رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


لنستقبل العام الجديد بآمال جديدة

لنبحث في كافة السياسات والإجراءات, ولنتخطى الهفوات ونسعى إلى تحسين وجودة المخرجات. لنجعل عامنا القادم "عام المعلومات" ولكل ما حدث في كل الشؤون الحياتية نعد قواعد للبيانات. لِنُعد الثقة في كل ما نصدر من إحصاءات, ففي جعبة كافة الدوائر والمصالح إحصائيات لا يستفاد منها إلا إذا قرئت وحُللت لاستنباط القرائن والمؤشرات.

والآن وبعد أن جمعنا ما تفرق, وحصرنا ما تعدد, وتعلمنا مما وقع, وحصدنا من الحسنات ما نسأل الله أن يمحو بها السيئات, لا بد لنا الآن أن نراجع ما علينا القيام به في عامنا القادم. العام الذي سيكون فيه العمل كثير, وحافلا بالأحداث التي قد يكون منها المتوقع والمفاجئ وقد يكون منها المثير. بالعزيمة والإيمان, علينا أن نشمر عن السواعد, لنقدم ما يفخر به كل مواطن ويشيد به كل وافد, لصنع مستقبل زاهر وواعد. علينا أن نسأل أنفسنا من أين نبدأ؟ وإلى أين نسير؟ ثم كيف تكون البداية والنهاية؟
نحن في بيئة تستحق أن تكون نقية في هوائها وطبيعتها, كما أن تكون خالية من العشوائية، فلنبدا بالتخطيط في كل الأمور, ولنسعَ للجودة الشاملة بكل اتزان, مع المثابرة في التقييم للتطوير حسب الأصول والمعايير. ليكن التنسيق بين بعضنا لتكامل الأداء, وليكن التركيز على الأولويات. لنحاول نبذ الضبابية وتبني مبدأ الشفافية, فلا مكان للتضارب والازدواجية لأن المصلحة للكل والكل له مصلحة واحدة.
في مجتمعنا الفتيْ طُموحٌ وإقدام اختلط بعنف وفكرٍ هدام, فلا بد من رفض العدائية وصد ما يزعزع ما اتفق عليه العلماء واجتمع عليه الناس, لن يكون فينا من يسمح بشق الصفوف, ولن يسمع لمزاعم من نأى وتوارى في الكهوف. إعلامنا لا بد أن يوجه لإبادة الفكر المنحرف ونشر الفضيلة, كما يجب عليه تأصيل الثوابت وتسليط الضوء على توصيات الحوارات وتفعيلها. هناك أراض يمكن للإعلام استصلاحها, وفي الفضاء بيئة تنشد محاكاتها بأسلوب مصبوغ بفكر سامٍ وثقافة راقية. لا بد من وضع استراتيجية لإدارة النهضة التنموية, ففقراؤنا ينتظرون دعمنا, والمعوقون يتطلعون لرفع معاناتهم, والأطفال يحتاجون إلى اهتمامنا, والشيوخ يتوقعون عدم إهمالهم, أما النساء فقد أوصانا نبي الأمة، صلى الله عليه وسلم، بالرفق بهن. وعلينا ألا نكرر الأخطاء, فمطالبنا للتنمية ملحة وعاجلة, ولكل أعمالنا شاملة, ونريدها أن تكون دائمة وفاعلة.
نملك اقتصادا قويا بركائزه الصلبة وخططه الطموحة, إلا أنه يتطلب جهودا حثيثة ووقفة صادقة وأمينة لضمان استدامته على أسس وقواعد راسية، فهناك أنظمة ولوائح في انتظار كتابتها, ومشاريع تحتاج في تنفيذها إلى متابعة وإتقان. مسابقة "البقاء للأصلح" أصبحت تنافسا شريفا, فالإسراع في التخصيص أصبح واقعا, والصناعات تحتاج إلى إعادة رسم استراتيجية, فمنها ما يجب أن يطور, ومنها ما يجب أن يحور, ومنها ما يجب أن يقنن ويتقن, ومنها ما يتطلب دراسة أعمق لجدوى إنتاجية ومستقبل بفاعلية. الاستثمار سيكون أقوى بتنويعه وبالإفادة من كافة الخبرات المحلية القادرة على قيادته سيكون أكثر ديمومة.
على الأرفف أبحاث ودراسات تستحق القراءة والتأمل, والإفادة منها للحاضر والمستقبل. ولنا في خطى الدول المتقدمة والمماثلة أسوة حسنة, حيث يتم التركيز على مستوى المهارة والجدية, وإتمام دراسات أكثر عمقا وشمولية. علينا تقدير الكفاءات ونبذ المحبطات, وأن نعتمد المعايير في التقييم وإصدار القرارات. لا بد من البحث عن المتميزين وأصحاب الشهادات والمتخصصين, ومن أثبتوا رفعة شأنهم بما قدموا وحققوا من إنجازات. هناك مؤسسات تحتاج إلى قيادات مؤهلة ومتمكنة, كما أن هناك قيادات في المؤسسات تحتاج إلى إعادة تأهيل لتتمكن من مواكبة كل جديد.
لنبحث في كافة السياسات والإجراءات, ولنتخطى الهفوات ونسعى إلى تحسين وجودة المخرجات. لنجعل عامنا القادم "عام المعلومات" ولكل ما حدث في كل الشؤون الحياتية نعد قواعد للبيانات. لِنُعد الثقة في كل ما نصدر من إحصاءات, ففي جعبة كافة الدوائر والمصالح إحصائيات لا يستفاد منها إلا إذا قرئت وحللت لاستنباط القرائن والمؤشرات. نحتاج إلى تبني القيام بالدراسات والتمحيص فيما وقع من أحداث وأُقيم من مناسبات. وبشيء من التنظيم وقليل من الاحترازات يمكن أن نستعد لمواجهة المفاجآت كوارث كانت أم أزمات.
لتكن التقنية أدواتنا ولتكن الأتمتة مشاريعنا فالحكومة الإلكترونية هدف لنا ويجب أن نحقق هذا الهدف, فبها سيكون التخطيط أشمل والتنفيذ أكمل والنهاية أجمل وأفضل. كلنا آمال في إصلاح إداري إلا أنه يجب أن يكون نابعا من الذات, يقوده ذوو البصيرة من النوابغ والمتميزين ويمارسه الخبراء والمتمرسين وينشره المخلصون من ذوي الأقلام والمفوهين. لا بد من التواصل مع الآخرين مقيمين كانوا أم زواراً, صغارا كانوا أم كبارا, ولاعيب في أن نتعلم من هذا أسلوبا أو نقتبس من ذاك طريقة, أو نستشير أحدا في منهاج.
إن التعليم والازدهار وجهان لعملة واحدة, فلا بد من مراجعة متأنية لمناهجنا بغية بناء أجيال المستقبل, كما لا بد من الأخذ بأيدي مدرسينا فهم الذين يرسمون مستقبل أجيالنا. ومن الجامعات ينبع الازدهار ففيها جهابذة وأباطرة, في أنْحِية العلم عباقرة, نتوسم فيهم أن يكونوا أدلاَء لأفضل نهجْ, لأنهم، بمشيئة الله، قادرون على معالجة ما كان قد اعوجْ. نحتاج إلى ممارسة "التساؤل بتفاؤل" مع الحرص منا على تحقيق التطور دون تخاذل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي