إعادة التفكير في تصميم مخارج جسر الخليج ومساراته
بمعاناة غالبية سكان مدينة الرياض من الازدحامات الشديدة على جسر الخليج، وما إذا كان هناك من يدرك مدى أهمية وقت المواطن أو أهمية سرعة وصوله في الحالات الإسعافية إلى المستشفيات على الجهتين (العسكري والأمن العام ثم الملك فهد)، وأهمية الدقائق في الحسم بين الحياة والموت للمواطن وعائلته أو ضياع وقتهم الثمين.
لقد تم إنشاء جسر الخليج منذ أكثر من 30 عاماَ كأحد المشاريع اليتيمة لنقل الحركة من شرقي الرياض إلى غربيها، ومن الطبيعي أن نتوقع أنه بني على أساس دراسة مرورية لتلك الفترة التي بني فيها. ولكن هذا المشروع لم يرزق بمن يساعده من الطرق الموازية له، وأصبح اليوم وبعد بروز مشاكل طريق الملك فهد ناقلاَ لجميع اتجاهات الحركة ليصبح ناقلاَ شمالاَ وجنوباَ للحركة، وأصبح يعاني ونعاني من ازدحامات مرورية في أوقات الذروة المتعددة طوال اليوم بسبب عدم وجود توحيد لساعات العمل ما يضطر معه المواطنون للسرعة قبل إقفال المحلات للصلوات.
والآن، وبعد عقود من الزمن، ألا يفترض أن الأمور، وخاصة المرورية، قد تغيرت؟ لقد وصلنا إلى مرحلة من الازدحامات تفوق المتوقع، فهل ستتم إعادة تصميمه بتوسعته بمسارين على كل جانب، وإيجاد مخارج منه إلى طريق الأحساء للتخلص من حركة من يقصدون ذلك الطريق بدلاً من مزاحمتهم للبقية على طريق خريص ثم يرجعون عن طريق الحي السكني؟ وكذلك إيجاد مخرج شمالاَ لطريق صلاح الدين (شارع الستين) للتخلص من حركة السيارات التي ترغب في التوجه شمالاَ على طريق الأحساء.
إن الوضع يحتاج بالضرورة إلى إعادة النظر في تصميم مخارج جسر الخليج ومداخله لتخفيف الازدحام الشديد فوق الجسر عند مخرج شارع الستين، وذلك فرضاَ بفتح مخرج آخر لطريق الأحساء من فوق الجسر أو مخرج لطريق صلاح الدين شمالاَ (الستين)، فهذا الطريق صمم بناء على دراسات للوضع القديم للحركة المرورية في المدينة منذ 30 عاماَ، لذلك فإنه من المنطقي أن يتم إيجاد حلول سريعة حالية ومستقبلية له مبنية على الوضعين الحالي والمستقبلي للمدينة.
وقد يستدعي الوضع زيادة سعة الجسر من الجهتين بإضافة مسارين من كل جهة فوق أعمدة تغطي بقية طريق مكة، وأن يفكر في دراسة هذه المسارات لتكون سريعة (إكسبريس) Express Lanes وخاصة في الفترة الصباحية للنقل من قبل بداية الجسر إلى ما بعد نهايته، ثم تعكس وقت بعد الظهر، وذروة خروج الموظفين، وأن تتم دراسة فتح وإقفال بعض المداخل والمخارج القريبة من الجسر والطريق السريع.
ولتكون الصورة مكتملة فإنني أرى أنه لا بد من السعي جدياَ لإنهاء وتنفيذ امتداد طريق النهضة شمالاَ ليربط الحركة من جنوب طريق خريص إلى شمال المدينة مع طريق عثمان بن عفان أو علي بن أبي طالب (الأحساء)، وكذلك امتداد طريق العروبة من خلال المطار القديم، وهي طرق سمعت أنه تم الانتهاء من تصميمها واعتمادها، فلماذا التأخير في مثل هذه المشاريع الصغيرة ولكنها مهمة جداَ لحياة المواطنين؟
هذه اقتراحات مطروحة للتفكير مثل بعض الاقتراحات التي سبق أن وضعتها لمخارج الطريق الدائري الشرقي قبل سنوات وخاصة مخرج (10)، التي أخذ بها في حينها للمصلحة العامة، لذلك آمل أن ترى هذه الاقتراحات طريقها إلى النور.