محرك رئيس يوضح الرؤية أمام صانعي القرارات
يتناول الكتاب النتائج المترتبة على استيعاب المؤسسات ما يمكن حدوثه إذا ما أحسنت استغلال القوة الهائلة النابعة من تلك المصادر المعلوماتية الضخمة والقيمة العالية لما لديها من إمكانات ووضع كل تلك الأمور موضع التطبيق. ويسوق الكتاب العديد من القصص والأمثلة التي تبين ما يمكن تحقيقه إذا وضع في أولوياتها جمع المعلومات المتاحة كافة (أيا كان الكم المطلوب)، والتي من شأنها تكوين صورة عامة وشاملة للوضع الراهن للمؤسسة.
وحرصا على عدم وقوع المؤسسة ضحية لسوء وتناقض تفسير المعلومات المشار إليها، لا بد لها من إعداد خطط ورؤى واضحة تبين لها حالة الأسواق والموردين والعمليات وجعل هذه الرؤى وتلك الخطط واضحة أمام صانعي القرارات، مهما كان مستوى اختلافهم في وجهات النظر.
من هذا المنطلق ومن واقع الدراية والخبرة والوعي في مجالي تكنولوجيا المعلومات والقيادة الإدارية على حد سواء والذي يتمتع به كل من "هورد" و"نابيرج"، صارت لديهما إمكانية الجمع بين مواجهة التحديات التي تواجه الأعمال في الوقت الحالي وجعلها متوافقة مع البيانات والرؤى وأحوال الموظفين والمديرين.
وهناك عدة أمثلة تثبت صحة النظرية سالفة الذكر، وتعتبر تلك "الرؤية الراقية" بمثابة نموذج أعمال رفيع المستوى تتخلله نظم فاعلة في إمكانية تحويل المعلومات لمسار العمل بما فيه مصلحة العملاء: أفضل الخدمات وأكثرها دقة. كما تلعب نظم المعلومات الفاعلة دورا مهما في دعم التعاون بين المؤسسات المختلفة، حيث كلما وفر الموردون الاحتياجات الرئيسة للمؤسسة، أصبحت الرؤية أكثر وضوحا وشمولا للمؤسسة وقل معدل الجهد المبذول لتمسك المؤسسة بزمام أمورها.
هكذا نرى كيف يربط "هورد" و"نايبرج" الرؤية بالمعلومات بحيث يحدث تكامل بين هذين العنصرين، فيصبح هذا التكامل أساسا "يقيم عليه القادة أسس نجاح العمليات المؤسسية ويوجدون قيمة حقيقية لإنجازات المؤسسة". من هنا تعتبر المعلومات، كإحدى المكونات الأساسية للخطط المستقبلية، بمثابة محرك رئيس من شأنه توجيه استراتيجيات القيادة واستيعاب الواقع الذي يقضي بأن تفعيل المعلومات لا ينبع من التقدم التكنولوجي فحسب، بل من "حسن ومرونة وفعالية عملية اتخاذ القرارات" التي من شأنها تنظيم عملية استغلال المعلومات والنجاح طويل المدى في إدارة المؤسسات.
تولى مارك هورد منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة "هيلويت باكارد" بعد أن قضى 25 عاما رئيسا لـ "إن. سي. آر"، حيث انشغل بتشكيل وتنفيذ استراتيجيات عدة من شأنها تفعيل كفاءة العمليات وزيادة الأرباح.
أما لارس نايبرج الرئيس الحالي لـ "إن. سي. آر"، والذي عمل رئيسا تنفيذيا للمؤسسة نفسها منذ عام 1995 حتى 2003، فقد قاد عملية تحويل المؤسسة من مصنع للأجزاء الصلبة من الأجهزة إلى أحد مجهزي البرمجيات.