الزواج والدراسة والنجاح تقضي على معوقات الحياة

الزواج والدراسة والنجاح تقضي على معوقات الحياة

يواجه الشباب والشابات بعض المصاعب التي تقف عائقا في تحقيق رغبة الزواج مع الدراسة وخصوصا مايتعلق بتوفير مهور الزواج ومصاريف الأسرة بعد الزواج ومع ذلك نجد أن هناك تجارب بعضها نجح والآخر سار على الدرب ووصل إلى نهاية المطاف إلى مايريد رغم العوائق التي اعترضت الطريق ، ومن تلك التجارب التي حققت النجاح مايتحدث عنها فئة نجحوا من الشباب والشابات في هذا الجانب وتغلبوا على المصاعب التي واجهتهم واستطاعوا أن يجمعوا بين النجاح الدراسي وبين الزواج، والبعض الآخر كما ذكرنا مسبقا واجهته بعض العوائق ولا سيما في هذا العصر المليء بالاختبارات والبلايا في اليوم والساعة والثانية مما قد يتسبب احيانا في مشاكل تقف في طريق الزواج والجمع بينه وبين الدراسة ولكن مع الصبر والعزيمة استطاع هؤلاء التغلب على ما اعترضهم من مشكلات ، وقد حرصنا على أن نتناول هذه القضية المهمة التي تهم الجميع في المجتمع .
وسننقل للقارئ العزيز كيف تحدث بعض الشباب والشابات عن هذه التجربة وكيف استفادوا منها ، وتوضيح التجربة الاجتماعية المفيدة لهم سواء الذين مازالوا سائرين في الطريق نحو مشوار النجاح الدراسي والزواج .
تجربة فريدة
وفي البداية تحدث محمد الجويعد من الرياض عن تجربة الزواج المبكر له أثناء الدراسة فقال :بالنسبة للزواج فإنه سنة الله في خلقه وهو نصف الدين وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج وقال : يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء، والحمد لله لا توجد سلبيات، أما بالنسبة للإيجابيات فهي كثيرة منها الاستقرار النفسي والراحة النفسية وأيضاً مساعدة الزوجة لي في المراجعة والمذاكرة خصوصاً في وقت الاختبارات.
وقد ساعد الزواج على تحصيلي العلمي حيث إني حصلت على شهادة الكفاءة المتوسطة والثانوية العامة بعد الزواج وقد كان نجاحي بتفوق ولله الحمد والمنة. و لا سيما أن الله قد وعد الناكح يريد العفاف بالمعونة وهو وعد آخر من الله عز وجل مؤكد على لسان رسوله وحبيبه صلى الله عليه وسلم فيقول: (ثلاثة حق على الله أن يعينهم.. وذكر منهم الناكح يريد العفاف).. فبعد كل هذا ألا تثق بربنا.
ثانيا: قرب العلاقة مع الوالدين حفظهما الله، والتفاهم والانسجام معهما.. فإن شئت أن تسميها علاقة أخوية أبوية وليست عسكرية أبوية.. فكان الحوار معهما جميلاً وحرية إبداء الرأي أمراً مقبولاً بل محل اهتمام منهما جزاهما الله خير الجزاء ما سهل فتح باب النقاش في موضوع الزواج وطرقه طرقاً موضوعياً بناءً
وأما بالنسبة للمعوقات التي تواجه الشباب فقد تحدث عنها عبد الرحمن إبراهيم حيث يقول إن العوائق التي تواجه المتزوج أثناء الدراسة فإني كنت ألمسها من بعض الأصدقاء الذين كانوا معي أثناء دراستي الجامعية فقد كانت هناك صعوبات يعانون منها مثل إيجاد السكن المريح والتوفيق بين الدراسة والأمور الزوجية والعلاقات الأسرية. ، وقال الطالب سعود بن محمد القرني لا يوجد أي عوائق جعلتني أصرف النظر عن الزواج، فالحمد لله كانت ثقتي بالله كبيرة، لكني كنت أفكر كثيرا في تأمين الدخل المالي الشهري بعد الزواج.. خاصة أنني طالب في كلية الطب!! فكما قلت لك آنفا دراسة الطب قد تكون حافزا وقد تكون عائقا.. فأغلب يومي مشغول بين الكلية والدراسة فلا أستطيع مثلا الالتزام بوظيفة مسائية أو موسمية.. أو الاشتغال بتجارة أو أعمال خاصة.. لكن الله يسر لي ذلك الأمر فله الحمد والشكر.. وحقا (إن مع العسر يسرا) لن يغلب عسر يسرين.
سامي الدوسري تحدث عن تجربته فقال بالنسبة لتجربتي بخصوص الزواج والدراسة في وقت واحد فهي تختلف عن بعض الشباب حيث إني في القطاع العسكري وقد فرغت من جهة عملي لمواصلة دراستي في المرحلة الثانوية، وفي بداية الزواج كانت هناك بعض الصعوبات وهي عملية التفاهم مع الزوجة لأنني كنت في السنة الأخيرة بالصف الثالث الثانوي لكن الحمد لله بفضل الله ثم بمساعدة الزوجة حفظها الله تحسن مستواي في الفصل الثاني من الدراسة وقد حصلت على الشهادة الثانوية ولله الحمد. وأحث الشباب على الدراسة والزواج متى استطاع الإنسان ذلك لأن ديننا الإسلامي يحثنا معشر الشباب على الزواج ونصيحتي للشباب الصبر والتحلي بالأخلاق الحميدة مع الزوجة وغيرها وأتمنى التوفيق للجميع ، ونشكركم على إتاحة الفرصة لي وأسأل الله أن يجعل عملكم خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع بكم وبمجلتكم الإسلام والمسلمين.
وقال عبد الله الصالح وهو من الذين حصلوا على الشهادة بعد الزواج حيث إنه تزوج وهو في المرحلة المتوسطة بالنسبة لتجربتي فهي قديمة بعض الشيء حيث كنت أعمل في وظيفة بسيطة في الصباح وأدرس في المرحلة المتوسطة (ليلي) مسائي كانت هناك صعوبات في البداية من حيث المصروف حيث كان الوالد ـ حفظه الله ـ يساعدني بعض الشيء.
أما الإيجابيات كانت زوجتي حفظها الله تساعدني وتشجعني على مواصلة دراستي وقد حصلت على الشهادة المتوسطة ومن ثم الثانوية وأخيراً حصلت على شهادة الكلية التقنية وقد تحسن وضعي المادي والوظيفي في بداية الزواج، كنت موظفا بسيطا على بند الأجور، والآن الحمد لله موظف في المرتبة السابعة، وأعيش حياة سعيدة مع زوجتي وأبنائي ولله الحمد. ويتفق المعلم حسين الحربي مع سابقيه في أن الزواج عامل مساعد على التفوق الدراسي ويحكي تجربة شخصية حصلت له إبان دراسته وكيف أسهم الزواج في ارتفاع همته في الدراسة حتى أصبح أكثر تفوقا بل استطاع أن يحقق المرتبة الثانية على دفعته، وقلل من أهمية المادة وتأثيرها على الزواج وقال إن الزواج يفتح للشاب أبوابا كانت مغلقة بفضل الله سبحانه وتعالى فلا يتردد المقدم على الزواج في ذلك .
لا يؤيدون الجمع بينهما
ويختلف إبراهيم ماطر من الرياض مع الآراء السابقة ويقول إن نجاح شاب جمع بين الدراسة والزواج لا يعني أن ذلك أمر متحقق للجميع، فمثلا أنا شخصيا تزوجت وكان والدي مقتدرا لكن بعد وفاة الوالد وأنا لم أكمل الدراسة تعرضت لبعض المصاعب وأثرت على تحصيلي الدراسي واضطررت أن أشتغل وأترك الدراسة وفاتني الكثير، ولكني تداركت هذا الأمر بعد أن أمنت لنفسي وظيفة مناسبة وذلك عن طريق الانتساب، والآن ولله الحمد قطعت شوطا كبيرا فيها وعلى أبواب التخرج، لذلك أرى أن الشاب إذا لم يكن مقتدرا ولديه دخل ثابت فسيتعب إلا إذا وجد عائلة تساعده عندما يتزوج ابنتهم، وهذا من النادر أن يكون، خصوصا إذا كانت عائلته لا تستطيع الإيفاء بكل التزاماته لظروفه المادية الحرجة، ويتفق علي العمري مع سابقه ويقول إن المؤونة بعد الزواج فعلا تحتاج إلى القدرة المالية على الاستمرار في الزواج فالشاب المتزوج تنتظره زوجة ومستقبل أطفال، وربما يتأخر تعيينه إذا تخرج مثلا ومن هنا لابد التنبه لذلك.
ويشاطر إبراهيم ماطر سابقيه الرأي ويؤكد أهمية اختيار الزوجة المناسبة التي تتفهم ظروف زوجها لأن مشكلة عدم الرضا بالوضع بعد الزواج يحدث من الزوجات خصوصا بعض الطلاب مما يتسبب في حدوث الطلاق وعموما مايحدث هي حالة شاذة وليست الأغلبية التي ربما يكون النجاح حليف الزيجات الشبابية لآخرين، وأسأل الله للجميع التوفيق.
الجنس الآخر
في البداية تحدثت [مريم أحمد (متزوجة ولها أطفال)]: إنها بفضل من الله استطاعت أن تحظى بأفضل الدرجات المرتفعة وبمعدل ممتاز وهي تدير أسرتها في مملكتها الصغيرة المكونة من (خمسة أطفال وزوج وخادمة)، فتقول إن زوجها يساعدها بأخذ الأطفال والذهاب بهم إلى التنزه خارج المنزل في أيام الامتحانات.. فهو متفهم ولله الحمد، كما أنه من حين إلى آخر في وقت انشغاله يوجد لهم في المنزل وسائل ترفيه مناسبة تشغلهم، وبما أن لديها ثلاثة من أطفالها ملتحقين بمدارس المرحلة الابتدائية فإنها هي وزوجها يقومان معاً بتبادل الأدوار لإيجاد الوقت الكافي ليتمكنا من المذاكرة لأبنائهما واسترجاع ما يدرسونه.. وتقول: عندما أعود من الجامعة أحضر الغداء الذي قد طبخ من المساء رغم وجود الخادمة، ثم آخذ قسطاً من الراحة في فترة الظهيرة، وعند الاستيقاظ عصراً أذاكر لأبنائي ثم يذهب زوجي إلى عمله بعد أن نتبادل أطراف الحديث حتى حين ذهابه، ثم أبدأ أنا بمراجعة ما درسته وأستذكره حتى التاسعة والنصف، ثم أدخل أبنائي إلى غرفهم بعد أن يتناولوا عشاءهم للنوم، وأنتظر زوجي إلى حين عودته وأنا بين كتبي أستذكر. هذا وأقرأ ما سأدرسه في الغد، وحين عودته أتناول العشاء معه ثم نخلد إلى النوم، وعلى هذا الحال.. وها هي حياتنا مستمرة ولله الحمد. وقالت الطالبة أم البراء الفقيه إنه لم يكن هناك أي عوائق قط.
مشاكلي في الجامعة فقط
وتقول [مرام علي ]: أنا لا أشتكي من الدراسة مع الزواج؛ ولكن هناك ملاحظة بما أني متزوجة وفي بداية حمل فأرى أحياناً أن بعضا من الأستاذات لا تراعي الحمل وما فيه من مشاكل، ومراعاة الحالة المقبلة حتى لو شرحت لها عن الظروف التي أمر بها، بعكس الأساتذة فهم يراعون أكثر، أما في ترتيبي مع زوجي فبالاتفاق معه وتعاونه معي وقوله الأمر متروك لكِ وعلى حساب راحتكِ فقط، فأنا أقول لكِ ابحثي عن راحتكِ وأنا أساعدكِ، فأقول إن زوجي والحمد لله يساعدني في استذكار دروسي.. وطبعاً يوجد اختلاف في المراحل وتفاوتها، والمسؤولية في السنوات الجامعية أكبر، والالتزام في المذاكرة أقل نوعاً ما، وعمل زوجي ساعات طويلة وليس بشكل يومي وكل يومين تتغير أوقاته؛ ولكن الساعات كما هي فبذلك أستطيع أن أرتب أموري بأني أحضر الغداء الذي طبخ ليلاً، ثم بعد الغداء نذهب إلى القيلولة وبعد العصر نستيقظ وأقوم بعمل الشاي ومعه الحلوى ونتبادل أطراف الحديث وقليلاً من الضحك والمزاح ثم أستأذنه في قليل من المراجعة والمذاكرة، وتكون بمساعدته في المراجعة والاستذكار ولساعات معينة، وحل بعض من الواجبات أيضاً قد يشاركني فيها والحمد له لا توجد مشاكل في الدراسة والحياة الزوجية وأهم شيء التوافق ورضا الزوج، ومشاكلي فقط في التعامل -وسبق الحديث عن ذلك- من قبل الأستاذات وعدم مراعاة تقلب مزاج الحمل فقط؛ ولكن الحمد لله الفصل الأول من الدراسة نجحت بمعدل عال جداً، وأنصح أخواتي اللاتي لم يسبق لهن الزواج وقد أوشكن على الدخول إلى عش الحياة الزوجية بأن الدراسة لا تتعارض مع الزواج وذلك بتوفيق الله، وقد لوحظ في عام 1418هـ في جامعة أم القرى في تلك السنة أن معظم الطالبات المتفوقات وذوات المعدلات العالية كنَّ متزوجات والنصف منهنَّ لديهنَّ أطفال؛ ولكن في تلك السنة الأستاذات لاحظنَ النجاح الكبير ذلك والذي لفت الانتباه أنهنَّ متزوجات، ومعروف المسؤولية دائماً تكون على كاهل الزوجة أكثر، لما لديها من أطفال ومتطلبات من الزوج والمنزل، وأيضاً الأطفال، ولذلك لم يتوقعن ذلك التفوق منهن؛ ولكن تلك نعم الله على عباده.
لم تستطع التقدم في الدراسة
وتبدأ (أم عبد الله) وتتحدث عن الدراسة بأنها كانت قبل الزواج تجعل الدراسة فقط للتسلية وتشغل فراغها، وبعد تخرجها من الثانوية العامة لم تفكر في الالتحاق بالجامعة؛ ولكن قدر الله وتم زواجها قبل الالتحاق بالجامعة وطلب منها زوجها إكمال الدراسة رغم تدني مستواها متأملاً خيراً، فقالت له: مشاعرها بأنها جعلت الدراسة للتسلية والابتعاد عن الملل والفراغ ولم تجتهد وإنما تجتاح السنوات بالنجاح؛ ولكن زوجها قال لها: أريدك أن تكملي الدراسة وتأخذين شهادة وتوسعي معلوماتك أكثر فأكثر، وبفضل الله تستطيعين تخطي المراحل بتشجيعي لكِ، ولم أقتنع ولكن حاولت إقناعه بعدم الرغبة فيها؛ ولكنها درست في الجامعة على حسب رغبته ولم تستطع التقدم في الدراسة ولم تحاول الاجتهاد ولا حتى المذاكرة.. ورأت أن الزواج لا يتناسب مع الدراسة، وأن مسؤولية المنزل كبيرة ولا تستطيع أن توفق بين دراستها وبيتها وما فيه من واجبات بسيطة في بداية الحياة ولا تستطيع أن تستمر في هذا المجال.
وهناك ملاحظة يا أختي الفاضلة: أجمل شيء في الحياة الإصرار والعزيمة وأتمنى أن تكوني ذات رأي صائب واقتناع بأن العلم للتفتح والثقافة والدراية في كثير من الأمور، وهنا الأمر بيدك وصاحبة القرار أنت. ونسأل الله للجميع السداد في الأمور؛ لأن الحياة مستمرة دائماً وأبداً بحلاوتها ومرارتها.. والله ولي التوفيق.

الأكثر قراءة