انخفاض المؤشرات الأمريكية مدفوعة بتضارب البيانات الاقتصادية
الولايات المتحدة الأمريكية
* عادت الأسهم الأمريكية في الأسبوع الماضي إلى النغمة السلبية، حيث انخفضا مؤشرات كل من "ستاندرد آند بورز "500 و"داو جونز" و"ناسداك" بنسبة 0.4 في المائة و0.5 في المائة و1.9 في المائة على التوالي. وجاء هذا الانخفاض في ظل تضارب البيانات الاقتصادية التي جاء بعضها يعزز اتجاه وقف رفع الفائدة على الدولار والبعض الآخر الاستمرار في رفعها. كما ساد السوق القلق من احتمال ضعف أرباح الشركات وتباطؤ النمو الاقتصادي، ومن تجارب كوريا الشمالية إطلاق صواريخ بعيدة المدى.
* ففي مجال البيانات الاقتصادية، أظهر تقرير حكومي ضعف نمو الوظائف غير الزراعية، إذ أضاف الاقتصاد 121 ألف وظيفة جديدة في حزيران (يونيو) ، في حين كان المتوقع إضافة 185 ألف وظيفة، الأمر الذي أثار المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي. وارتفع متوسط أجر الساعة 3.9 في المائة عما كان عليه منذ سنة، وهو أعلى مستوى له في خمس سنوات، مما أثار المخاوف من تنامي الضغوط التضخمية. في حين ظل معدل البطالة عند مستوى 4.6 في المائة، وهو نفس مستواه في أيار (مايو) . إن بعض الاقتصاديين يعتقد أن هذه البيانات قد تدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى وقف رفع الفائدة على الدولار، في حين يعتقد البعض الآخر أنها تعكس القلق تجاه النمو الاقتصادي وأرباح الشركات. ومن ناحية أخرى، أظهر تقرير آخر لمؤسسة إيه دي بي، ارتفاع الوظائف الجديدة في القطاع الخاص بنحو 368 ألف وظيفة في حزيران (يونيو) مقابل 122 ألف وظيفة في الشهر السابق، الأمر الذي يعكس توقعات احتمال مواصلة مجلس الاحتياطي الفيدرالي رفع الفائدة على الدولار في آب (أغسطس)، وهو ما يتعارض مع توقعات التقرير الحكومي للوظائف غير الزراعية. كما أظهر تقرير حكومي انخفاض مطالبات العاطلين عن العمل للحصول على مساعدات بخلاف المتوقع بألفي مطالبة في الأسبوع الماضي ليعكس بذلك مواصلة الاقتصاد النمو بخطوات متواصلة.
* وجاء مؤشر قطاع الخدمات في حزيران (يونيو) أقل من المتوقع، حيث بلغ 57 نقطة مقابل 60.1 نقطة في أيار (مايو)، مما عزز من اتجاه وقف رفع الفائدة على الدولار. وانخفض مؤشر معهد إدارة العرض لقطاع الصناعة في حزيران (يونيو) بخلاف المتوقع ليصل إلى 53.8 نقطة مقابل 54.4 نقطة في أيار (مايو) . إن أية قراءة أعلى من 50 تعكس نمواً في قطاع الصناعة الذي يشكل نحو 13 في المائة من الاقتصاد الأمريكي. وانخفض الإنفاق على البناء 0.4 في المائة في أيار (مايو) ليعكس توقع تباطؤ النمو الاقتصادي. في حين ارتفعت أسعار المنتجين بأعلى من المتوقع.
* ومن أبرز أخبار الشركات، توقعت شركة ثري إم، أرباحها في الربع الثاني والسنة بكاملها أنها قد تكون أقل أو عند مستوى توقعات "وول ستريت" مما خفض سهمها 9 في المائة في يوم واحد وأضعف من تفاؤل السوق تجاه أرباح الشركات الأمريكية. كما خفضت شركة أدفانسد مايكرو ديفايسيس، من توقعاتها لمبيعاتها في الربع الثاني. وخفض بنك "يو بي إس" من توقعاته لأرباح شركة "إنتل". وانخفضت مبيعات شركات السيارات الأمريكية بنسبة 11 في المائة في حزيران (يونيو) مع انخفاض الطلب على الشاحنات. لقد انخفضت المبيعات الأمريكية لـ "جنرال موتورز" و"فورد" للشهر الخامس على التوالي، بعكس "تويوتا" التي ارتفعت مبيعاتها 14 في المائة في حزيران (يونيو) . ورغم ذلك، رفع بنك أمريكا من تقييمه لسهم "جنرال موتورز". وسجلت شركة التجزئة "مينز ويير هاوس" مبيعات أعلى من المتوقع في حزيران (يونيو) .
أوروبا
* كان أداء أسواق الأسهم الأوروبية متبايناً في الأسبوع الماضي، حيث ارتفع مؤشر "فوتسي" البريطاني 1 في المائة، ومؤشر "ميبتل" الإيطالي 0.1 في المائة، وانخفض مؤشر "كاك" الفرنسي 0.2 في المائة، ولم يطرأ تغير يذكر على مؤشر "داكس" الألماني. ومن بين الأسواق الصغيرة، ارتفعت أسواق النرويج 3.2 في المائة، النمسا 1.8 في المائة، إسبانيا 0.5 في المائة، وانخفضت أسواق كل من: فنلندا والسويد بنحو 1 في المائة، ولم يطرأ تغير على سوق كل من هولندا وسويسرا. وجاء هذا الأداء في ظل ارتفاع نشاطات الاندماجات بين الشركات، وتوقع رفع الفائدة على اليورو في الشهر المقبل من 2.75 في المائة إلى 3 في المائة، إضافة إلى انتشار القلق بين المستثمرين من تأثيرات تباطؤ النمو الاقتصادي في أمريكا على أرباح الشركات.
* وفي مجال البيانات الاقتصادية، ارتفع مؤشر مديري المشتريات في منطقة اليورو في حزيران (يونيو) بأسرع وتيرة له في ست سنوات، وبأعلى من التوقعات. واتسع قطاع الخدمات بأعلى مستوى له في ست سنوات. وارتفعت مبيعات التجزئة لتصل إلى أعلى ثاني ارتفاع لها منذ كانون الثاني (يناير) 2004م. وتسارع نمو قطاع الصناعة ليصل إلى أعلى مستوى له في ست سنوات. وارتفع مؤشر اسعار المنتجين في أيار (مايو) بنسبة 6 في المائة عما كان عليه منذ سنة، وهو أعلى ارتفاع له في أكثر من خمس سنوات، الأمر الذي يدعم اتجاه رفع الفائدة على اليورو.
* وفي ألمانيا، ارتفع الإنتاج الصناعي في أيار (مايو) بأعلى مستوى له في سنة بنسبة 1.5 في المائة عما كان عليه في نيسان (أبريل)، في حين ارتفع 1.2 في المائة في أيار (مايو) . ويعزى ذلك إلى نمو الصادرات الذي رفع الطلب المحلي على مكائن المصانع والسلع.
اليابان
انخفض مؤشر "نيكاي" في الأسبوع الماضي 1.3 في المائة بسبب عمليات جني للأرباح بعد أربعة أسابيع من الارتفاع المتواصل، ونشوء قلق من تجارب كوريا الشمالية إطلاق صواريخ عابرة للقارات. واتجه المستثمرون جانباً بانتظار ما يسفر عنه اجتماع البنك المركزي الياباني تجاه رفع الفائدة لأول مرة منذ ست سنوات في 13 و14 تموز (يوليو). وبذلك بلغت خسائر مؤشر "نيكاي" 5 في المائة منذ بداية السنة، في حين ارتفع الين مقابل الدولار 3 في المائة خلال الفترة نفسها. وقاد انخفاض السوق خلال الأسبوع أسهم كل من شركات النقل البحري والطيران والتكنولوجيا، في حين تدعمت أسهم البنوك بسبب توقع تقاضي البنوك عمولات أكبر على القروض مع توقع قرب رفع الفائدة وبعد أن عكس مسح "تانكن" انتعاشا قويا للاقتصاد، وبعد أن نصح بنك كريديت سويس المستثمرين رفع مستوى الاستثمار في الأسهم اليابانية مع توقع تحسن نمو ربحية الشركات.
* وفي مجال البيانات الاقتصادية، رفعت الحكومة من توقعاتها لمعدل النمو الاقتصادي السنوي للسنة المالية التي تنتهي في آذار (مارس) 2007م ليصل إلى 2.1 في المائة مقابل تقدير سابق بمعدل 1.9 في المائة. وأظهر مسح "تانكن" استعداد الشركات اليابانية الكبيرة لزيادة استثماراتها بأعلى من توقعات المحللين وبنسبة 11.6 في المائة في السنة الحالية. في حين بلغت توقعات المحللين 9 في المائة، وهي أسرع وتيرة لها منذ 16 سنة. وارتفع مؤشر ثقة رجال الصناعة في حزيران (يونيو) ليصل إلى 21 نقطة مقابل 20 نقطة في آذار (مارس) . وانخفضت السندات اليابانية مع توقع رفع الفائدة وارتفاع استثمارات الشركات بقوة، وكذلك، ارتفاع أسعار المستهلكين بأسرع وتيرة لها في ثماني سنوات.
آسيا
* كان أداء معظم أسواق الأسهم الآسيوية إيجابياً في الأسبوع الماضي، حيث ارتفعت أسواق كل من إندونيسيا والصين وهونج كونج 2.9 في المائة و2.1 في المائة و1.2 في المائة على التوالي، وارتفعت أسواق كل من ماليزيا وتايلاند 1.2 في المائة، وسنغافورة 0.4 في المائة . وجاء ارتفاع هذه الأسواق بدعم من مسح تانكن الإيجابي وتوقع اقتراب وقف الفائدة على الدولار، في حين انخفضت أسواق كل من كوريا وتايوان 1.6 في المائة و0.7 في المائة على التوالي بسبب القلق السياسي من تجارب كوريا الشمالية إطلاق صواريخ بعيدة المدى دفعت بالمستثمرين لعمليات جني للأرباح.
* وفي كوريا، خفض البنك المركزي من توقعاته لمعدل التضخم عام 2006 من 2.7 في المائة إلى 2.3 في المائة. وكذلك خفض من توقعاته للفائض التجاري. وذكر أن ارتفاع أسعار النفط قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في النصف الثاني. ولكنه ثبت الفائدة على الوون عند مستوى 4.25 في المائة .
* وفي ماليزيا، ارتفعت الصادرات في أيار (مايو) بأسرع وتيرة لها في ثلاثة أشهر بنسبة 13.2 في المائة على أساس سنوي مقابل 5 في المائة في نيسان (أبريل).
* وفي الصين، ارتفع مؤشر النشاطات التجارية في الربع الثاني بأسرع وتيرة له في سنتين ليصل إلى 135.9 نقطة مقابل 131.5 نقطة في الربع الأول.
* وفي تايوان، ارتفعت الصادرات في حزيران (يونيو) بأسرع وتيرة لها في ثمانية أشهر بنسبة 16.5 في المائة عما كانت عليه منذ سنة مقابل 10.5 في المائة في أيار (مايو) . وجاء هذا الارتفاع بسبب ارتفاع قطع الغيار الإلكترونية.