القصيم وجهة سماسرة التمور .. وسلامة النخلة هم المزارعين

القصيم وجهة سماسرة التمور .. وسلامة النخلة هم المزارعين

يسعى تجار التمور في منطقة القصيم هذه الأيام لشرائها من المزارع قبل جلبها للسوق بعد أن تلونت باللونين الأحمر والأصفر إيذانا بقرب استوائها. ويفضل هؤلاء التجار شراء التمور من المزارع لتحقيق عائد مالي بالنظر لسعر الشراء، حيث تقل تكلفة الشراء عليهم وذلك لرغبة المزارع في الحصول السيولة المالية والبعد عن الضغط النفسي الذي قد يصاحبهم في حال رغبتهم في طرح منتجهم في السوق مباشرة، بالنظر لكونهم ظلوا يعتنون بالنخلة طوال العام سواء بسقايتها أو بحمايتها من الأمراض والحشرات التي قد تهلكها أو حتى بتغذيتها بأجود أنواع الأسمدة ليضمنوا منتجا جيدا. هذا الأمر الذي يجعلهم يبحثون عن أرباح حتى ولو كانت قليلة لكنها تحفظ لهم بقاء رؤوس أموالهم وتحقيق بعض الأرباح، ولا يجعل ملاك مزارع التمور تحقيق الأرباح الخيالية من وراء الثمار نصب أعينهم، فبيع ثمرة المزرعة وبقاء النخلة سليمة معافاة هو جل ما يتمناه المزارع في هذا الزمن الذي كثرت فيه الأوبئة على النخيل.
على الجانب الآخر يتحمل تجار التمور تكاليف قطف التمر من النخيل والذي يبلغ أربعة ريالات لثلاثة كيلو جرامات من التمر، وشراء العلب البلاستيكية، وتخزينه قبل عرضه، وتكاليف نقل التمر للسوق، بالإضافة لتحمله أعباء الخسارة التي قد تحل به جراء ارتفاع السوق أو انخفاضها طوال الموسم الذي غالبا ما يكون متقلب الأسعار، لكن كبار التجار يستطيعون أن يقلصوا هذه التكاليف وذلك بشراء أكبر عدد من المزارع لتقل المصروفات المالية واستئجار عمالة لمدة شهر براتب مقطوع للخراف والبحث عن مستودعات خارج حدود المدينة تكون أقل تكلفة يجمعون فيها تمورهم التي ابتاعوها.
تعتبر منطقة القصيم من أشهر مناطق المملكة في إنتاج وتصدير التمور، حيث تنتج سنويا 58 ألف طن من التمور، تثمرها أكثر من 1.9 مليون نخلة، من أصل خمسة ملايين نخلة موجودة في القصيم تحتضنها أكثر من 9300 مزرعة. ويعتني بها 20 ألف مزارع . وتتميز منطقة القصيم بتنوع التمور حيث يوجد منها السكرية الصفراء والسكرية الحمراء والشقراء والمكتومية ونبتة ابن راشد والمنيعية والكويرية والحلوة وأم حمام والروثانة والبرحية والونّانة والقطّارة وأم الخشب وأم كبار والمسكانية والرشودية ونبتة علي وغيرها. وتسوق هذه التمور في كافة أرجاء المملكة ودول الخليج العربي، بل إن تمور القصيم اشتهرت في الأعوام الماضية وتوسع تسويقها وصناعتها بجميع الطرق.

الأكثر قراءة