كوريا الشمالية عنصر قلق إضافي له انعكاساته على سوق النفط
تنتظر السوق بدء الإعلان عن أداء الشركات النفطية للربع الثاني من هذا العام ومعرفة تأثير أسعار النفط العالية خلال هذه الفترة التي شهدت استمرار ارتفاعها إلى جانب متابعة تطورات وضع الملف النووي الإيراني واحتمالات حدوث مواجهة أو تقدم على جبهة المفاوضات بين طهران والعواصم الغربية. وأضيف عاملا جديدا إلى الوضع الجيوسياسي بسبب الصواريخ الكورية الشمالية التي أضافت عنصر قلق إضافيا يمكن أن تكون له انعكاساته على السوق النفطية، لذا يبدو أسبوع العمل الذي يبدأ اليوم حافلا ومواصلا للارتفاع الذي شهده عقب عطلة عيد الاستقلال الأسبوع الماضي.
من ناحية أخرى فإن الأسبوع الماضي أبرز وجود طلب قوي خاصة في البنزين وبصورة عامة في مختلف المنتجات وعلى النفط الخام في كل من الولايات المتحدة والصين، وهما أكبر مستهلكين للنفط في العالم. ففيما يتعلق بالبنزين مثلا أوضحت الأرقام أن الطلب بلغ في الأسبوع المنتهي في الثلاثين من الشهر الماضي نحو 9.502 مليون برميل يوميا، أي بزيادة 1.3 في المائة، وهي أكبر زيادة يتم تسجيلها في أي شهر من الشهور.
وأوضحت الأرقام المنشورة من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الخميس الماضي وجود تراجع في حجم المخزونات بداية بالنفط الخام الذي تراجعت مخزوناته 2.4 مليون برميل إلى 341.3 مليون. وذلك في الوقت الذي تراجعت فيه الواردات من النفط الخام بنحو سبعة آلاف برميل إلى 10.5 مليون برميل يوميا خلال هذه الفترة. المقطرات حققت زيادة بنحو مليون برميل إلى 127.3 مليون. أما البنزين فتصاعدت مخزوناته بنحو 700 ألف برميل، لكن هذه الزيادة جاءت أقل مما كان يتوقعه المحللون في وول ستريت بنحو 100 ألف برميل، وليستقر حجم المخزونات عند 213.3 مليون. وعلى كل فإن مخزونات البنزين سجلت زيادة في تسعة من الأشهر العشرة الماضية. وتعود الزيادة الأخيرة وبنسبتها الكبيرة إلى النمو في الواردات من البنزين بنحو 300 ألف برميل يوميا كما يقول محللو وول ستريت. ويتوقع استمرار معدلات النمو هذه خلال هذا الشهر بسبب تحسن هامش العمل من خلال طاقاتها التشغيلية بعد انتهاء أعمال الصيانة وبدء الإعلان عن أرباح الربع الثاني التي يتوقع أن تكون جيدة. وسجلت الواردات من المنتجات المكررة تراجعا بنحو 184 ألف برميل يوميا إلى 15.9 مليون، رغم حدوث زيادة في الطلب على المشتقات وتراجع في إنتاج المصافي بنحو 100 ألف برميل يوميا بسبب بقعة الزيت التي أثرت في أربع مصاف بصورة جزئية في بحيرة شارلس على خليج المكسيك.
الجانب الجيوسياسي سيظل ملقيا بظلاله بسبب استمرار أعمال العنف في نيجيريا، والحرب المفتوحة في العراق ثم متابعة الملف النووي الإيراني وما يمكن أن تفعله قمة الثماني التي تستضيفها روسيا الأسبوع المقبل. ففي نهاية الأسبوع الماضي التقى علي لاريجاني المفاوض الإيراني الخاص بالملف النووي مفوض الشؤون الخارجية الأوروبي خافيير سولانا في بروكسل. ويبدو أن الاجتماع لم يتمخض عنه شيء سوى أحاديث عامة عن بدء التفاوض وربما تقديم رد أولي من قبل طهران على العرض الذي قدمته إليها مجموعة الدول الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، وهذا ما أشار إليه سولانا في حديثه مع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس عقب اللقاء. وسيشهد هذا الأسبوع متابعة للقاء آخر بين سولاتا ولاريجاني.
على أن واشنطون تظل مهمومة إلى حد كبير بالموقف الروسي وإلى حد ما رصيفه الصيني وعدم حماسهما لإعمال مبدأ العقوبات على طهران. ويتجه الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى تلافي هذا الوضع إبان عقد قمة الثمانية التي تستضيفها مدينة سان بيترسبيرج الروسية يومي 15-17 من الشهر الجاري، والعمل على إرسال رسالة موحدة إلى طهران أن هناك موقفا عالميا موحدا عليها الاستجابة له. كما ترى في تأخير الرد الإيراني على حزمة الإغراءات التي قدمتها إليه مضيعة للوقت ومؤشرا على عدم جدية إيران في التفاوض بهدف الوصول إلى حلول ترضي الدول الغربية.
يوم الجمعة الماضي تجاوزت أسعار النفط ولفترة قصيرة 75 دولارا لتصل إلى 75.78 دولار للبرميل قبل أن تستقر عند 74.08 دولار، أي بحدوث تراجع في حدود 1.06 دولار للبرميل في يوم واحد، وهو تقلب سعري في فترة قصيرة لم تشهد مثله سوق نيويورك منذ تأسيسها في عام 1983.