اقنع ولا يهمك ما يملك
<a href="mailto:[email protected]">salsuhamee@yahoo.com</a>
ليس كل إنسان مهيأ ليكون وفيا في زمن قل فيه الوفاء، ولا يستغرب أحدنا إن وجد من صديق صدودا، أو من قريب تجاهلا، فنحن نعيش في زمن المتناقضات، ربما سمع أحدنا لصديق يعرفه عن قرب كلمات تنم عن وفاء يتوسد به ويفاخر به لكنه في واقع الأمر فقاعات لا تنتمي للحقيقة بشيء وليس لها في قاموسه الحقيقي أي مكان، يذكر لي صديق كان إلى زمن قريب يعيش في الوسط الرياضي، استغرب هذا الصديق تنكر بعض أصدقاء الأمس له، لقد تناساه أحدهم بمجرد أن أصبح بعيدا عنهم، حتى الدعوة إلى الزواج التي عرف بها القاصي والداني كما يقول صديقي لم يحظ بها، وآخرون كما يقول غيّرهم لمعان المال وأصبحوا لا يتحدثون إلا بلغة كم تدفع لعدم قدرته على أن يكون مثلهم راكضا خلف كل مساهمة وكل مشروع تجاري فهو لا يملك من حطام الدنيا إلا روحا صادقة ووفاء قد ينعدم وجوده بين الآخرين، قال لي وهو يتألم أصحيح هذا الذي أرى وأشاهد أصدقاء الأمس، أصبحت نظرتهم مادية بحتة، قلت له لا تستغرب أي شيء في هذا الوقت فكل ما يخطر على بالك وما لا يخطر ستشاهده ماثلا أمامك، فلست وحدك الذي يعاني من جفاء أصدقاء الأمس بل غيرك تجرع مرارة ذلك، فلا تبتئس واعلم أن القناعة كنز لا يفنى، فاقنع بالصديق الصدوق ولا تنظر إلى ما يملك أو ماذا يمكن أن يقدم لك، فكر في نصيحة تتلقاها منه ترفع مقامك بها عند ربك، فكر في وفاء يصدر منه في موقف أنت بأشد الحاجة لمن يقف معك فيه، واعلم أن العزة في تمسكك بدينك، ورفعة الشأن بزيادة إيمانك يرتفع شأنك عند ربك، وتزداد مكانة عنده، وهذا الأمل المنتظر وكان راقيا يرقي بالقرآن ولا يزال حافظا لكتاب الله الكريم حتى الآن، ويقسم الذي اصطحبه في سفرة إلى مكة أنه سمع عليه القرآن كاملا ولم يخطئ في كلمة واحدة، وهذا الراقي تسبب في شفاء امرأة وبعد أن شفيت عملت له سحرا ما زال معه حتى الآن، وفعل المرأة التي قامت بعمل السحر عليه غريب جدا كيف تسيء للشخص الذي كان سببا في علاجها وهذا الفعل الذي قامت به هو من إنكار الجميل وعمل مشين ومحرم قبل أن يكون فيه نكران للجميل. يقول صلى الله عليه وسلم "من أتى كاهنا أو عرافا وصدق به كفر بما أنزل على محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم" وحديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم "من أتى كاهنا أو عرافا ولم يصدق به لم تقبل له صلاة أربعين يوما". والمحزن أن هذا الرجل يعيش معاناة كبيرة نتيجة لذلك الفعل المشين المحرم وأمثاله كثير لكن الاستغراب من رد الفعل الجميل والخير لمن عالج المرأة بأن تقوم بسحره لأسباب شخصية فهي ترغب منه الزواج منها وهو رفض فكان هذا الفعل الإجرامي منها وهو يعيش في تألم شديد وتصل به أحيانا الحالة إلى الألم الشديد حسبما قاله لي أحد الذين يقرأ ون عليه، فحسبنا الله الوكيل على من فعل به هذا الفعل الذي يعتبر كبيرة من كبائر الذنوب، ولأن الفعل بالفعل يذكر فإنني استمعت لأحد المصلين بعد الصلاة في مسجد الحي الذي أسكن فيه وهو يطلب من الناس أن يدعوا له لأن هناك من عمل له سحرا، فإلى الله المشتكي من هذه الأفعال الشريرة وجعل كيدهم في نحورهم إنه ولي ذلك والقادر عليه.