الصين والهند تعيدان فتح طريق الحرير لتعزيز التقارب الاقتصادي
أعادت الصين والهند أمس، فتح ممر تجاري سابق في جبال الهيملايا كان مغلقا منذ 44 عاما وكان جزءا من طريق الحرير. وحضر مسؤولون من التبت، الصين، والهند حفلا أقيم تحت أمطار غزيرة وبرد قارس على ارتفاع أكثر من 4500 متر في ممر ناتو لا الجبلي بين التبت وولاية سيكيم الهندية. وهذا الممر الذي كان ينقل عبره 80 في المائة من المبادلات التجارية بين الصين والهند حتى مطلع القرن الـ 20، أغلق إثر النزاع الحدودي بين البلدين في 1962.
وإعادة فتح الممر تشهد على حصول تقارب اقتصادي وسياسي بين العملاقين
الآسيويين. واتخذ هذا القرار خلال توقيع إعلان مبادئ في حزيران (يونيو) 2003 في مناسبة زيارة رئيس الوزراء الهندي السابق أتال بيهاري فاجباي التاريخية إلى الصين.
وقال هاو بنج نائب رئيس وزراء التبت "يساعد استئناف التجارة الحدودية في إنهاء العزلة الاقتصادية لهذه المنطقة ويلعب دورا مهما في دعم اقتصاد السوق هناك".
وتفيد بيانات صينية أن حجم التجارة الثنائية ارتفع إلى 18.7 مليار دولار عام 2005 بزيادة بنسبة 37.5 في المائة عن العام السابق.
وذكر هاو أنه يمكن نقل خام الحديد ومنتجات الماشية من الهند والصوف،
الأعشاب، والأجهزة الكهربائية من الصين عبر الممر البري الضيق الواقع على الحدود الجبلية بين البلدين.
وتسعى حكومة سيكيم إلى الحصول على موافقة نيودلهي على مد طريق سريع من ناتو لا إلى غرب الهند، ما يعزز التجارة.
ولم يتضح ما إذا كانت زيادة حركة التجارة ستمتد لتشمل عبور المواطنين الحدود. وقال ثوبتين سامفل المتحدث باسم حكومة التبت في المنفي من منطقة دارماسالا الجبلية الهندية: نأمل أن يتيح ذلك زيارة سكان التبت لذويهم في الهند وأن يزور التبتيون في المنفى أحباءهم وذويهم في التبت.
وكانت الممرات بين سيكيم والتبت تمثل من قبل جزءا من طريق الحرير وهو
شبكة من الطرق ربطت بين الصين القديمة والهند وغرب آسيا وأوروبا.
وتعترف الصين حاليا بسيكيم وهي مملكة بوذية سابقة، كأرض هندية رغم
استمرار النزاع بشأن الحدود التي تمتد لمسافة 3500 كيلومتر وفي العام الماضي اتفق البلدان على تسوية النزاع سياسيا.