مدينة الغاز الطبيعي القطرية تعرض إمداد العالم بالكهرباء

مدينة الغاز الطبيعي القطرية تعرض إمداد العالم بالكهرباء

يمكن لمن يشعرون بالقلق على إمدادات الكهرباء في العالم الاطمئنان بزيارة المركز الضخم لمعالجة الغاز الطبيعي في راس لفان في صحراء قطر.
والإحصاءات مبهرة مثل أنابيب الصلب الممتدة التي تومض في حر الصحراء مثل السراب. وفي حزيران (يونيو) الماضي بدأت سلسلة من المشاريع الضخمة العمل ليتجاوز حجم الاستثمارات 80 مليار دولار وليرتفع إنتاج الغاز الطبيعي المسال الذي يعد مهما لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء إلى 25 مليون طن سنويا.
لكن راس لفان التي تمتد على مساحة تزيد على 100 كيلومتر مربع وتبعد نحو 80 كيلومترا عن الدوحة، ليست محصنة من المخاوف الأمنية التي دفعت أسعار النفط إلى الارتفاع أو من نقص الخبرات في مجال الطاقة.
وفي الوقت الراهن يركز المسؤولون الحكوميون على الإنجازات في مشاريع الغاز الطبيعي المسال.
وقال عبد الله العطية وزير النفط القطري لـ "رويترز":هذه قصة نجاح كبيرة
بالنسبة لنا. وأضاف "هدفنا الوصول إلى إنتاج 77 مليون طن بحلول عام 2011." وتابع أن قطر بحلول هذا الوقت ستكون أكبر مصدر في العالم للغاز الطبيعي المسال. وتعتمد صناعة الغاز المسال على الغاز الطبيعي المستخرج من حقل الشمال العملاق.
ويعتقد خبراء الطاقة أن احتياطياته هي الأكبر على مستوى العالم لحقل واحد
للغاز لا يحتوي على كميات كبيرة من الخام. ويشبه الغاز الطبيعي المسال الذي يتم تبريده إلى ناقص 161 درجة مئوية الماء المغلي وعلى عكس الغاز الذي ينقل في خطوط أنابيب يمكن شحنه في سفن إلى أسواق العالم.
وعملية التبريد تقوم بها شركة قطر للبترول الحكومية وشركة راس لفان
للغاز الطبيعي المسال التابعة لها بالمشاركة مع شركات نفط دولية منها إكسون
موبيل، كونوكو فيليبس، ورويال داتش شل.
وأبحرت أول شحنة للغاز الطبيعي المسال من راس لفان إلى اليابان عام
1996.
ويوجه الغاز الطبيعي المسال من راس لفان الآن أيضا إلي إسبانيا، كوريا
الجنوبية، والهند وبحلول 2009 قد يصل كذلك إلى بريطانيا، إيطاليا، فرنسا،
تايوان، والولايات المتحدة.
وإلى جانب تصدير الغاز الطبيعي المسال ستصدر راس لفان كذلك الغاز
بأشكال أخرى منها نحو 180 ألف برميل يوميا بحلول عام 2011 من خلال مشاريع تحويل الغاز إلى وقود سائل مثل الديزل.
وقال فرانك هاريس محلل الغاز الطبيعي المسال في "وود ماكنزي": إنه أمر
مبهر حقيقة أن تبدأ أول شحنة عام 1996 وبعد عشر سنوات تصبح أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم.
والشحنات تخرج من أكبر ميناء في العالم لتصدير الغاز الطبيعي المسال بجوار المدينة الصناعية. والميناء مازال تحت الإنشاء ولم يكتسب بعد مظهر الموانئ النشطة المزدحمة. ومثله مثل بقية أرجاء راس لفان يتميز بندرة الناس.
وقال مهندس التقت به "رويترز" أثناء الزيارة إنه كان من المفترض أن
يتقاعد لكنه أقنع بالبقاء بسبب نقص المتخصصين. ونقص الخبراء يمثل مشكلة بدرجات متفاوتة في قطاع الطاقة بشكل عام لكنها أكثر حدة في قطر التي يبلغ عدد مواطنيها نحو 150 ألفا فقط.
واجتذبت صناعة البتروكيماويات أناسا من مختلف أرجاء العالم أغلبهم عمال
من شبه القارة الهندية وأسهموا في زيادة عدد السكان إلى 850 ألف نسمة.
وهناك أيضا مشكلة الوضع الأمني فحقل الشمال الذي يشمل مساحة ستة آلاف
كيلومتر مربع ويضم 20 في المائة من احتياطيات الغاز المؤكدة في العالم يقع على الحدود مع إيران التي تواجه حربا كلامية مع الغرب بسبب برنامجها النووي.
والمخاوف المتعلقة باحتمال تعطل إمدادات النفط الإيراني من العوامل التي
أسهمت في رفع أسعار النفط إلى مستويات قياسية. ويؤكد وزير النفط القطري أن الوضع الأمني قوي. كما تجاهل المخاوف من أن يفتر حماس المستثمرين المحتملين بسبب ارتفاع
التكاليف التي زادت بارتفاع أسعار المعادن الأساسية المستخدمة في بناء البنية
التحتية.
وقال العطية إن قطر تبني محطات الغاز الطبيعي المسال في الوقت المناسب فلا تشعر بالقلق بشأن القضايا المتعلقة بالأسواق.
لكن الوزير تابع قائلا: إن أي نمو مستقبلي يجب أن يحسب جيدا ولن تبدأ قطر
موجة جديدة من التوسعات ما لم تتأكد أنها لن تعرض للخطر العمر الافتراضي لحقل الشمال.
وأضاف أنه يتعين توخي الحذر الشديد والاهتمام بالاحتياطيات التي لا يتعين
الإضرار بها. وهو قلق مشروع لكن المحللين يشيرون كذلك إلى أن تقييد الدخول للاحتياطيات القطرية التي يسعى الكثيرون للوصول إليها سيعطي قطر قوة تفاوضية إضافية عندما تبحث عن شركاء لاستخراج الجيل الجديد من الغاز الذي يجري تسييله.

الأكثر قراءة