ارتياح من ارتفاع طفيف للأسعار بداية النصف الثاني وترقب أرباح الشركات
أعطى الارتفاع الطفيف الذي سجلته أسواق المال الإماراتية أمس، مع أول يوم لتعاملات النصف الثاني من العام ارتياحا مؤقتا على أمل أن تتمكن الأسواق من التماسك خلال الأيام المقبلة وحتى موعد إعلان الشركات عن نتائجها المالية عن الربع الثاني التي تتباين التوقعات بشأنها بين احتمال أن تأتي أقل من الربع الأول وبالتالي مزيد من التراجع في الأسعار وأن تكون مماثلة دون إحداث أية تأثيرات.
ويأمل المستثمرون أن يشهد النصف الثاني من العام وضع نهاية لمسلسل التراجع المستثمر والحاد في الأسواق الذي بلغت نسبته في النصف الأول 35.6 في المائة, وتصدرت سوق دبي قائمة البورصات الأكثر انخفاضا في المنطقة بنسبة تتجاوز 60 في المائة و66.6 في المائة منذ انخفاضه من أعلى نقطة في تشرين الأول (أكتوبر) عند 1270 إلى أدنى نقطة نهاية النصف الأول وهي 423 في حين بلغت نسبة انخفاض سوق أبوظبي منذ بداية العام 30 في المائة.
وأنهت الأسواق تعاملات الأمس بارتفاع طفيف لم يتجاوز ربع في المائة وبتداولات 480 مليون درهم, وفي حين أغلق مؤشر سوق أبوظبي منخفضا أقل من النقطة الواحدة، سجلت سوق دبي ارتفاعا نسبته 0.68 في المائة بتعاملات قيمتها 365.5 مليون درهم، حيث ارتفعت أسعار 13 سهما مقابل انخفاض أسعار خمسة أسهم, وبلغت نسبة تداولات الأجانب 34.6 في المائة منها 7.2 في المائة للخليجيين، 18.6 في المائة للعرب، و8.7 في المائة للجنسيات الأخرى.
وغلب الهدوء على تعاملات المستثمرين وإن تميزت تحركات الأسعار بتذبذبات ضيقة للغاية، خصوصا في أسعار الأسهم القيادية، حيث تحرك سهم "إعمار" في حدود 35 فلسا بين أعلى سعر 11.25 درهم وأدناه 10.90 درهم وأغلق مرتفعا بنسبة 1.8 في المائة وتصدر قائمة الأسهم الأكثر نشاطا في السوقين بتعاملات قيمتها 174.4 مليون درهم بما يعادل 40 في المائة من تعاملات سوق دبي، كما تحرك سهم "أملاك" أيضا في نطاق سعري ضيق بحدود 26 فلسا بين 6.60 درهم أعلى سعر و6.34 درهم أدناه.
ومن الملاحظ أن ما يعرف بـ "الأسهم الرخيصة" هي التي سجلت صعودا أكبر في أسعارها، حيث ارتفع سهم "أرابتك" بنسبة 2.3 في المائة عند 3.44 درهم، "اللوجستية" 1.9 في المائة عند 3.21 درهم، "شعاع" 1.1 في المائة عند 4.48 درهم، و"دبي للاستثمار" 2.4 في المائة عند 4.5 درهم.
وقال لـ "الاقتصادية" وسطاء في سوق دبي إن بداية الأسبوع جاءت متفائلة إلى حد ما، حيث توقفت الأسعار عن الهبوط وأصبح الأمل الوحيد للمستثمرين هو أن تتماسك الأسواق على الأقل لا أن تواصل هبوطها، خصوصا أن الأسهم وصلت إلى مستويات متدنية وأصبحت على مقربة من قيمتها الدفترية وبعضها أقرب إلى القيمة الاسمية.
وأوضحوا أن الأسعار ظلت تترك طيلة الجلسة في نطاق سعري محدود وساعد على ذلك ضعف أحجام التداولات التي تشهدها سوق دبي بالتحديد منذ أكثر من ثلاثة أسابيع متتالية، حيث لا تتجاوز قيمتها اليومية نصف مليار درهم وكثيرا ما تكون أقل من 200 مليون درهم، وإن كانت الفترة المقبلة مرشحة لرؤية عودة النشاط مجددا حال تسربت معلومات للأسواق والتقطها المضاربون عن أرباح قياسية للشركات القيادية وإن كان ذلك موضع شك. وبيّنوا أن المضاربين وكبار المتعاملين بدأوا الخروج من الأسواق لحين الإعلان الرسمي عن النتائج المالية لوجود قناعة بأن أرباح الربع الثاني ستكون أقل من الربع الأول أو على الأقل موازية لها وبالتالي لن تغير من حال الأسواق بل على العكس ربما تسبب ضغطا جديدا على السوق.
وأوضح لـ "الاقتصادية" حمود عبد الله مدير شركة الإمارات للوساطة أن أجواء الصيف انعكست بالفعل على الأسواق، متوقعا أن تكون فترة الصيف ضاغطة على السوق، حيث أصيب المتعاملون بالملل من التعامل في سوق تسجل يوميا تراجعا ولا تتوقف على الانخفاض. وقال يمكن ملاحظة ذلك من هجرة المتداولين اليوميين من قاعات التداول بعدما أصبحت خسائرهم أكثر من مكاسبهم خلال تعاملاتهم اليوميين وهؤلاء يشكلون شريحة كبيرة في الأسواق.