سوق أبوظبي تقع في قبضة 3 مضاربين والأسهم تسترد 11.2 مليار درهم من خسائرها

سوق أبوظبي تقع في قبضة 3 مضاربين والأسهم تسترد 11.2 مليار درهم من خسائرها

لم تتوقف المضاربات سوى يومين فقط في سوق أبوظبي للأوراق المالية حتى عادت أمس على نحو غير متوقع وتركزت مجددا على سهم "أبوظبي الإسلامي" الذي سجل على مدى اليومين الماضيين انخفاضا في الحد الأعلى (10 في المائة ) كما عادت التداولات إلى ما فوق المليار درهم عند 2.4 مليار مقارنة بأقل من 300 مليون الخميس الماضي، ليصل بذلك إجمالي تعاملات سوق الإمارات إلى 1,9 مليار درهم، منها 535 مليونا لسوق دبي وأغلق المؤشر مرتفعا 1.9 في المائة.
وحال نشاط سوق أبوظبي وتماسك سوق دبي من هبوط كان متوقعا لأسواق الأسهم الإماراتية مع بدء تعاملاتها لأسبوع جديد مخالفة بذلك توقعات عدد كبير من المحللين والمتعاملين كانوا يتوقعون استمرار الهبوط الذي شهدته الأسواق في اليومين الأخيرين خصوصا في سوق أبوظبي.
وتمكنت الأسهم من استرداد جزء من خسائرها التي تكبدتها طيلة يومي الأربعاء والخميس، حيث استرجعت 11.2 مليار درهم من خسائر قيمتها 15.5 مليار درهم من ارتفاع قيمتها السوقية إلى 593.003 مليار درهم من 581.786 مليار الخميس ومقارنة بـ 608.547 مليار درهم الثلاثاء قبل حدوث التراجع في السوق.
وحسب معلومات حصلت عليها "الاقتصادية" فإن سوق أبو ظبي وقعت بالأمس في قبضة ثلاثة من كبار المضاربين، أراد الأول الاستحواذ على حصة مؤثرة من أسهم "أبوظبي الإسلامي" والثاني على رفع السعر عليه في محاولة لتكبيده مبالغ كبيرة عند الشراء، في حين عمد الثالث إلى إثارة الاثنين من خلال البيع عند سعر أعلى والعودة إلى الشراء بسعر أقل، الأمر الذي ساعد السهم على الارتفاع, وجرت هذه التكتيكات وسط دهشة صغار المتعاملين الذي فوجئوا بافتتاح السهم جلسة التداول على انخفاض كما كان متوقعا، حيث جرى عرض مليوني سهم مقابل طلب شراء 700 ألف سهم عند سعر الحد الأعلى هبوطا 70.85 درهم لكن في خلال 15 دقيقة تحول مسار السهم مع دخول المضاربين الثلاثة وارتفع السعر إلى 75 درهما ثم إلى 80 درهما وقفز بسرعة إلى 86.5 درهما قبل أن تنشط عمليات البيع التي جعلت السهم يتراجع إلى 70.85 درهم أدنى سعر ليغلق مرتفعا عند 80.15 درهم بارتفاع 1.8 في المائة متصدرا قائمة الأسهم الأكثر نشاطا بتداولات قيمتها 956 مليون درهم تشكل نحو 68.2 في المائة من تعاملات سوق أبوظبي.
وقال وسطاء إن صعود سهم "أبوظبي الإسلامي" سحب معه صعودا بقية أسهم المضاربات التي كانت قد انخفضت في اليومين الماضيين بعد ارتفاع قياسي غير مبرر، حيث اقتربت غالبيتها من الحد الأعلى ارتفاعا مثل "طاقة" 8 في المائة، "أسماك" 8.4 في المائة، "أغذية" 7.6 في المائة، وكل من "آبار" و"صروح" 7.5 في المائة، و"الدار" 7.4 في المائة.
وفي المقابل عادت سوق دبي إلى حالة التماسك التي كانت عليها قبل يومين وإن هبطت تداولاتها بشكل واضح عند 535 مليون درهم, وظلت السوق حتى مرور ساعتين من افتتاحها على ارتفاع طفيف لم يتجاوز نصف في المائة وسط مقاومة من الأسهم القيادية، خصوصا سهم "إعمار" لضغوط البيع التي دفعت السهم إلى التراجع عند 12.25 درهم غير أن طلبات الشراء نشطت في نصف الساعة الأخير وساعدت على رفع المؤشر العام من 470 نقطة إغلاق الخميس إلى 476 نقطة.
وقال لـ "الاقتصادية" محمد علي ياسين المحلل المالي مدير مركز الإمارات للأسهم إن السوق خالفت التوقعات التي كانت مع استمرار التراجع، غير أن عودة المضاربات وبقوة إلى سوق أبو ظبي، خصوصا على سهم مصرف أبوظبي الإسلامي أسهمت في ارتفاع السوق، لكن كبدت المضاربات صغار المستثمرين خسائر باهظة لأنهم تورطوا في الشراء نتيجة المضاربات عند أسعار أعلى مما باعوا بها ثم فجأة انخفضت الأسعار عن سعر الشراء وبنسب عالية.
وأوضح أن المضاربات على سهم "أبوظبي الإسلامي" بات بالفعل "خطيرة" ذلك أن حركة السهم من أدني نقطة إلى أعلى نقطة خلال يوم التداول الواحد بلغت 20 في المائة وهو ما يعني أن نطاق التذبذب مرتفع، الأمر الذي يشير إلى وجود خاسرين بمبالغ كبيرة مثلما هناك مضاربون رابحون، وعكس الحال بالنسب لسهم "إعمار" الذي يتحرك ضمن تذبذب سعري ضيق النطاق لأنه يتداول بمستويات سعرية مستقرة لفترات طويلة.
ونصح ياسين صغار المستثمرين بالابتعاد عن الانجراف وراء المضاربين، خصوصا على سهم أبوظبي الإسلامي من منطلق أنه لا يوجد مبرر للارتفاع الذي يسجله السهم بعد أن أعلنت إدارة المصرف أنه لا توجد معلومات جوهرية تؤثر على سعر السهم حاليا، متوقعا أن يسجل السهم انخفاضا حادا مثلما سجل ارتفاعا قياسيا غير مبرر.

الأكثر قراءة