العقل والمشاعر والشجاعة .. الحاجة إلى القائد الشامل

العقل والمشاعر والشجاعة .. الحاجة إلى القائد الشامل

يحقق القادة الذين تحركهم عقولهم نجاحا كبيرا عندما تكون الظروف مواتية، ويبلغ نجاحهم أقصى درجاته عندما يقودون الشركات المهيمنة على السوق والتي تحتاج إلى قادة أقوياء متميزين في المجالين الاستراتيجي والمالي.

يحتاج القائد الناجح إلى استخدام عقله وإظهار مشاعره والتحلي بالشجاعة. في السابق كان معظم المديرين يعتمدون على معرفتهم وقدراتهم التحليلية في عملهم القيادي، إلا أنهم غالبا ما كانوا يعملون في بيئة ثابتة نسبيا تتطلب كما محدودا من المهارات الإدارية.
واليوم في بيئة الأعمال التي تتميز بسرعة التغيير واحتياج الشركات إلى القادة الذين يمكنهم توفير بيئة لا يخاف فيها الموظفون من التعبير عن أفكارهم المبتكرة ومشاركة الآخرين فيها وتطبيقها. كما تحتاج المؤسسات إلى قادة يمكنهم فرض النظام وتوجيه عمليات إنتاج الأفكار.
يحتاج القائد إلى مشاعره وقلبه ليفهم طرق تشجيع الناس على تبني تنفيذ الأفكار الجديدة، ويحتاج إلى الشجاعة ليتخذ الخطوات الصحيحة مهما كانت الصعوبات التي تواجهه. ويحتاج إليها ليكون متسامحا مع الإخفاقات فالتجارب والفشل أحيانا تكون مهمة لاكتساب الحكمة والتعلم من الأخطاء.
تتطلب القيادة الشاملة أداء أربعة مهام أساسية:
* إعادة التفكير في الطريقة التي تجري بها الأمور.
* وضع الحدود عند الضرورة.
* إنجاز المهام في عالم مفتوح تحت ظلال العولمة.
* القدرة على تطوير وجهة نظر بفعالية.
لا يحقق الابتكار نتائج جيدة في بعض الأحيان، ولكن من دونه لا توجد فرصة لنجاح القائد. يتمتع الكثير من القادة بعقول قوية تتيح لهم تحليل البيانات بفعالية والتفكير في حلفاء مناسبين وابتكار منتجات تنجح في السوق.
يحقق القادة الذين تحركهم عقولهم نجاحا كبيرا عندما تكون الظروف مواتية، ويبلغ نجاحهم أقصى درجاته عندما يقودون الشركات المهيمنة على السوق والتي تحتاج إلى قادة أقوياء متميزين في المجالين الاستراتيجي والمالي.
تحتاج بعض المؤسسات الأخرى إلى قادة يتميزون بقدرتهم على إظهار المشاعر أو التحلي بالشجاعة أو كليهما، فمثلا تحتاج المؤسسات غير الهادفة للربح إلى قادة عطوفين يتركز تفكيرهم على الناس بينما تحتاج المواقف المتقلبة إلى قادة شجعان لا يهابون التغيير.
المشكلة مع القادة الذين يتميزون بجانب واحد فقط من الجوانب الثلاثة السابق ذكرها تكمن في أن المواقف تتبدل والظروف تتغير وفي الأوقات العسيرة يحتاج القائد إلى أن يكون شاملا يتمتع بالجوانب الثلاثة في تناسق وتوازن. والقادة الذين يفتقرون إلى صفة أو اثنتين من صفات القيادة الشاملة يتعرضون لمواجهة مواقف لا يمكنهم التعامل معها.
كما أن هناك عيوبا في الاقتصار على نوع واحد من أساليب القيادة، فمثلا القائد الذي يغلب عليه استخدام عقله يمكن أن يكون غير ودود في التعامل مع الناس. كذلك يمكن لهذا القائد أن يتسبب في الارتباك للآخرين بسبب اعتماده الزائد على التحليل وإغراقه الآخرين بالإحصاءات والأفكار والخيارات.
يفتقر هذا القائد إلى شيئين مهمين:
* القدرة على فهم مشاعر الآخرين.
* الشجاعة في تأييد أفكار الآخرين.

Title: Head, Heart and Guts: How the World's Best Companies Develop Complete Leaders
Authors: David L. PhD Dotlich, Peter C. PhD Cairo, Stephen Rhinesmith - Publisher: Jossey-Bass - ISBN: 0787964794 - May 2006 - Pages: 240

الأكثر قراءة