عندما يتدخل المرور تتعقد الأمور
<a href="mailto:[email protected]">Alfaizdr2@yahoo.com</a>
هل صحيح أنه عندما يتدخل المرور تتعقد الأمور وتزداد الازدحامات المرورية؟ قد لا يكون ذلك منطقياَ ولكنني لاحظت عدة مرات خلال فترات الذروة أنه عندما يختفي المرور ورجالهم وسياراتهم تكون الازدحامات أقل بكثير, خاصة في وسط المدينة حول جسر الخليج الذي يعتبر مضيق هرمز للخارجين من الدوام الحكومي الساعة الثانية ظهراَ وقبلهم عودة موظفي المحلات التجارية التي تقفل دوامها لصلاة الظهر, وبينهما عودة طلاب المدارس. وهي نظرية أرى أنه من المناسب أن تتحقق منها إدارة المرور فقد تكون صحيحة وبذلك توفر عليهم عناء إيقاف الجنود في الشمس الحارقة وتوظيفهم لحل الازدحامات في إدارة الرخص والاستمارات وتوفير الوقت للمواطنين من الاصطفاف والمزاحمة. أعتقد أن التدخل لحل الاختناقات مطلوب ولكن ليس بطريق رعي الغنم. فالملاحظ أن السياسة المتبعة من رجال المرورعند الازدحامات قي وقت الذروة تكون بتوقيف سيارة أو رجل مرور لمنع الدخول عند مداخل الحركة إلى الطريق السريع وبذلك تتكوم السيارات في خط الخدمة لإعطاء الأولوية لمن هم في الطريق السريع بينما يقبع البقية من المواطنين محبوسين لحين يتفضل عليهم رجل المرور بالدخول. فما الفرق بين المواطنين المحبوسين عند المدخل والمواطنين داخل الطريق السريع؟ أليسوا كلهم مواطنين ويرغبون في الوصول إلى منازلهم بسرعة ومتساوين في الحقوق؟ وما المدة الزمنية التي يبلغ بها رجل المرور عند مدخل الطريق السريع لمنع تدفق المرور إلى الطريق السريع؟ وهل لديه الدقة لضبط ذلك التدفق؟ حيث إن الاختناقات المرورية عادة تؤثر عليها الثواني وإن عملية تصريف المرور للسيارات عملية دقيقة لإعطاء الأولويات بينما نرى أن بعض رجال المرور يعطى تعليمات لسد المدخل ولكن لا يعرف بدقة أو لا يعطى تعليمات لطريقة توزيع التدفقات أو متى يسمح له بفتح المدخل ويبقى في انتظار وصول الرد. فأحيانا يعطل مواطنين ويسمح لمن هم في الاتجاه الآخر قبلهم. وهذه لها إشكالاتها ولا تحل المشكلة بل تنقل الازدحامات إلى التقاطع الذي يليه. كما أن ذلك يتكرر أثناء حجز الحركة المرورية للمواكب الرسمية فما أن يسمع المرور بموكب إلا وأوقف وشل الحركة دون مراعاة لوقت المواطنين. فيقومون بحجز الناس لفترات طويلة لا يرضى أو يعرف عنها هؤلاء المسؤولون؟ ولو عرفوا فإنهم لن يسمحوا بذلك. فاليوم يوجد لدينا جوالات يمكن منها الاتصال ببقية الجنود على مسار الموكب مباشرة قبل خروج الموكب بدقائق.
إن حل مثل هذه المشكلة للتدفقات المرورية ليس بالمعضلة الكبيرة وهو حل لا يحتاج إلى اختراعات إدارة المرور فالتجارب والحلول الدولية معروفة منذ قرون وأحد الحلول هو وضع إشارة ضوئية تقوم بتبديل الضوء الأخضر إلى أحمر بالتناوب في أوقات الذروة بدلاَ من إتعاس رجل المرور المسكين لتضرب رأسه حرارة الشمس الملتهبة التي قد تؤثر في عقله. فهو مواطن ويمكن الاستفادة منه في مجال آخر إذا أمكن استبداله بإشارة ضوئية.
وهي كما أعتقد وأرى أنه سبق تنفيذ مشروع الأذرعة الطويلة التحذيرية التي وضع عليها إنارة عاكسة وتحذيرية ولوحات تشير إلى عملها في ساعات معينة على الكثير من المداخل للطرق السريعة وصرفت الملايين لذلك ولكنها لم تشغل وتفعل حتى تاريخه. فما السبب في تعطل تلك الأذرعة؟ ولماذ تم تنفيذ مظلات وغرف أكشاك مكيفة عند التقاطعات المرورية ولكنها لا تستعمل بل يقبع رجال المرور في سياراتهم ويعرقلون المرور بالوقوف على امتداد الجزيرة الوسطية ويعرقلون الدوران حولها.. هل هي تكلفة غير مدروسة؟
هذه قضية ضمن عدة قضايا سبق أن طرحتها عن نظام المرور وبعضها وجد تجاوبا ملحوظا خاصة فيما سبق أن طرحته منذ عشر سنوات عن المرور السري الذي طبقه المرور وما زلنا نعيش ثمراته ضمن نتائج حملات التوعية المرورية. وهي خطوة جيدة ولكن هل لدى المسؤولين عن المرور خطة تدريجية للتوعية والتركيز على المشاكل والمخالفات الأخرى؟ وكذلك توعية رجال المرور أنفسهم لكي يكونوا مثالا للآخرين. إن اهتمام رجال المرور وتركيزهم على المواطنين داخل سياراتهم أعماهم عن النظر إلى المشاكل والمخالفات المرورية الأخرى مثل قطع الإشارات المرورية والتجاوز من اليمين عند الإشارات أو الازدحامات أو لجوء بعض الطائشين إلى التجاوز عن طريق أكتاف الطريق من اليسار في الطرق الدائرية أو الطلوع على الأرصفة وغيرها, أو عدم احترام إشارات الوقوف STOP SIGNSٍ عند تقاطعات الطرق داخل الأحياء وخارجها مع الطرق الرئيسية وهي من أهم الوسائل التي تحد من الحوادث فأين الحملات المرورية لاحترام إشارات الوقوف كما لو كانت إشارة ضوئية وأين دور وزارة الإعلام في التوعية المرورية؟
وقد تساءلت منذ فترة عن جدوى إرساء قوانين المرور بالقطارة كل سنة مرة في أسبوع المرور؟ ولماذا لا تكون الحملة طوال السنة؟ فما عمل المرور؟ وأليس من المفروض أن يكون هناك نظام مكتوب ومعتمد يتم نشره في الصحف المحلية أو وسائل الإعلام الأخرى وأن يكون له موقع على الإنترنت؟ وأن يشمل جزاءات صارمة لمن يستعمل كتف الطريق أو يتجاوز من اليمين؟
أرى أنه قبل خطة التركيز على إجزاء النظام أن يتم أصلاً اعتماد النظام. فماذا عن مخالفة إشارة الوقوف داخل الأحياء وعلى الطرق أو التجاوزات عند إشارة المرور خاصة القادم من اليمين ثم يصطف أمام من هم قبله, أو تغير خط السير دون إشارة بين الخطوط الموضحة بعين القط على الطريق؟ وما عقاب من يلاصق وبسرعة شديدة سيارتك أنت وعائلتك وما يحدثه من مفاجأة وإرباك لك قد يؤدي إلى حوادث شنيعة؟
وهل يطبق نظام المرور على بعض المستهترين من رجال المرور الذين هم القدوة؟ لقد رأيت بنفسي عدة مرات مخالفات واضحة لبعض سيارات المرور تقف وقفة موازية في تقاطعات مزدحمة رامية بأهمية وقت المواطن بينما هناك فسحة ومتسع لها للوقوف على جانب الطريق. كما أنهم لا يستعملون الإشارة لتغير المسارات. فإذا كانت القدوة ورب البيت بالدف ضارباً فما شيمة أهل الدار إلاً...
إن مثل هذه الحلول للتحكم في التدفق المروري والازدحامات بوضع إشارات ضوئية عند المداخل للطرق السريعة سهلة جداً ولكنها تحتاج إلى تطبيق القانون بصرامة وشدة على الجميع ودون تميز. وأن نقضي على مرض الواسطات. المزيد من الحزم والنظر في أهمية الحملات الأسبوعية للتوعية بمشاكل المرور.