تنمية ثروات العائلات تستلزم خروج إدارتها من النمطية إلى الإبداع
أكد مصرفي سعودي متخصص في إدارة الثروات الخاصة أن الظروف الحالية التي تحيط بعالم الثروات في الخليج تستلزم تعاونا لصيقا بين بيوت الخبرة والمال وأصحاب الثروات. وأشار عبد الرحمن فهد الحارثي نائب الرئيس للشرق الأوسط في مجموعة سيتي جروب المالية إلى أن سرعة نقل المعلومة، ترابط الأسواق، والنمو السريع في المنطقة وما يحيط كل هذا من ظروف جيوسياسية واقتصادية تمثل تحديا متجددا في سبيل الحفاظ على الثروات، حمايتها، مواصلة تنميتها، ونقلها من جيل إلى آخر بأسلوب سلس، ومن ثم فإن إدارة ثروات العائلات فعليا تخرج عن النمطية إلى الإبداع.
وأضاف في ورقة عمل بعنوان "دور البنوك في إدارة ثروات العائلات التجارية" قدمها لأحد المؤتمرات الإقليمية المتخصصة التي عقدت أخيرا في دبي أن رحلة بناء الثروة تتداخل فيها أربع محطات متلازمة تعيد ترتيب نفسها من حين إلى آخر هي: إيجاد السبيل إلى البناء والتعزيز ومن ثم الحماية لمثل هذه الثروة وهذه العمليات المتلازمة تحيط بها "بانوراما" مثيرة من المنتجات والخدمات المصرفية التي تتوزع ما بين تقديم الائتمان، الرهن العقاري، خدمات الوساطة، إدارة الاستثمار، إدارة المخاطر، منتجات تخطيط حماية الثروة، والنصح والإرشاد في كل من مجال العقارات الدولية، بجانب الأعمال الخيرية وإصلاح البيت من الداخل عن طريق الحوكمة والنصح.
وأضاف أن خريطة الطريق المثالية لعلاقة بناءة ومثمرة بين المصرف والعائلة التجارية تتشكل في أنواعها وصورها وأحد أشكالها الرائجة هو البدء من تأسيس حافظة أو ائتمان تندرج فيها الأصول والخصوم، وفي حين تقوم الحافظة بحماية الأصول من مخاطر مرئية وغير مرئية وتنظم النقل السلس للثروة فإنه تندرج تحتها مجموعة من الشركات الخاصة التي تتملك الأصول والخصوم نيابة عن العميل وتقوم بحمايتها من مخاطرة الضرائب وتؤمن الخصوصية.
وردا على سؤال من أحد المشاركين حول ما يجب أن تتوقع العائلة الثرية من المصرف، أجاب أنه يجب على بيوت المال أن تستجيب لتحديات العصر وتعمل على التحول من فريق لبيع المنتجات إلى مستشار موثوق به، وتتطور من مصرف يقدم الخصوصية والسرية فقط إلى موفر لحلول وخدمات ذات قيمة مضافة، وبدلا من تقديم حلول خاصة بالمصرف فقط من المناسب أن يتبنى سياسة انفتاحية حتى على المنتجات الخاصة بالبنوك المنافسة وتقديمها لعميلها إذا ثبتت ملاءمتها.
كما أن على المصارف أن تلعب دورا في مساعدة العائلة التجارية على ترتيب البيت من الداخل وتهيئة الأجيال المستقبلية لإدارة الثروة.
وبيّن أن مجموعة سيتي جروب المالية على سبيل المثال لها مبادرتان إيجابيتان في هذا الجانب وكلتاهما غير ربحية، الأولى هي تأسيس وحدة العائلات التجارية وتحوي فريقا من الخبراء الذين قضوا سنين طويلة يقدمون النصح والمشورة في تنظيم العائلات من الداخل وهم يسافرون طوال العام إلى مختلف دول العالم لتقديم خبراتهم وإرشاداتهم في هذا الجانب دون مقابل، والأخرى هي ما يسمى ببرنامج جيل المستقبل، حيث في كل عام تنظم "سيتي جروب" دورة مكثفة في أحد مراكزها الدولية لنحو 60 شابا أعمارهم بين 21 و 26 سنة تلقنهم أساسيات إدارة الثروات وتهيئهم لتحمل أعباء إدارة ثروات عائلاتهم في المستقبل.