رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الرياض عاصمة الشرق الأوسط المالية

<a href="mailto:[email protected]">albadr@albadr.ws</a>

يتفق الجميع على أن الوقت الحالي يعتبر من أفضل أوقات المملكة الاقتصادية وأزهرها. وتعتبر السيولة في السوق اليوم حقيقة واضحة للجميع لدرجة أن الجميع لا يزال يطلب فتح قنوات استثمارية جديدة لاستيعاب هذه السيولة بشكل يضمن الاستدامة في النمو والاستفادة منها بشكل يدعم التوجه الاقتصادي العام.
وحيث إن تلك السيولة أو لنقل الطفرة الاقتصادية تحتاج إلى من يديرها فإن الحاجة إلى عقول وطنية مؤهلة ضرورة أساسية لإدارة تلك الطفرة وتطويرها, ليس هذا فحسب بل إن إدارة تلك الطفرة الاقتصادية والمالية ستفتح المجال واسعا للشباب السعودي لخلق فرص وظيفية جديدة وأهم من ذلك ستملك ميزة نسبية بوجود هذه السيولة على أرض الوطن وسيمنحهم ميزة تنافسية إذا ما أوجد جهات متخصصة لتخريج دفعات من مصرفيين وماليين متخصصين لإدارة هذه الثروات وتنميتها بالشكل الذي يخدم جميع الأطراف. أضف إلى ذلك أن المملكة تعتبر عاصمة المسلمين, مع العلم أن المصرفية الإسلامية أصبحت اليوم ذات شعبية كبيرة, وهذه ميزة تملكها المملكة قد يكون من الأهمية بمكان أن تكون المملكة هي المركز لتلك الثورة المصرفية.
إن هذه المقدمة والمميزات المذكورة هي لبسط الأرض أمام ابتكار أفكار جديدة لجعل المملكة العربية السعودية العاصمة المالية للمنطقة بأسرها. ولا عجب في أن تكون المملكة قبلة المهتمين بالاقتصاد وإدارة الأعمال في الشرق الأوسط والمنطقة العربية فهي تملك الاقتصاد الأكبر والأقوى والموقع الأفضل, كل هذا إضافة إلى المشاريع الكبيرة التي تعلنها المملكة بين الحين والآخر, وكذلك التركيز الكبير من الشركات العالمية لأخذ موطئ قدم لها على الخريطة الجغرافية والاقتصادية للمملكة. وهذ بلا شك يدعم بشكل كبير نقل الخبرات في مجال الاستثمار وإدارة الثروات من جميع الدول المتقدمة في هذا المجال.
إن إيجاد كلية تعليمية وتدريبية متخصصة في المال والأعمال أصبح مطلبا ملحا في ظل ما نشهده, وكذلك فإنه أصبح ضرورة لاستغلال جميع الأسباب الداعمة لمثل هذا التوجه باتت تؤكد هذه الفرصة التي قد لا تأتي مرة أخرى بالمميزات نفسها, خصوصا نحن نعلم أن مدينة الملك عبد الله الاقتصادية تحتوي على جزيرة مالية على طراز عالمي وقد يكون من المناسب الاستفادة من تلك النقلة المالية في جعل المملكة القلب المالي النابض في المنطقة بأكملها ليس فقط من ناحية مركز الكم المالي وكذلك من جهة مركز التطوير المالي/ البشري.
نحن نعلم أن المعهد المصرفي التابع لمؤسسة النقد العربي السعودي كان ولا يزال المحور الأهم في تطوير القطاع البنكي في المملكة من جهة التدريب البشري منذ إنشائه حتى اليوم. ومن المصلحة بمكان أن يستفاد من هذه الخبرة التي اكتسبها المعهد خلال فترة عمله في تكوين نواة لكلية مالية متخصصة أو لنقل كلية إدارة أعمال متخصصة يكون القطاع المالي أساس تلك الكلية وقد تكون على وزن كلية لندن للأعمال التي تملك سمعة عالمية كبيرة فقط لكونها بنيت على التخصص وأصبحت تلك الكلية هدف جميع المهتمين بالمال والأعمال. لمَ لا, نحن نملك جميع الإمكانيات لنجعل "كلية الرياض للمال وللأعمال" حقيقة واضحة إذا ما تمت الاستفادة من المعهد المصرفي أو لنقل دمجها مع المعهد المصرفي تكوين ذلك الحلم وكذلك أن تسهم البنوك المحلية في منح الخريجين الجدد منحا دراسية في تلك الكلية لجعل العمل أكثر احترافية ولجعل الكسب مزدوجا.
أتمنى أن نرى تعاونا بين الجهات ذات العلاقة بجعل هذه الكلية حقيقة على أرض الواقع, فالمكاسب على جميع المستويات سواء الوطنية والاقتصادية والعلمية وكذلك المادية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي