حمى الفيراري.. وصلت إلى الخليج العربي
حين يتسلم عمر بن سليمان سيارته الفيراري طراز ف430 حمراء اللون، التي طلبها في كانون الثاني (يناير)، سوف يكون لديه سيارتان من سيارات فيراري الرياضية في مجموعته من السيارات.
وهو يمتلك كذلك سيارة بينتلي من طراز فلاينج سبير، وسيارة الاستخدامات الرياضية من طراز بورشه كايين. يقول عمر البالغ من العمر 33 عاماً ومدير عام سلطة مركز دبي المالي العالمي، وهو مركز للصناديق الاستثمارية في دبي: "حين ينعم الله عليك بالثروة، فإنه يجدر بك أن تستمتع بها."
ويملأ رجال الأعمال والأثرياء البارزون في الشرق الأوسط كراجاتهم بالسيارات الرياضية وسيارات الاستخدامات الرياضية، الأمر الذي يساعد على تغطية تكاليف تطوير السيارات الفاخرة، من قبيل سيارة فيرون (من بوجاتي) ذات الألف حصان وحصان.
وطلب مشترون إماراتيون 15 سيارة من طراز فيرون (التي تتسع فقط لراكبين في الخلف ومقعد السائق في الأمام، التي يبلغ سعر الواحدة منها 1.2 مليون دولار، منذ أن بدأ قسم بوجاتي لدى شركة فولكسفاجن بيعها في كانون الأول (ديسمبر).
وأبانت شركة فيراري ـ مقرها تورينوـ وشركة فيات الإيطالية، وكذلك بورشه الألمانية، أن نمو مبيعاتها في الشرق الأوسط ازداد بشكل أسرع من نمو المبيعات في الولايات المتحدة وأوروبا في العام الماضي. ويتعين على أهل المنطقة الانتظار مدة شهرين حتى يصبح بإمكانهم تسلم سيارات رينج روفر سبورت، التي يبلغ سعرها 90 ألف دولار، التي تصنعها شركة فورد في ديربورن، ميتشجان.
وباعت رينج روفر في الشرق الأوسط 67 سيارة من طراز فوج سوبرتشارجد، التي صنعت نسخاً خاصة منها احتفالاً بالذكرى الخامسة والثلاثين، التي يبلغ سعر الواحدة منها 152.450 دولاراً، وهو ما يشكل ثلثي الكمية المزمع إنتاجها.
يقول آندي جوثورب، العضو المنتدب لقسم رينج روفر في فورد وقسم جاكوار في الشرق الأوسط: "يريد الزبائن في الخليج الأحدث والأكبر من كل شيء، وهناك ميل طبيعي لاستهلاك السيارات الفاخرة".
ويحب أهل المنطقة تسلق الكثبان الرملية التي يصل ارتفاعها أحياناً إلى 15 متراً، التي تقع على بعد عشر دقائق بالسيارة من مركز دبي العمراني. وتوجد في الإمارات شبكة من الطرق السريعة متعددة المسارب يبلغ طولها 1088 كيلومتراً، التي يستطيع أصحاب السيارات السير عليها بين دبي وأبو ظبي والإمارات الخمس الأخرى.
وارتفعت مبيعات شركة رولز رويس للسيارات في العام الماضي بنسبة 36 في المائة في الشرق الأوسط، حيث باعت الشركة 120 سيارة من مجموع السيارات البالغ عددها 796 سيارة في مختلف أنحاء العالم.
وارتفع إجمالي مبيعات رولز رويس العالمية بمقدار أربع سيارات فقط، أي أقل من 1 في المائة من المبيعات. وتحاول شركة جودوود البريطانية أقصى جهدها لتحقيق الهدف الذي وضعته لنفسها وهو بيع ألف سيارة في العام.
يقول آكسل أوبرميولر مدير مبيعات أوروبا والشرق الأوسط لدى رولز رويس: "تساعد أسعار النفط المرتفعة على دعم مبيعاتنا".
الجدير بالذكر أن مبيعات النفط من الخليج العربي ارتفعت بنسبة 24 في المائة لتصل إلى 270 مليار دولار في عام 2005. وارتفعت أسعار النفط الخام بنسبة 22 في المائة في نيويورك هذا العام، حيث وصل سعر البرميل هذا الأسبوع 75 دولارا.
ويعتبر الخليج العربي، الذي يقل تعداد سكانه عن 1 في المائة من سكان العالم، سوقاً مهمة بشكل خاص بالنسبة لشركات صناعة السيارات الفاخرة، على اعتبار أنه يولد الطلب على أغلى أنواع السيارات، التي تحقق أعلى الأرباح.
يقول فيليب روزنجارتن، وهو محلل لصناعة السيارات مقره فرانكفورت ويعمل لدى جلوبال إنسايت إنك، إن نحو 5 في المائة من السيارات التي يبلغ سعرها مائة ألف دولار فما فوق تباع في الشرق الأوسط، وتولد نحو 10 في المائة من الإيرادات. ويتوقع أن يرتفع الطلب في الشرق الأوسط على السيارات التي من هذا النوع إلى ما يزيد على 14 في المائة بحلول عام 2009، في حين أن من المرجح هبوط مبيعاتها العالمية بنسبة 9 في المائة.
ويقول ماكس واربيرتون، وهو محلل لدى يو بي إس أ جي، إن منطقة الشرق الأوسط حيوية بالنسبة لشركات صناعة السيارات، لمساعدتها على إطفاء المبالغ التي أنفقتها على تطوير السيارات الفاخرة من عام 1998 إلى عام 2004، التي تقدر بنحو 4.3 مليار يورو (5.3 مليار دولار).
وتقدر "بورشه" أهمية منطقة الشرق الأوسط، حيث إنها تضررت من هبوط مبيعات سيارتها كايين ذات الاستخدامات الرياضية في الولايات المتحدة. ويقول جورج ويلز، مدير العمليات الإقليمي لدى بورشه، إن سيارة كايين تشكل ما نسبته 75 في المائة من مبيعات بورشه في الخليج العربي. ويوجد معظم زبائن بورشه في الخليج في السعودية، الإمارات، والكويت.
وتتوقع بورشه أن ترتفع مبيعاتها في المنطقة، بالنسبة للسنة المنتهية في تموز (يوليو)، بما يزيد على الخمس، لتصل إلى 4.600 سيارة، أي نحو 5 في المائة من إجمالي المبيعات العالمية للشركة، التي تصنع أيضاً السيارات الرياضية من طراز بوكستر وبورشه 911. ويقول فولفجانج دويرهايمر، وهو عضو في مجلس إدارة بورشه: "تدلك هذه الأرقام على مدى أهمية وحيوية هذه السوق بالنسبة لنا."
ومن بين الأشخاص الذين يشترون السيارات الفخمة، هناك آل مكتوم، العائلة الحاكمة في دبي، وآل نهيان، العائلة الحاكمة في أبو ظبي، وكذلك محمد بن سليمان رجل الأعمال المعروف، الموجود في دبي، الذي تضم مجموعته سيارات فيراري ف 40، وف 50، وسيارة نادرة من طراز جاكوار إكس جيه 220. ولم تصنع جاكوار من هذا الطراز إلا 300 سيارة، تبدأ أسعارها من 413 ألف جنيه استرليني.
ويعمل كثير من الأشخاص المتحمسين للسيارات في الشرق الأوسط على مضاعفة أسعار سياراتهم، وذلك بإعطائها إلى شركات متخصصة في سوق القطع والإضافات لإدخال تعديلات عليها، حيث تثقب المحركات لزيادة قوتها، وتعزز قوة الهيكل، وتضاف اللمسات الشخصية الداخلية أو الإضافات الخارجية.
الجدير بالذكر أن ديملر كرايزلر و بي إم دبليو تمتلكان أقساماً خاصة لإدخال التعديلات والإضافات على سياراتهما.
وعلى سبيل المثال فإن سيارة بورشه كايين التي يمتلكها محمد بن سليمان، أدخلت عليها بعض التعديلات والإضافات من قبل شركة جيمبالا آوتوموبيلتيكنيك المحدودة، التي تتخصص في استخلاص المزيد من قوة الأداء من سيارات بورشه ذات المحركات القوية للغاية.
تتمتع كايين تيربو بمحرك قوة 450 حصاناً، وحين تنطلق من الصفر فإنها تبلغ سرعة 100 كيلومتر في الساعة خلال 5.6 ثانية. ولكن حين تنتهي منها شركة جيمبالا، الواقعة في مدينة ليونبيرج، تكون قد تحولت إلى ’وحش‘ يتمتع بمحرك قوة 750 حصاناً، ويستطيع بلوغ السرعة نفسها خلال 4.3 ثانية.
وفي حين أن السعر غير مهم في الشرق الأوسط، إلا أن أصحاب السيارات يتفاخرون فيما بينهم حول قوة السيارات بالحصان، أو حول أول شخص يمتلك طرازاً جديداً قبل غيره.
يقول موستين هيرد، رئيس مجلس نادي مالكي فيراري في الإمارات، إن خمسين شخصاً هناك دفعوا دفعات أولى لشراء سيارات فيراري من طراز ف430. ومن المتوقع أن يتم تسليمها خلال ما يزيد على سنتين.
يقول هيرد إن المشترين الذين لا طاقة لهم على الانتظار هذه المدة يدفعون مبلغاً إضافياً فوق السعر المعلن مقداره 50 ألف دولار إلى وكلاء خاصين، يشترون السيارات من بلدان أخرى ويقومون بشحنها إلى الخليج.
الجدير بالذكر أن الطلب على هذه السيارات لا يأتي كله من أهل الخليج. إذ تطلب الفنادق سيارات فاخرة لرعاية السياح، بعد أن ارتفعت معدلات إنفاق الزوار إلى المنطقة بنسبة 64 في المائة خلال خمس سنين لتصل إلى 129 مليار دولار، حسب إحصائيات مجلس السفر والسياحة العالمي. ويقول ويلز، من شركة بورشه، إن المبيعات ارتفعت كذلك بفضل المقيمين الأجانب الذين يتمتعون بنظام لا يفرض ضرائب على الدخل أو المبيعات.
وربما تكون الاختناقات المرورية في المنطقة أكبر غيمة تخيم على سماء شركات صناعة السيارات الفاخرة. على سبيل المثال فإن طريق الشيخ زايد ذا المسارب الثمانية غالباً ما يكون مزدحماً بحركة المرور صبحاً وظهراً وليلاً. كما أن طريق الكورنيش في الدوحة تملؤه سيارات البورشه والفيراري.
ويقول محمد بن سليمان: "إن مشكلة دبي الوحيدة في الوقت الراهن هي حركة المرور."