الوحوش
<div><a href="mailto:[email protected]">salsuhamee@yahoo.com</a></div><div> </div><div> لم يعد ما يطلق عليه ملاك يجد بصيصا من أمل ليواجه من يطلق عليه وحش، فالفرق شتان بين وحش ورث هذه الصفة الذميمة لا يتورع عن فعل أي شيء وملاك أسر قلوب الناس بصفات أصبح بعضها من بقايا الأزمنة الماضية ذات الصفاء والنقاء والتقوى والصلاح والورع، وحوش اليوم غير بعضهم لا يخشى الله ألبتة فهو ليله ونهاره في معاداة الله, لا صلاة يؤديها فيكون عبدا صالحا لربه [وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون] سورة الذاريات، ولا طاعة لوالدين هو متميز فيها فهو عاق لهما أشد العقوق, ولو أردنا ضرب الأمثلة لهؤلاء الوحوش لما انتهينا, وقد يكون صالحا في نفسه لكنه يرتكب الكبائر والقتل والتكفير وما أشد جرمه وما أقسى وحوشيته، وكم قرأنا عن الوحوش وكم سمعنا من قصص, وكم قابلنا منهم في حياتنا، تعال معي عزيزي القارئ لنستعرض بعضا من فعل الوحوش الذين أمثلتهم كثيرة ولكن، [شاب يهدد والده بالقتل ويذهب ليحضر السلاح ويضبطه رجال الأمن, وفقهم الله] ماذا لو ترك هذا الوحش ليفتك بأبيه كما فتك آخرون بأمهات حنونات أو آباء أحباء، حملوهم وربوهم وتعبوا من أجلهم وما هي النهاية؟ قتلوهم شر قتلة، أي صنف هؤلاء من الوحوش؟ إنهم أشرسها، صنف آخر من الوحوش بعض الأطباء تأخذهم عزة بأثم يرتكبون الأخطاء القاتلة دون خوف ولا ضمير ولا يتوانون عن طرد مريض من مستشفى ووصف علاج له مستعجل بدعوى عدم وجود سرير أين يذهب المسكين؟ عمليات صغيرة في اسمها وفعلها كما يقول أهل الطب بإهمال من طبيب يتحول المريض من الصحة إلى الغيبوبة فلا يدري بعدها عن حاله ويصبح حاله بين انتظار رحمة الله بالشفاء له والموت بين لحظة وأخرى، والمشكلة بعضهم لا يعترف بالخطأ رغم محاولات الوزارة لحل هذه القضايا لكنها لا تتناقص، والوحوش موجودون في كل زمان ومكان، ومن الوحوش من يعتدي على الآخرين بأسمائهم بإهانتهم والتنقص منهم ويستخدم سلطته لذلك بغير حق له إلا لمجرد الاختلاف معه في رأي أو منهج أو مبدأ فيكون سيفا مسلطا عليه لا يتركه لحظة ولا يعطيه فرصة إلا تناوله فيها, إنها قمة الاستبداد والعنجهية، ومن الوحوش يجمع الأموال ويغري الضعفاء وراغبي الأرباح البسيطة ويهرب بأموالهم أو يتاجر بها بطريقة غير شرعية, وفي النهاية يقع في شر أعماله، وتبقى الأموال عند هذا الوحش ويضيع مستقبل كثير ممن كانوا يؤملون تغيرا طيبا لحياتهم، إنها قمة المأساة، والصور الاجتماعية لهؤلاء الوحوش هي سلسلة متناسقة متتابعة لن ينتهي الأمر بالحديث عن بعض صورها، لكن كيف نقضي على الوحوش هذا ما يحتاج منا جميعا إلى تضافر الجهود لنتعرف على كل وحش على صورته ونضع العلاج المناسب لها, وقد تجد تجاوبا من الوحش أو لا بحسب قوة التأثير والعمل الفعل للتخلص من الوحوش ولعودة روح المودة والمحبة في المجتمع بعيدا عن افتراس الوحوش للآخرين وتسيدهم للمواقف في كل زمان ومكان. </div>