استغلال الجنائز
كنت قد كتبت عن موضوع السرقات قبل سنوات في جريدة الرياضية في الصفحة الإسلامية سابقا إبان رئاسة تحرير الأستاذ صالح الحمادي مقالا تحدثت فيه عن هذا الفعل القبيح الذي يقع من فئة شاذة في المجتمع افتقدوا للوازع الديني ، فأصبحت السرقة طريقهم للحصول على المال ، لم يكن لهم شعار إلا شعار "اسرق اسرق" حتى تحقق ماتريد ، نهارهم ليل وليلهم نهار وقصصهم لايمكن حصرها، وجرائمهم تظهر في كل وقت وحين ، ما الذي تغير لدى بعض هؤلاء حتى أصبحوا على مفترق الطرق لا يمر يوم إلا واصطادوا فريسة جديدة وتتنوع سرقاتهم ويفضلون كثيرا أماكن الصلوات في المساجد، ولقد تألمت عندما سمعت ممن هو قريب مني يذكر أفعال هؤلاء المجرمين الذين لا يخافون الله حتى في جنائز الموت ، نعم في جنائز الموت ينظم بعض السارقين أنفسهم حتى يخرجوا بغنيمتهم ، يحدثني من كان ضحية لأمثال هؤلاء يقول كنت أشارك في جنازة أحد الجيران ، وكنت حزينا على فراقه ،وتسارعت خطواتنا ونحن ننتقل من المسجد الحرام وحتى المقبرة ،وماهي إلا لحظات ونحن بها ، فاستوقفني أحد المعارف وهو يشتكي من سرقة محفظته، فزاد حزني حزنا لفقدان هذا الأخ محفظته ، وخلال انهماكي في البحث والحديث معه فلم أشعر إلا ويدي تبحث عن محفظتي وللأسف فقدتها مع صديقي وأصبحت أعاني مثله وكان قلقنا ليس على المال إنما على البطاقات وما مصيرها وخرجت كئيبا أجمع أحزان ذلك اليوم المتنوعة، وكان أشد ألمي أن هؤلاء السارقين لم يراعوا حرمة بيت الله ولم يراعوا حرمة الميتين, وكل ذلك من أجل حفنة فلوس تدخل جوفهم بالحرام لا يعلمون أنها ستكون حسرة وندامة عليهم يوم القيامة، انتهى كلام صديقي، وقصة ذكرها أحد الدعاة أن بعض السارقين استعانوا بجيرانهم لمساعدتهم على حمل العفش والمكيفات لأن الجيران لا يعرف بعضهم بعضا, وشر البلية ما يضحك، وهذه مصيبة أخرى أن نجد من الجيران من لا يعرف جاره ولا يهتم بالسؤال عنه، ولا يتفقد أحواله وأقل شيء أن يتعرف على جيرانه ، وهو مقصر في هذا الجانب مهما تعددت مشارب مشاغله وهو أمر مزعج وينم عن البحث عن الوحدة بسبب مشاغل الحياة التي لا يعذر بها الإنسان مقابل الجزئية البسيطة، وأعود إلى الموضوع الأساسي وأود أن أقول إن من المؤلم أن هؤلاء السارقين لم يرتدعوا ولم ينتهوا عما يقومون به من جرائم متعددة ومستمرة بلا نهاية ، ونحمد الله أن بعض هؤلاء العاطلين المجرمين وقعوا في شر أعمالهم وأصبحوا في حوزة رجال الأمن في أماكن عدة، ونسأل الله أن يقي مجتمعنا شرهم وأن يجعل كيدهم في نحورهم ونسأل الله لنا وللجميع التوفيق إنه سميع مجيب الدعاء.