السياحة الزراعية
<a href="mailto:[email protected]">Kalfuhaid@hotmail.com</a>
تبلغ مساحة المملكة أكثر من مليوني كيلومتر مربع، وبسبب هذه المساحة الواسعة تتعدد مظاهر التضاريس من جبال وهضاب وسهول وأودية وكثبان رملية، كما أن درجات الحرارة قد تصل إلى ما يزيد على 50 درجة مئوية أثناء النهار في فصل الصيف فيما تقل عن الصفر المئوي أثناء الشتاء في بعض المناطق، والمملكة تتميز بمقومات طبيعية وبشرية مختلفة تخلق نوعا من الاختلاف والتميز البيئي بين المناطق، أسهمت بدورها في تنمية العديد من الأنشطة الاقتصادية، ومن ضمنها النشاط الزراعي الذي لا يزال يمثل مورداً مهماً في المناطق التي تتوافر فيها مياه للري، وتلك المقومات تنعكس بدورها وتؤثر على بيئة الإنسان ونشاطه وحياته المعيشية وتنقلاته، وعلى الرغم من أن الاستثمار الزراعي يُعد أحد المتغيرات المتباطئة الأثر على قيمة إجمالي الناتج المحلي الزراعي، إلا أن القطاع الزراعي جاء في مقدمة القطاعات الإنتاجية في المملكة نتيجةً للسياسات التي انتهجتها الحكومة منذ البداية والعمل بالتخطيط التنموي عن طريق مجموعة من السياسات والبرامج التي كان لها الأثر الفاعل في تحفيز عملية الاستثمار في هذا القطاع بأنشطته المختلفة مما شجع المستثمرين للدخول والاستثمار باستخدام التقانات الحديثة ليتحول من قطاع تقليدي إلى قطاع استثماري يُؤثر ويتأثر بالقطاعات الإنتاجية الأخرى، إلا أن هناك من المواطنين من يجهل دور هذا القطاع والتقنيات التي يدار بها هذا القطاع والتي تسهم في توفير الموارد الطبيعية والبشرية وفي مقدمتها عنصر المياه المستهلكة لأغراض الري، إضافة إلى دوره البيئي في المجتمع، ولكن ما يبعث الأمل وجود العديد من البوادر الهادفة للتعريف بأدوار القطاع الزراعي وأنه قطاع لا يقتصر دوره فقط على زرع وحصد. ومن ضمن تلك البوادر جهود الهيئة العليا للسياحة الرامية للتعريف بالجوانب السياحية للقطاع الزراعي وأنه قطاع حيوي يسهم في تنمية قطاع السياحة في المملكة، وانعكس ذلك في مشروع الهيئة الذي تعد له بهدف الاستفادة من الموارد الطبيعية والبيئية المحلية لتوفير بيئة ملائمة لتقديم خيار سياحي محلي متميز بإقامة استراحات ريفية ونزل بيئية في بعض مناطق المملكة، وكذلك سعي شركة الجوف الزراعية بالتعاون مع الهيئة العليا للسياحة لبلورة فكرة السياحة الزراعية داخل حقولها ولنجاح مثل هذه البوادر لا بد من التهيئة لها من جميع الجوانب والتعريف بها وأن تكون البداية قوية بتوفير جميع المقومات والخدمات لهذا الخيار السياحي، ومثل هذا التوجه في اعتقادي سيتحقق "بمشيئة الله" في ظل نشاط الهيئة بقيادة أمينها العام سمو الأمير سلطان بن سلمان، وأن يتم تصنيف مستويات الخدمات لطرح خيارات متعددة أمام الراغبين للاستفادة من هذه الخدمة. كما أن الجهات الحكومية ذات العلاقة والشركات الزراعية وكبار المزارعين لا بد أن يكون لهم مساهمة ماديا ومعنويا لنجاح السياحة الزراعية وتسخير الميز النسبية للمناطق التي تساعد على توفير المنتجات الزراعية المختلفة التي تتوزع على فصول السنة والتي أخذت وضع تنافسي قوي مع المنتجات المستوردة، واستمرار تبني الهيئة للمهرجانات المختلفة التي تقام في المناطق الزراعية بشكل فعال مثل مهرجانات الفاكهة، المانجو والحمضيات، والزهور، والتمور، والحريد في جازان وغيرها من المهرجانات التي تقام في مناطق المملكة من حين لآخر.
والله ولي التوفيق،،