"الكهرباء" تكافح لتقليل فترة تركيب المحول الجديد 50 %

"الكهرباء" تكافح لتقليل فترة تركيب المحول الجديد 50 %

لجأ عدد من المصانع المتركزة في المدينة الصناعية الأولى في الدمام إلى تشغيل جميع عمالها خلال الفترة المسائية ولمدة أربع ساعات متواصلة كخطوة مؤقتة لمجابهة قرار الشركة السعودية للكهرباء القاضي بفصل التيار الكهربائي عن تلك المصانع لمدة تزيد على أربع ساعات خلال الفترة الصباحية.
وقال مصدر مسؤول في إحدى الشركات المحلية التي تمتلك مصنعا في المدينة الصناعية الأولى في الدمام، إن الشركة قررت أن يبدأ دوام العمال في المصنع من الثامنة صباحا ويستمر حتى الثانية ظهرا مواعيد فصل التيار الكهربائي عن المصنع, على أن يعاود العمال العمل خلال الفترة المسائية والتي تبدأ من الرابعة عصرا وحتى الثامنة مساء, بعد أن كان عمال المصنع يعملون بنظام الدوام الواحد.
وأشار المصدر إلى أن الشركة أيضا منعت مغادرة الفنيين المصنع خلال الفترة الصباحية بغرض تلبية طلبات عملاء الشركة من أعمال إنشائية خارج المصنع على أن يتم تنفيذ تلك الأعمال بعد انتهاء الدوام الصباحي لاستغلال فترة انقطاع التيار الكهربائي داخل المصنع في الأعمال الخارجية.
وأشار المصدر إلى صعوبة استعانة هذه المصانع بمولدات خارجية لتغذية خطوط إنتاجها التي تحتاج إلى مولدات كهربائية ذات قدرة عالية في توليد الطاقة الكهربائية قد تكلف في الشركة قرابة 60 مليون ريال. وأوضح أن أغلب المصانع العاملة في المدينة الصناعية غير مهيأة أصلا لتشغيل هذه المولدات. وبين أن الشركة السعودية للكهرباء هي الوحيدة التي بمقدورها توفير مثل هذه المولدات الكهربائية, لذا كان لابد لها من إجراء مسح ميداني على المصانع العاملة لتوفير عدد من هذه المولدات حتى وإن تتطلب ذلك دفع رسوم مالية تتحملها المصانع، على الأقل هذه الرسوم لن تكلف هذه المصانع مبالغ مالية كبيرة كتلك التي تتحملها الآن نتيجة فصل التيار الكهربائي عن خطوط إنتاجها.
يشار إلى أن عدد المصانع المنفذة في المدينة الصناعية الأولى في الدمام 121 مصنعا وعدد القوى العاملة فيها 14 ألف عامل وموظف ويبلغ إجمالي الرساميل المستثمرة في هذه المصانع أكثر من 2.801 مليار ريال.
في المقابل, أبدى عدد كبير من موظفي وعمال مجموعة كبيرة من الشركات الموجودة في المدينة الصناعية استيائهم من تغير مواعيد دوامهم من قبل هذه الشركات, مشيرين إلى أن العمل داخل المدينة خلال الفترة المسائية يشكل ضغطا نفسيا عليهم ويحرمهم من إمكانية الوفاء بالتزاماتهم الأسرية اليومية سيما وإن بعض الشركات حددت دوام العمل في مصانعها من السادسة مساء إلى الخامسة فجرا, مشيرين إلى أن هناك عددا من العمال ونتيجة لضغط العمل طوال ساعات الليل سيضطرون للغياب عن العمل نتيجة الإرهاق المتواصل.
ويتخوف عدد كبير من العاملين في تلك المصانع من استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن مصانعهم طيلة الأسبوعين المقبلين على عكس ما أعلنته الشركة السعودية للكهرباء التي أشارت إلى عودة التيار الكهربائي إلى مصانع المدينة الصناعية الأيام المقبلة. كما يخشون أيضا أن تستمر هذه الشركات في اعتماد التغيير الذي طرأ على دوام عمالها وفنييها لأطول فترة ممكنة أو أن تلجأ بعض منها إلى اعتماده بشكل نهائي.
وبدت المدينة الصناعية الأولى في الدمام ظهر أمس خالية بشكل ملحوظ من حركة الشاحنات والرافعات بعد أن غادرها عمال المصانع عند منتصف النهار على أمل العودة لها إجباريا عند الساعة الخامسة من مساء أمس.
من جانبه, أكد سلمان محمد الجشي رئيس اللجنة الصناعية في الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية, نائب رئيس اللجنة الوطنية الصناعية في مجلس الغرف السعودية أهمية التحرك السريع من قبل الصناعيين لتقييم الوضع الحالي بعد خطوة الشركة السعودية للكهرباء بفصل التيار الكهربائي عن عدد كبير من المصانع المحلية. وأشار إلى ضرورة أن تتيح هيئة تنظيم الخدمات الكهربائية فرصاً أكبر للقطاع الخاص السعودي فيما يتعلق بإنتاج وتوزيع نقل الطاقة الكهربائية ومضيفا أن هذا مطلبا لا مفر منه في الوقت الراهن في ظل الوضع الحالي, بيد أن الجشي ألمح إلى أن الصورة العامة لسياسة الهيئة لا تظل غير واضحة حول كيفية استغلال دور القطاع الخاص في مجال الاستثمار في قطاع الطاقة لذا لابد من التحرك السريع لعقد اجتماعات متواصلة لتوحيد الرؤى الاستثمارية للاستفادة من مزايا هذا القطاع مستقبلا.
في الرياض، أجرى صناعيون اتصالات ومحادثات مكثفة مع شركة الكهرباء من أجل حل أزمة انقطاع التيار الكهربائي عن بعض المدن الصناعية في المملكة، ووعدت الشركة بعضهم بتقليص مدة انقطاعات التيارات الكهربائية عن المصانع إلى أسبوع بدلا من كونها أسبوعين.
إلى ذلك، أكد المهندس أحمد الراجحي مدير عام الوطنية للصناعة رئيس لجنة الصناعات البلاستيكية والكيمائية في غرفة الرياض، أن اتصالات مكثفة دارت بين شركة الكهرباء السعودية وعدد من الصناعيين من أجل حل أزمة انقطاع التيار الكهربائي عن كثير من مصانع مدينة الرياض.
وقال الراجحي إننا "فهمنا كصناعيين" من الشركة أنها تحاول أن تقلص وتسرع في إنجاز إصلاحات الأعطال التي تمر بمغذي المدن الصناعية، كما وتعمل على تقليص الموعد الذي يمكن أن تستغرقه الشركة من 14 يوما إلى أسبوع واحد فقط.
وتوقع الراجحي أن تنتهي الأزمة التي لحقت بالمصانع في كل من الرياض والمنطقة الشرقية إلى سبعة أيام فقط، مؤكدا أن شركة الكهرباء لم تبت في موعد إنجاز أو تقليص الفترة الزمنية ولم ترد بشكل نهائي على المصنعين الذين تحاوروا معها من خلال الاتصالات التي دارت بين الطرفين.
وفي سؤال عن اتفاق بعض الصناعيين على إيجاد بعض الوحدات الكهربائية ومولدات داخل مصانعهم من أجل تغطية انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من ألف مصنع في الرياض، رد الراجحي بالقول: إن الانقطاع ليس بالكامل وإنما يستغرق من ثلاث إلى أربع ساعات، كما أن المشكلة ليست في إيجاد مولد كهربائي ولن يكفي لحل الأزمة الجارية، مشيرا إلى أنه ليس مجديا اقتصادية للمصانع أن تجلب وحدات ومولدات كهربائية لأن الانقطاع أربع ساعات.
ولفت مدير عام الوطنية للصناعة رئيس لجنة الصناعات البلاستيكية والكيمائية في غرفة الرياض، إلى أن استئجار بعض المولدات للمصانع يحتاج إلى وقت لكي يصل إليها ومن ثم يتم تحديد موقع المولد، كما أن تشغيله أربع ساعات ليس مجدياً صناعيا للمصنعين.
من جهة أخرى، عوضت بعض مصانع مدينة الرياض خصوصا الكبيرة منها انقطاع التيار الكهربائي عنها منتصف الأسبوع الماضي، وطلبت من عامليها الالتحاق بالدوام يوم الجمعة الماضية واتفقت معهم على أن العمل سيكون ساعات عمل إضافية مدفوعة الثمن، وذلك من أجل تعويض بعض الخسائر التي لحقت بإنتاجياتها.
وأكد لـ "الاقتصادية" أحد الصناعيين أن عجلات الإنتاج دارت أمس الأول في بعض المصانع رغم أنه يوم عطلة رسمية للعمال، وذلك من خلال تشغيل مكائن المصانع بإشراف الأيدي العاملة فيها.
وكانت شركة الكهرباء قد قالت في وقت سابق إنه في تمام الساعة 21:27 من مساء يوم الجمعة 18 آب (أغسطس) 2006، خرجت وحدة توليد رقم واحد في محطة توليد القرية في المنطقة الشرقية من الخدمة وذلك بسبب عطل فني داخلي في محول رفع الوحدة ما أدى إلى فقد 633 ميجاواط من الطاقة الإنتاجية الكهربائية وتزامن ذلك مع ارتفاع كبير في أحمال الشبكة خلال هذا الأسبوع.
في الوقت الذي اعتبر فيه صناعيون أن انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة الصناعية الثانية وأجزاء من الثالثة، مشكلة حقيقية للصناعة السعودية، "وذلك لأن لدى المصانع عدداً من الالتزامات مع زبائن وأسواق من الصعب تقبل انقطاع تيار كهربائي في اليوم نفسه الذي تسلمت فيه المصانع تلك الخطابات، مشيرين إلى أن جميع المصانع التي توقفت عن العمل بسبب هذا الانقطاع ليس لديها أي مخزون لتعويض عملائها الملتزمة معهم بعقود.
وأضافوا أن الإفادة التي وصلت من شركة الكهرباء توضح أن انقطاع التيار الكهربائي سيكون لمدة 14 يوما أو يمكن أن يطول انقطاع التيار الكهربائي للمصانع لمدة تزيد على الأسبوعين، مؤكدين أنه خلال هذه الفترة فإن سيتكبدون خسائر ملاك ومشغلو المصانع في تلك المنطقة التي لحقها الانقطاع الكهربائي.

الأكثر قراءة