انخفاض التضخم والنفط يُحفز الأسهم الأمريكية للصعود
<a href="mailto:[email protected]">mashhour@maktoob.com</a>
تميزت أسواق الأسهم الأمريكية خلال الأسبوع الماضي بأداء رائع فاق كل التوقعات, لقد انجرف المُستثمرون بشكل لافت نحو الشراء وذلك لعدة أسباب أسهمت في خلق أجواء إيجابية، أول هذه الأسباب كانت المؤشرات الاقتصادية التي تقيس التضخم وأقصد بها مؤشريّ أسعار المُنتجين الجوهري Core PPI ومؤشر أسعار المُستهلكين الجوهري أيضاً Core CPI، يليهما هدوء الأجواء السياسية في منطقة الشرق الأوسط, ما جعل أسعار النفط تتراجع وسط هذا الارتياح, إضافة إلى نتائج أرباح الشركات للربع الثاني التي وصلت معدلات نموها إلى أكثر من 16.3 في المائة هذا الربع.
أفضل المؤشرات الرئيسية أداءً كان مؤشر ناسداك الذي ارتفع بمقدار 5.2 في المائة وهو أفضل ارتفاع له منذ أيار (مايو) 2002 خلال أسبوع واحد، يليه مؤشرا S&P 500 وداو جونز مرتفعان بنسبة 2.8 و2.6 في المائة على التوالي، وهنا أركز على أن انخفاض مؤشري التضخم Core PPI وCore CPI أسهم في تحفيز السوق وخلق أجواء إيجابية، فانخفاضهما ولدّ قناعة بأن التضخم موجود ولكنه تحت السيطرة من قبل البنك المركزي وتأكدّ أكثر أن البنك المركزي لن يرفع الفائدة في اجتماعه المقبل في العشرين من أيلول (سبتمبر).
نتائج الشركات الرائعة التي تدل على تحقيق نمو في أرباحها أسهمت هي أيضاً في تحفيز السوق, فمثلاً تمكنت الشركات المُدرجة ضمن مؤشر S&P 500 التي أعلنت نتائجها عن الربع الثاني حتى الآن من تحقيق نمو يقدر بـ 16.3 في المائة، نذكر من هذه الشركات Hewlett-Packard's (HPQ) التي تحدثت عن توقعاتها المُستقبلية بشكل فاق توقعات المُستثمرين، كما أسهم إعلان شركة مايكروسوفت, الذي تحدثت فيه عن خطتها نحو طلب السماح لها بإعادة شراء أسهمها بمبلغ آخر غير السابق يُقدر بـ 16.2 مليار دولار تضاف إلى 20 مليار دولار جهزتها من قبل لإعادة الشراء، قطاع شركات التكنولوجيا كانت هي الأكثر بروزاً ولفتاً للأنظار وما ارتفاع مؤشر ناسداك إلا دليل على ذلك، حصل الارتفاع في هذا القطاع على الرغم من صدور أخبار سيئة من شركة كبرى مثل DELL أحد أهم مُصنعي أجهزة الحاسبات الشخصية التي كانت أرباحها أقل من التوقعات.
الأسبوع الحالي
البيانات والمؤشرات الاقتصادية التي ستصدر هذا الأسبوع قليلة جداً ومعظمها تتركز حول قطاع مبيعات المنازل لكن مع هذا لن تُفاجأ إذا هبطت السوق وحصل جني أرباح بعد هذا الصعود المتتابع للسوق في الأسبوع الماضي. غداً الأربعاء ستُعلن الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين عن مبيعات المنازل المُستخدمة في تموز (يوليو)، حيث التوقعات تتحدث عن انخفاض فيها يصل إلى 6.58 مليون وحدة سكنية منذ بداية العام بعد أن وصت في حزيران (يونيو) إلى 6.62 مليون وحدة سكنية.
يوم الخميس سيُعلن عن مبيعات المنازل الجديدة لتموز (يوليو) والتوقعات تتحدث أيضاً عن انخفاض يصل إلى 1.1 مليون وحدة سكنية بعد أن وصل في حزيران (يونيو) إلى 1.13 مليون وحدة سكنية، وفي اليوم نفسه سيصدر إعلان عن طلبيات السلع المُعمرة التي يُتوقع ألا تتغير عما حققته في الشهر السابق وهو 2.9 في المائة في حزيران (يونيو).
موسم نتائج أرباح الشركات يعيش رمقه الأخير حيث اقترب انتهاؤه واليوم الثلاثاء ستُعلن عن نتائجها شركة من أهم شركات تطوير المساكن وهي Toll Brothers علماً بأن الشركة أعلنت سابقاً عن أن نتائجها هي أقل من التوقعات حيث انخفضت طلبات الشراء على وحداتها السكنية بمقدار 48 في المائة في الربع الثالث المقبل مما دفعها نحو تخفيض توقعاتها للفترة المُستقبلية ومن ثم كان طبيعياً أن تتوقع الشركة انخفاض العائد على السهم من 1.27 دولار إلى 1.05 دولار للسهم الواحد.
سيتحدث خلال الأسبوع شخصان مهمان أولهما هو الحاكم الفيدرالي لولاية أطلنطا اليوم الثلاثاء وأيضاً يوم الجمعة سيتحدث محافظ البنك المركزي بين برنانكي في ندوة، لذا سيكون لتصريحاتهما ذات العلاقة بالتضخم أثر في تقدير المُستثمرين فيما يتعلق بالفائدة وضغوط التضخم والتأثير هنا قد يكون سلبيا إن حدث لذا كانت مراقبة كلاميهما أمر ا مهما بالنسبة لمن ينوي البقاء داخل السوق.
التحليل الفني
في تحليل الأسبوع الماضي ذكرت ما يلي "يجب أن نعرف أن "ناسداك" يسير في قناة هابطة ولم يتمكن من الخروج منها حتى الآن – أي الأسبوع الماضي - وحتى يخرج منها يجب أن يتجاوز مستوى 2075 نقطة" وهذا ما حدث بالفعل فقط هبط "ناسداك" يوم الإثنين من الأسبوع الماضي لوجود مقاومة عند 2.75 نقطة ثم يوم الثلاثاء الماضي اندفع متجاوزاً هذه المقاومة مما مهدّ لرحلة صعود قوية وتغيير مساره من داخل القناة الهابطة إلى الاتجاه الصاعد وسط أجواء إيجابية مهدّت لهذا الصعود.
كان في طريق "ناسداك" عدد من المقاومات بعد أن اخترق المتجه الهابط وهي عند مستوى 2120 نقطة ثم 2132 نقطة بسبب وجود مستوى فيبوناتشي (32.8 في المائة), ويبدو أن "ناسداك" بدا يتوقف عن الصعود يوم الجمعة وعند مستوى 2163 نقطة، ونذكر هنا أن "ناسداك" خرج خارج نطاق الحدّ العلوي للبولينجر مما يدل على قوة الصعود وأنه سيستمر حتى لو كان هناك جني أرباح طبيعي مع بداية هذا الأسبوع.
أقرب دعم لمؤشر ناسداك هو عند 2154 ثم 2132 نقطة ولكن احتمالات الصعود قوية حيث نلاحظ اقتراب اختراق متوسط عشرة أيام لمتوسط 50 يوما وسيتبعه في ذلك متوسط 20 يوما أيضاً، لكن لا ننسى وجود منطقة مقاومة غير سهلة بين مستويي 2189 و2195 نقطة حيث الأولى هي بسبب وجود متوسط حركة 100 يوم والثانية بسب وجود مستوى فيبوناتشي 50 في المائة، المرحلة المقبلة هي مرحلة تحرك لـ "ناسداك" بين مستويي 2098 و2195 نقطة أي بفارق 100 نقطة.
<img border="0" src="http://www.aleqt.com/picarchive/hgphved.jpg" width="499" height="300" align="center">