانت منه الأسواق الإماراتية طويلا مرة ثانية، معتبرا أن ما حدث من هبوط في سوق دبي أمس، أمر طبيعي بعد أسبوعين من الصعود المتواصل.
وقال إن السوق تحتاج بالفعل إلى فترة التقاط أنفاس تعطي خلالها الفرصة لمستثمرين جدد لمعاودة الدخول على أسعار مقبولة بعد الارتفاع المتواصل الذي حدث طيلة الأسبوعين لذلك ليس مستغربا أن تنشط عمليات جني الأرباح من قبل الذين اشتروا بأسعار أقل.
وأوضح أن سهم "إعمار" سيواجه مقاومة عقب كل صعود وسيتعرض للهبوط وهو ما لاحظناه عندما وصل إلى 13.50 درهم، حيث تعرض لعمليات بيع كبيرة قادت إلى هبوطه والمؤكد أنه سينخفض.
وأكد أن هبوط السوق ليوم واحد ليس مؤشرا على هبوط أكبر، إضافة إلى أن أحجام التداولات لا تزال على ارتفاع وهناك رغبة حقيقية للشراء لذلك ليس هناك ما يدعو إلى الخوف ومن المتوقع أن تعطي فترة جني الأرباح الفرصة لدخول سيولة جديدة ستساهم في إحداث توازن في السوق.

الأكثر قراءة