رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


في سوق الأسهم .. أمسك عليك عقلك

<p><a href="mailto:[email protected]">Abdalaziz3000@hotmail.com</a></p>
كاتب اقتصادي

في المجالس وفي المنتديات وفي صالات التداول وفي كل مكان يتلقي فيه اثنان وأكثر يتحدثان عن سوق الأسهم يكون الحوار مشابها لهذا الحوار الذي اقتبسته من أحد المنتديات لأنقله لكم بتصرف، حيث يقول الأول أصاب المستثمر السعودي البسيط - ممن يستخدم عقله - أصابه الجنون، فهو يرى المتردية والنطيحة ترتفع وتتضاعف أضعافا مضاعفة، في حين أنه يرى سهمه الاستثماري الذي اختاره بعناية فائقة في ثبات أو ارتفاع بسيط، أصابه الجنون ويرى شركة تعلن عن خسائرها لترتفع من 23 ريالا إلى 85 ريالا بارتفاع 360 في المائة، وهذا هو حال كل الشركات الخاسرة بفعل بعض الهوامير وأتباعهم.
ويرد الثاني مؤكدا أن سوق الأسهم أصبحت سوق قمار وميسر مناديا هيئة السوق المالية للتدخل بإيجاد حل سريع لهذه الارتفاعات الخشاشية الجنونية حتى لا تجر السوق إلى انهيار آخر لن تسلم منه الأسهم الاستثمارية التي لم تسلم في المرة الأولى، مؤكدا أن صناعنا مجانين ولا يوجد من يقف في وجههم من المستثمرين العقلاء.
ويعقب ثالثا قائلا: بصراحة شيء غريب، لكن أحسن شيء خليكم مضاربين بشكل يومي، ريال ريالان من هنا، وأربعة من هناك وتجئ في اليوم الواحد وأنت أقل شيء معاك من 3 إلى 4 في المائة في اليوم الواحد!!! بلا استثمار بلا هم!!!
ويشارك رابعا بلغة ساخرة قائلا: إن المستثمر الأجنبي يحتاج إلى محفزات للدخول في سوقنا ولازم نترك له الشركات الزينة بأسعار تجذبه للاستثمار ليقع في فخ القمار، ولكنه يؤكد أنه شخصيا لن يدخل في سوق دمار، كل يوم يتخذ بشأنها قرار، حتى فقدت الاستقرار.
ويتدخل خامسا، وهو يحاول تغليب العقل على العاطفة، وتوجيه المتحاورين إلى حقيقة ناصعة قائلا لهم في النهاية "لا يصح إلا الصحيح"، وسترون ما يسركم قريبا، سوقا ناضجة بفضل جهود هيئة السوق المالية ودعم القيادة الرشيدة، ناصحا إياهم بأن أمسكوا عليكم أسهمكم الاستثمارية وسترون ما يسركم، ومؤكدا لهم أن القمار قميص من نار، وشتان بين القمار والاستثمار.
ولا أخفيكم حقيقة أن النفس في نزاع حول الخطوة المناسبة تجاه الاستثمار في سوقنا وهو يشاهد مضاربات غير منطقية وعمليات تدوير ذكية بين المحافظ أدت إلى رفع أسهم الشركات الخاسرة لأسعار خيالية باستخدام معلومات غير جوهرية وإشاعات شيطانية تجد آذانا صاغية من جمهور عريض يحركه الطمع لا العقل، نعم فكلما سمع ذو عقل بأن من يتحرك وفق القواعد غير المنطقية بدأ يحقق أرباحا خيالية فإنه يبتدئ بفقدان عقله وامتهان علمه، حتى سمعت أحدهم يقول "لا بارك الله في علم ما يكسبني"، ومما يزيد الطين بلة عدم ذكر المضاربين في هذه الفترة لأرباحهم وإخفاء خسائرهم، للتغرير بأصحاب العقول ليفقدوا عقولهم.
ما الإجراء المناسب إذن؟ قبل الإجابة عن ذلك أقول إننا يجب أن نتذكر القاعدة التي يعمل بها الجشعون من المضاربين وهي "اشتر من خايف وبع على طماع" والخايف والطماع في حال عاطفية تأسر عقليهما، ذلك أن من يشتري السهم وهو يدرك أنه لا يساوي قيمته التي اشتراه بها طامعا في تحقيق أرباح بناء على توصية أو شائعة سيكون في خوف شديد، فيصبح فريسة سهلة للمضاربين، إذ إنهم بعد أن حثوه للشراء بسعر عال بتحريك الطمع في نفسه، يقومون بهز السهم هزة قوية تجعله يبيعه بخسارة خوفا من خسارة أكبر لأنه يعلم أن السهم لا قاع لسعره، فهو سهم شركة خاسرة.
إذن الإجراء المناسب هو أن نقتل الطمع في أنفسنا أولا، فلا نكون فريسة سهلة للجشعين ليحققو أرباحا عالية على حسابنا وعلى حساب اقتصادنا الوطني، نعم إذا أوقفنا الشراء منهم بهذه الأسعار غير المبررة، فإن النار ستأكل بعضها بعضا إذا لم تجد ما تأكله، وعندئذ سيكون العرض والطلب الحقيقيان هما سيدا الموقف، فتصبح سوقنا ناضجة جاذبة لنا كمستثمرين لا كمقامرين في مستقبلنا ومستقبل أبنائنا، فضلا عن اقتصادنا.
وختاما أقول أيها العاقل "أمسك عليك عقلك" ولا تفقده نتيجة ما تراه من ارتفاعات غير مبررة لأسهم كاسدة، فإنه لا يصح إلا الصحيح، والعبرة بمن يضحك أخيرا، وتذكر أن ضربتين بالرأس توجع، وقد تكون الثانية قاتلة فركز أخي المستثمر العاقل على الأداء المالي الجيد للشركات وبالذات ذات العوائد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي