"الأسكوا": التحويلات البينية تحد من الفقر والبطالة في البلدان العربية
أكد اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الأسكوا" أن انتقال العمالة العربية البينية أسهم في انخفاض نسبي في مستوى الفقر في الدول المصدرة للعمالة، خصوصا في المناطق الريفية التي ينحدر منها أكبر عدد من العمال المهاجرين. وأوضح تقرير للجنة أن هذه التحويلات أسهمت أيضا في تخفيض البطالة في المناطق الريفية، حيث تقل فرص العمل خارج نطاق الزراعة والرعي, على الرغم من التأثير السلبي لهذه الهجرة في بعض القطاعات كالإنتاج الزراعي.
ووفقا لبيانات "الأسكوا" ارتفعت قيمة تحويلات العاملين في الدول العربية بين عامي 2003 و2004 إلى نحو 8 في المائة لتبلغ 9.9 مليار دولار عام 2004، حيث مثلت كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي نحو6 في المائة في 2004 مقابل 5.7 في المائة في 2003.
وذكر التقرير أن العمال العرب أسهموا في النهضة الاقتصادية في الدول المضيفة، خصوصا العمالة المتعلمة مثل المدرسين، الأطباء، والمهندسين وغيرهم من إجمالي المهن، مؤكدا أن حجم تحويلات العاملين في معظم الدول العربية المصدرة للعمالة يحتل المرتبة الأولى من بين مصادر التمويل الخارجي الخاصة, أي أنها تأتي قبل الاستثمار الأجنبي المباشر والمساعدات الرسمية من الدول الأخرى.
كما أن هذه التحويلات تذهب مباشرة إلى أفراد, أي أن انعكاسها على تحسن مستوى المعيشة مباشر وسريع، حيث يتم استثمار معظمها في مشاريع صغيرة من قبل أسرة المغترب نيابة عنه، فيما يذهب معظم هذه التحويلات للعقارات والأراضي وجزء كبير منها للاستهلاك، كما أنها تتسم بدرجة جيدة من الاستقرار.
وبيّن التقرير أن هذه التحويلات تلعب دوراً مهماً في تحسين الميزان الجاري لميزان المدفوعات، إذ إن حجم التحويلات يعتمد على النظام المصرفي والمالي، خصوصا سعر الصرف في البلد الأم ومدى كفاءة هذا السعر.
وكشف التقرير أن انتقال العمالة العربية وتحويلات العاملين في الدول العربية يلعبان دوراً مهماً في تكامل أسواق العمل العربية مع تلك الأسواق ذات الفائض وأسواق العجز في العمالة, كما تسهم بشكل مباشر في دفع عجلة التكامل الاقتصادي العربي عن طريق ربط أسواق التجارة العربية, وتسرع من عملية التكامل الاقتصادي العربي.