الفجوة السوقية .. القوة الاقتصادية الصاعدة الجديدة

الفجوة السوقية .. القوة الاقتصادية الصاعدة الجديدة

يرجع التغير الكبير في هذا الوضع إلى كثرة المنتجات والخدمات، فاليوم تقدم مواقع الإنترنت المخصصة للبيع عددا هائلا غير محدود من السلع وتكون النتيجة هي تعدد الأذواق إلى درجة كبيرة غير مسبوقة ووجود الكثير من الفجوات السوقية، أي سلعة أو خدمة بمواصفات معينة يحتاج إليها السوق.

يحمل الكتاب عنوان الذيل الطويل، وهو المصطلح الذي أطلقه المؤلف على القوة الاقتصادية الصاعدة الجديدة وهي الفجوة السوقية. ففي الوقت الحالي يشهد الاقتصاد ظاهرة جديدة تتمثل في الانخفاض الحاد في تكلفة الوصول إلى العملاء وفي الوقت نفسه تشهد الأسواق تنوعا هائلا في الأذواق والصيحات السائدة.
فبعد قرن من الاهتمام بمجموعة من السلع القليلة التي تتصدر المبيعات ويصب عليها معظم الطلب في السوق، أتاحت اقتصاديات التوزيع الجديد للمستهلكين الفرصة لنقل اهتمامهم إلى العديد من المنتجات التي كانت في ذيل المبيعات مما سيصل بالسوق إلى حجم غير مسبوق. وبالتالي فإن مصطلح الذيل الطويل يعني القائمة الطويلة من المنتجات التي لا يتشابه أحدها مع الآخر كثيرا، والتي تتمتع جميعها بمستويات متشابة من الطلب عليها. فلا يوجد في الاقتصاد الطويل منتج يحظى بأغلب الطلب عليه.
فعلى أرفف المتاجر وفي مواقع الإنترنت التي تقوم ببيع السلع توجد تنويعات كبيرة من كل المنتجات ما يتيح مجالا واسعا للاختيار أمام المستهلك، مما قد يحيره ويجعله في حاجة إلى المساعدة للوصول إلى السلعة التي يريدها.
يعلن الكاتب كريس أندرسون في هذا الكتاب نهاية الثقافة الموحدة مؤكدا أن هذا أفضل. فمثلا الأمريكيون لم يعودوا يشاهدون برامج التلفاز نفسها مثلما اعتادوا. يرجع هذا إلى أنه حتى عهد قريب لم يتوافر سوى عدد قليل من البدائل التي تتنافس على كسب انتباه المشاهدين.
يرجع التغير الكبير في هذا الوضع إلى كثرة المنتجات والخدمات، فاليوم تقدم مواقع الإنترنت المخصصة للبيع عددا هائلا غير محدود من السلع وتكون النتيجة هي تعدد الأذواق إلى درجة كبيرة غير مسبوقة ووجود الكثير من الفجوات السوقية، أي سلعة أو خدمة بمواصفات معينة يحتاج إليها السوق.
تمثل هذه الفجوات السوقية فرصا رائعة مربحة لمن يحسن استغلالها. يقدم الكتاب تحليلا شاملا للموضوع ويقدم أمثلة من أشهر مواقع الإنترنت. يناقش الكتاب ما يمكن أن يحدث إذا ما اختفى الاختناق الموجود دائما بين العرض والطلب في ثقافتنا الاستهلاكية وبالتالي تصبح جميع السلع متاحة للجميع.
يرجع هذا إلى أن مواقع الإنترنت تتيح فرصة التسوق والشراء للملايين من مستخدمي الشبكة، وكذلك تتيح للشركات فرصة الوصول بمنتجاتها إلى مستهلكين من مختلف بقاع الأرض. تشير هذه الظاهرة إلى نشوء نظام اقتصادي جديد تماما يختلف عن كل النظم السابقة.
يستعرض الكتاب اقتصاديات الوفرة والتقدم الكبير في مجالات التوزيع والتصنيع والتسويق الذي أدى إلى تغيير جوهري فيما يمكن المتاجرة به عبر الحدود. ففي حين تميز اقتصاد القرن العشرين بأنه اقتصاد الصيحات والمنتجات المتشابهة؛ نجد أن القرن الحادي والعشرين يتميز بالاختلاف والتنوع الهائل في المنتجات.

الأكثر قراءة