الفتيات يتفوقن على الشباب

الفتيات يتفوقن على الشباب

يتبادر للذهن عند الحديث عن القراءة أن الفتاة هي الأكثر اهتماما من الشباب, خصوصا في بلادنا، ولكن هل هذه القاعدة مسلم بها؟ الإجابة لدى المتابعين والمهتمين بثقافة الأسرة ربما تميل إلى تفوق الفتيات لأسباب عدة منها أن بعض الفتيات يقضين أوقاتا كثيرة في المنزل ويهتممن باستغلال الأوقات فيما يفيد حتى لو كانت القراءة الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت بينما نجد بعض الشباب يحرص على قضاء أوقاته في أمور متنوعة لعل الرياضة تأتي في أول اهتماماته إما بالممارسة وإما المشاهدة عبر القنوات المختلفة. وفي يقيني أن إجراء دراسة للتعرف على اهتمامات الجنسين في القراءة أمر مهم, خصوصا أن بعض الاستفتاءات التي تجرى تكون عامة دون تحديد نسبة الجنسين فيما اطلعت عليه وربما أنه أجريت استفتاءات حول هذا الشأن لم يتسن لي الاطلاع عليها. ولعل ما جعلني أكتب عن هذا الموضوع هو اطلاعي على استفتاء لإحدى المجلات الخليجية عبر موقعها الإلكتروني ركزت فيها على سؤال واحد: كم كتابا تقرأ في الشهر؟ وشارك فيه قرابة 1314, وكانت الإجابات مؤكدة لقلة اهتمام العامة بالقراءة, حيث ذكر 33.79 في المائة أنهم لا يقرأون أي كتاب, ونسبة 25.19 في المائة أكدت أنها لا تكمل قراءة كتاب واحد, وهناك نسبة تصل إلى 14.61 في المائة تقرأ كتابا واحدا, ونسبة 7.38 في المائة تقرأ كتابين، فيما يقرأ 4.49 في المائة ثلاثة كتب, وأما من يقرأ ثلاثة كتب فما فوق فتبلغ نسبتهم 14.54 في المائة. والحقيقة أنني لم أفاجأ بنتيجة هذا الاستفتاء التي ظهرت النسبة الكبرى منها وهي لا تهتم بالقراءة ولا تحرص عليها، وهذا طبيعي في ظل المغريات المختلفة التي جذبت الشباب وأبعدتهم عن حب القراءة، وهذا يخالف توجهات من كانوا في سنهم في العقود الماضية الذين كانوا يتبادلون الكتب ويحرصون على قراءتها. وأذكر ذلك ماضيا حينما كنا نتنافس على قراءة الكتاب الواحد بغض النظر عما يحتويه, لأنه لم يكن هناك توجيه صحيح للشباب في ذلك الوقت فكانوا يحرصون على القراءة دون تحفظ وكانت الحصيلة الثقافية لهم جيدة. أما الآن فإنك تذهل عندما تسأل أحد الشباب أسئلة ثقافية دينية أو متنوعة مبسطة وتفاجأ بأنه لا يعرف الإجابة في الوقت الذي من الممكن أن يحصي لك أسماء اللاعبين في مختلف دول العالم نتيجة ما يكتسبه من ثقافة البلاي ستيشن. فالموضوع جُل خطير ويحتاج إلى معالجة من الأسرة لضحالة الثقافة لدى بعض الشباب والصغار، ولا بد من العمل على الاهتمام بالجرعات التثقيفية وتعويدهم عليها منذ الصغر وأن يكون للهوايات الأخرى أوقات يتم ممارسة نشاطه فيها حتى لا يتبرم مما يقدم له ولا يكون الأمر إجبارا بل تحبيبا وذلك باختيار الكتب حسب السن التي تحتوي على وسائل الترغيب والأسلوب المناسب وسيكون لذلك آثار طيبة وفاعلة, بإذن الله. ويحدونا الأمل أن يمارس التربويون في قطاع التربية والتعليم دورهم في الاهتمام بهذه الجوانب حتى نوجد جيلا مثقفا متمرسا يعي ما حوله ولا يكون ذا ضرر على نفسه ومجتمعه وهو ما نتمنى أن يتحقق والآمال ما زالت تنتظر وحتى لا نظل نمارس القول المتعارف عليه بتفوق جنس على آخر في مجال القراءة والتثقف وإن كان في الوقت الحاضر (ليالي الفجر تبان من عصاريها) كما يقول المثل بتفوق الفتيات من وجهة نظر الكثير ممن تحدثت معهم في لقاءات وجلسات خاصة وإلى أن تتغير هذه المقولة نتمنى من الله لأبنائنا التوفيق وأن يكون التنافس بينهما قائما في كل ما يخدم دينهم ووطنهم إنه ولي ذلك والقادر عليه.

الأكثر قراءة