اندماج فولاذي يفتح الأسواق العالمية أمام الرساميل الروسية

أعتبر العديد من الخبراء الروس أن اندماج شركة Arcelor الأوروبية لصناعة الفولاذ مع شركة سفيرستال الروسية خطوة جديدة في زحف روسيا نحو الأسواق العالمية. وسيتم إنجاز المراحل الأساسية لاندماج الشركتين قبل نهاية تموز (يوليو) المقبل، بعد الحصول على موافقة اللجنة التجارية في الاتحاد الأوروبي وإدارة مكافحة الاحتكار الفيدرالية في روسيا. ويتوقع الخبراء أن يؤدي الاندماج إلى تشكيل احتكار عملاق لإنتاج المعادن، يبلغ حجم إنتاجه 70 مليون طن من الفولاذ سنويا، ما يشكل 22 في المائة من الفولاذ اللازم لصناعة السيارات، ويبلغ مبيعاته السنوية نحو 46 مليار دولار. وأعلن ألكسي مورداشوف رئيس مجلس إدارة شركة سفيرستال الروسية أن شركته قدمت 82 في المائة من أسهمها، وحصتها في شركة إنتاج المعادن الإيطالية Luccini لتحصل على 32 في المائة من أسهم الاحتكار الجديد، بينما سددت الشركة الأوروبية 1.25 مليار يورو لتكون حصتها 68 في المائة من أسهم الاحتكار الجديد الذى تم تقدير قيمة السهم فيه بنحو 44 دولارا. وسيساعد الاندماج شركة Arcelor على استعادة نفوذها في مواجهة منافسيها التقليديين شركة Mittal Steel التى تمثل رساميل بريطانية وهندية، والتي حاولت شراء Arcelor بنحو 25.8 مليار يورو، فيما يقدر رأسمال الشركة بنحو 27.7 مليار دولار. وبلغ حجم مبيعات الشركة 32.6 مليار يورو خلال العام الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن رأسمال شركة سفيرستال يقدر بنحو 6.5 مليار دولار، وبلغ حجم مبيعاتها 17.1 مليار يورو خلال عام 2005.
وأكد ألكسي مورداشوف أن شركة سفيرستال ستظل شركة روسية مسجلة في روسيا وتعمل وفق قوانينها، وستقوم بسداد الضرائب وفق القوانين الروسية، حيث احتفظت الشركة بنحو 25 في المائة من أسهمها خارج اتفاق الاندماج. وأضاف أن الاحتكار الجديد سيحافظ على تسمية الشركتين دون تغيير.
من جانبه، اعتبر جي دولي رئيس مجلس إدارة شركة Arcelor أن الشركة الجديدة ستكون قادرة على تسويق منتجاتها في كل أنحاء العالم، إلا أنها ستلتزم بمصالح المساهمين وبالشركاء الذين سيكسبون ثقة هؤلاء المساهمين.
وعقب الإعلان عن قرار الشركتين بالاندماج شهدت أسواق المال ارتفاعا في أسعار أسهم شركة سفيرستال بنسبة وصلت إلى 20 في المائة، بينما انخفضت أسعار أسهم شركة Arcelor بنسبة 4.5 في المائة.
وتعتبر شركة Arcelor ثاني أكبر احتكار في مجال صناعة الفولاذ، وتشكلت على أثر اندماج شركة Usinor وشركة Aceralia وشركة Arbed من لوكسمبورج.
ولقي اتفاق اندماج شركتي صناعة الفولاذ ترحيبا كبيرا في الأوساط السياسية الروسية، حيث أعتبر العديد من نواب البرلمان الروسي هذا الاتفاق مدخلا لاستعادة نفوذ روسيا في الأسواق العالمية. ولم ينف ألكسي مورداشوف رئيس مجلس إدارة شركة سفيرستال الروسية أنه حصل على مساندة الكرملين، بعد أن عرض الاتفاق على الرئيس بوتين خلال لقاء عقد منذ عدة أسابيع. كما اعتبر الخبراء الروس صفقة اندماج الشركتين من أضخم الصفقات التي تشهدها الأسواق الروسية، خاصة أنها لن تؤدي لاحتدام المنافسة في الأسواق الروسية باعتبار أن منتجات الشركة الأوروبية موجودة في السوق الروسية ولديها عملاؤها، إلا أن هذا الاندماج سيفتح الطريق أمام منتجات شركة سفيرستال إلى الأسواق الأوروبية.