الأسهم الإماراتية تواصل الانخفاض ومخاوف من انزلاقها

 الأسهم الإماراتية تواصل الانخفاض ومخاوف من انزلاقها

واصلت أسواق الأسهم الإماراتية تراجعها أمس، وسط مخاوف من أن يؤدي استمرار الهبوط الذي يأتي قبل أيام من إعلان الشركات عن نتائج الربع الثاني إلى انزلاق الأسعار إلى مستويات شبيهة بتلك التي بلغتها الأسواق منتصف الشهر الماضي واستدعت تدخلا غير مباشر من قبل مجلس الوزراء الذي سمح للشركات بإعادة شراء أسهمها دون قيود, وهو القرار الذي لم ينفذ حتى الآن وترك تداعيات سلبية على الأسواق.
وتدنت أحجام التعاملات أمس، إلى مستويات منخفضة بلغت 550 مليون درهم وهبط المؤشر العام أقل من 1 في المائة وإن كان مؤشر سوق دبي المالية قد انخفض بنسبة 1.3 في المائة وبات مرشحا لاختبار نقطة دعم جديدة عند 450 بعد أن كسر نقطة دعم 460 نقطة وهو ما يثير الخوف لدى جموع المتعاملين حال استمر الضغط على السوق التي تعاني من حالة ضعف بدت واضحة في الانخفاض اليومي في حجم التداولات التي وصلت إلى 292.8 مليون درهم.
وتواصلت ضغوط البيع التي تكاثرت رغم قلتها مقارنة بالأيام الماضية على الأسهم القيادية وأسهم المضاربات وإن تمكن سهم "إعمار" القيادي في سوق دبي من التماسك رغم انخفاضه بنسبة 1.2 في المائة وأغلق عند 11.75 درهم، عكس سهم "أبوظبي الإسلامي" الذي انخفض لليوم الثالث على التوالي منذ مطلع الأسبوع بنسبة 4.4 في المائة بعدما هبط تحت 70 درهما من أعلى سعر كان قد بلغه بفعل المضاربات في الأيام الماضية عند 98.5 درهم وسط توقعات بأن يواصل السهم تراجعه في الأيام المقبلة نتيجة للارتفاع غير المبرر في سعره.
وأوضح لـ "الاقتصادية" عدد من مديري المحافظ أن حالة الضعف التي تعيشها الأسواق حاليا لا تشجع على الدخول، حيث يفضل كبار المستثمرين وأصحاب المحافظ الخاصة وشبه الحكومية التريث لحين إعلان الشركات عن نتائجها الربعية بداية الشهر المقبل، وإن كانت هناك مخاوف من أن تأتي أرباح الربع الثاني أقل من توقعات المستثمرين وهو ما سيقود إلى حالة تراجع حادة في الأسعار.
وتعيش الأسواق بالفعل حالة من الترقب المشوب بالحذر الذي يمكن رصده على تصرفات وسلوكيات المتعاملين في قاعة التداول التي بدت خاوية عكس أيام الطفرة التي كانت تعج بآلاف المستثمرين.
وقال لـ "الاقتصادية" أحد كبار المتداولين يوميا في سوق دبي: إن حالة السوق ضعيفة لا تشجع حتى على إجراء صفقة واحدة، فالأسعار يوميا إلى مزيد من التراجع وهو ما انعكس على نفسية المستثمرين الذين فضلوا الخروج من السوق الفترة الحالية وانتظار نتائج الربع الثاني ليقرروا ما إذا كان بوسعهم العودة مجددا إلى السوق مدفوعين بأداء قوي من الشركات أم البقاء في الخارج لحين تحسن الوضع. وأَضاف: لم أجر أية صفقات منذ ثلاثة أيام على الرغم من أن متوسط تعاملاتي في اليوم الواحد كان يراوح بين ثماني وعشر صفقات, وفي الحقيقة الوضع غير مشجع إطلاقا.
وحسب إحصائيات سوق دبي فإن تعاملات الأجانب التي كانت تراوح بين 30 و40 في المائة يوميا بدأت في التراجع هي الأخرى حيث بلغت 2.8 في المائة من إجمالي التداولات البالغة 292.8 مليون درهم منها 5.8 في المائة للخليجيين مقارنة بأكثر من 13 في المائة في السابق و11.5 في المائة للعرب و3.4 في المائة جنسيات أخرى، وهو ما يشير أيضا إلى تراجع حركة المعاملات في الأسواق.
وذكر مجدي منصور من "رسملة للوساطة المالية" أن حالة الضعف في السوق دفعت الجميع إلى انتظار نتائج الربع الثاني، مضيفا أن البائع لا يريد البيع بالأسعار الحالية التي تواصل الانخفاض والمشتري لا يريد المغامرة بالشراء عند المستويات السعرية الحالية، الأمر الذي ينعكس على أحجام التداولات التي تنخفض يوميا بشكل كبير.

الأكثر قراءة