اقمنا دورات وبرامج ولنا جهود في الأعمال الإنسانية والخيرية
أوضح الشيخ بندر بن عبد العزيز السلمان المدير التنفيذي للمؤسسة الخيرية لوالدة الأمير ثامر بن عبد العزيز آل سعود بالرياض أن المؤسسة تقوم بدور كبير في المجال الخيري والإنساني, وهي تحظى بدعم كبير من رئيس مجلس إدارتها الأمير ممدوح بن عبد العزيز, وفقه الله, الذي يحرص على تفعيل جهود المؤسسة والقيام بأعمالها بالشكل اللائق بها, كما يشرف عليها الأمير نايف بن ممدوح وهو رجل معروف بعلمه الشرعي وحرصه الدعوي, وتنال المؤسسة الكثير من وقته وجهده ومتابعته وقد أقمنا بعض الدورات والبرامج تحت إشرافه ونالت الدورات والبرامج استحسان الكثير من الذين شاركوا بها ولله الحمد, وتحققت لهم الاستفادة منها، وأوضح أن دور المؤسسة الدعوي يتمثل في تحملها نفقات كفالة بعض مدرسي تحفيظ القرآن بالمساجد وكفالة الدعاة في بعض المكاتب التعاونية لتوعية الجاليات ، وهي مكاتب رسمية ومعروفة تعمل تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية وأسهم الدعاة فيها في دخول أعداد من غير المسلمين إلى الدين الإسلامي مثل السائقين والخدم وغيرهم وهي جهود دعوية يشكرون عليها خصوصا أنها نقلت أناسا من الظلمات إلى نور الإسلام, وكذلك للمؤسسة أعمال في مساعدة السجناء وأسرهم في مختلف المناطق وخصوصا في بعض المدن التي لا يوجد فيها من يهتم بهذا الجانب, وأيضا نقوم بمساعدة الأسر المحتاجة في علاج أبنائها وتوفير الرعاية الصحية والحمد لله جهود المؤسسة في تصاعد وأعمالها مستمرة بإذن الله.
وأشار إلى أن المؤسسة أولت الأسرة جل اهتمامها وحرصت على العمل على تهيئة سبل الإبداع والسعادة حيث خصصت لها العديد من البرامج والدورات عن الزواج بعضها للمبتدئين في الزواج حيث تقدم لهم معلومات أولية عن الزواج وكيفية استمرار الحياة الزوجية وتجاوز العقبات التي ربما تصادفه في حياته الزوجية، والقسم الآخر هو للأزواج الذين قطعوا باعاً كبيراً في الزواج وكيفية تربية الأبناء والتعامل معهم, وهي أمور يحتاج إليها أي مقدم على الزواج.
وكشف السلمان عن الاهتمام الذي توليه المؤسسة بقضية الإصلاح الأسري حيث عملت المؤسسة على تهيئة مكاتب استشارية ومستشارين لاستقبال القضايا من المعنيين بالأمر, وقال إن عمل الإصلاح الأسري مهم جداً ووجدنا نتائج مثمرة لهذا العمل منذ بدأنا بها البرنامج، وقد وفقنا الله، ولله الحمد على معالجة وحل قرابة عشر قضايا ولها قصص اجتماعية مأساوية, ولعلي أذكر آخر حالة تم الانتهاء منها وهي لامرأة تزوجت من رجل على مشارف الستين وعمرها (19 سنة) وللأسف أن بعض أولياء الأمور يكون ذا التفات إلى الدنيا ويهضم حقوق بناته بتزويجهن من كبار السن الذين يفرقون عنهم بمراحل عمرية, كبيرة وهذا الأمر مؤلم جدا ولا يساعد على بناء أسرة متفاهمة وقد توفقنا بحمد الله على حل المشكلة بالتراضي على مبلغ وصل بعد التخفيض إلى 70 ألف ريال.
عشر سنوات
ومن الحالات المأساوية لبعض الزوجات حيث طلبت منا هذه الأخت العمل, على إنهاء العلاقة الزوجية بينها وبين زوجها بعد خلاف دام لمدة عشرة أعوام حيث تقول تلك الأخت إنها تزوجت وعمرها 21 سنة من زوجها الذي يريد أن يجعلها خادمة لوالده المقعد مع أنها سعودية الأصل ومكثت عنده قرابة الشهر وهي لا تراه إلا أياما معدودة وكانت تسأله أين أنت لا تتواجد معي في المنزل هنا قال له زوجها إنه لم يتزوج بها إلا لتكون خادمة لوالده، ولما عرفت أن هذا هو هدفه قالت أحتسب الأجر، لكني أريد أن يعاملني كأي زوجة وأن يوجد في المنزل, ولكنه لم يعر ذلك أي اهتمام، ويعلق الشيخ بندر السلمان أنه من المصائب التي توجد عند بعض الأزواج قضية الحياة الزوجية فليس هناك تطبيق لأوامر الله عندهم ولا سيما أنها حياة تقوم على المودة والرحمة والألفة بين الزوجين، المهم في النهاية المرأة ذهبت إلى بيت أهلها واستمر الخلاف بينهما ومكثت (10 سنوات) معلقة وأصبح عمرها (31 سنة) وتدخلت المؤسسة عن طريق إخواننا المستشارين في الموضوع, وكان هناك أخذ وعطاء وأراد مبلغاً معيناً وما زال الإخوة في تحاور معه ونقاش حتى خفض المبلغ إلى (10.000) ريال, وهذا الزوج الظالم لزوجته لم يتأمل عقوبة ظلمه لها بل كان حريصاً على المساومة مقابل طلاقها، وهذا أمر نتمنى أن يختفي في المستقبل, وأن يستفيد الإنسان من مثل هذه القصة.
ويسترسل الشيخ السلمان في حديثه حيث ينتقل إلى تبيان فضل الإرشاد وإصلاح ذات البين, فيقول الإرشاد والتوجيه وبذل المشورة سواء أكان مباشراً أو عبر المهاتفة أو المراسلة مما دعت إليه الشريعة الإسلامية ورغبت في فعله ورتبت على ذلك الأجر العظيم, والعمل في هذا الطريق هو سعادة يشعر بها النسان وهو يشاهد الإصلاح الذي ينتج عنها .
وهذا العمل أو هذه المهنة وإن صُنفت ضمن الخدمة الاجتماعية حسب التصنيفات والتخصصات العلمية الحديثة إلا أنها تدخل دخولاً أولياً في علم الشريعة، ذلك أن الدين الإسلامية وعلومه وتشريعاته هو محور العلوم الإنسانية كلها وعلى رأس ذلك علم الاجتماع وعلم النفس.
ويؤكد المختصون أن علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية عند المسلمين إنما هو بعلومه ونظرياته مستقى من نصوص الكتاب والسنة، فوافق ذلك الفطرة السليمة وأثبت نجاحاً باهراً, وهو ما يظهر لنا جليا واضحا, فالدين رابطه قوي لكل نجاح علمي في أي تخصص كان .
لذا فإن غياب الدين الذي يمثل البعد الروحي والمعنوي للإنسان، يقود كثيراً من العمليات العلاجية والتنموية للحالات التي تتعامل معها الخدمة الاجتماعية.
ومهنةالإرشاد والتوجيه وبذلك المشورة داخلة ضمن فروع متنوعة من علوم الشريعة ومنها ما يلي:
ـ الإصلاح.
* الدعوة إلى الله.
* السعي في حاجة الناس.
وعموم النصوص من الكتاب والسنة وآثار السلف في هذه الفروع هي تأصيل شرعي لمهنة الإرشاد والتوجيه.
وأهاب الشيخ السلمان بأولياء الأمور أن يحرصوا على أن يزوجوا بناتهم من يكونون متقاربين معهن في السن لا أن يكون فارق السن مثلا فوق أربعين عاما, فإن ذلك قد يسبب فشلا لزواجه بذلك الرجل وقد يترتب عليها أمور لا يعلمها إلا الله, فيكون لذلك آثار سيئة عليها في أسرتها ، كما أوصي أولياء الأمور بتيسير أمور الزواج للشباب بتقليل المهور والعمل على أن تكون مناسبة لظروف الشباب الراغب في الزواج, والذي لا يعوقه عن الزواج إلا مبالغة بعض أولياء الأمور في المهور, وهذا أمر وأتمنى أن يكون هناك اهتمام به, وأن يسعى الدعاة والمصلحون والأئمة والخطباء للحديث عن ذلك, نسأل الله لأبنائنا وبناتنا الستر والسير على الطريق الصحيح.