تناول التمور في الطابور

تناول التمور في الطابور

نشرت جريدة "الشرق الأوسط" الأسبوع الماضي دراسة بحثية ميدانية للباحثة الدكتورة أميرة بنت محمد الأمير الطبيبة السعودية في الوحدة الصحية للبنات في محافظة الأحساء، حول تناول الطالبات التمر في الطابور الصباحي وأنه أدى إلى ارتفاع نسبة الهيموجلوبين في دم 64 في المائة لدى الطالبات اللاتي تناولن التمر لمدة ثلاثة شهور وأن 65 في المائة منهن يرغبن في استمرار التجربة، وشجعت الباحثة المقاصف المدرسية على ترويج منتجات التمر بين الطالبات بأسعار معقولة وضرورة تشجيع المنتجات الوطنية للنهوض بصناعة التمر وذلك بتطوير إنتاجها لتنافس المنتجات العالمية، وعلى الرغم من إدراك كاتب هذه السطور أن مثل هذه البحوث ليست وليدة الصدفة، وأنها لم تأت بجديد حيث قد يقول قائل من المعروف للعامة قبل الخاصة منافع التمر وفائدته المباشرة للجسم، فالتمر يلقب بسيد الأغذية ومنجم المعادن والفيتامينات فهو غذاء كامل لاحتوائه على سكريات سريعة الامتصاص تذهب رأساً للدم وللخلايا الجسمية لتمنحها الطاقة والحرارة والنشاط ولا يحتاج امتصاصها إلى عمليات هضمية معقدة كما في المواد النشوية والدهنية، وهو مصدر وقود للجسم ويساعد على غسل الكلى وتنظيف الكبد ويحتوي على الفسفور بنسبة عالية ولهذا يُعد منشطاً للقوى الفكرية، ولو لم يكن في التمر من فائدة سوى احتوائه على المغنسيوم لكفاه سبباً يضعه في مقدمة الأغذية، لكن إبراز مثل هذه المواضيع يعد أحد أهم أدوار الإعلام الذي قامت به مشكورة جريد "الشرق الأوسط" وأسهمت بدورها في التعريف بأحد الأدوار الرئيسة للقطاع الزراعي وهو توفير الغذاء الآمن إلى جانب أدواره الأخرى سواء اقتصادية أو اجتماعية، وما يميز هذه البلاد أن المنتجات الزراعية التي تتميز في إنتاجها سواء كانت نباتية أو حيوانية أو أسماكا تأتي في مقدمة الأغذية التي لها فوائد صحية مباشرة على الجسم، إلا أن النمط الغذائي للمجتمع له دور أساسي في تحديد كيفية الاستفادة صحيا من تلك المنتجات، ومن هنا يأتي دور القيادات على اختلاف مستوياتها في مجتمعنا الكبير وعلى وجه الخصوص التي لها ارتباط مباشر بطلبة المدارس سواء الآباء أو المعلمون والمعلمات، ومن الملاحظ أن هناك مبادرات فردية تتم في بعض المدارس سواء الحكومية أو الأهلية في مناطق المملكة المختلفة البعض يخدمها الحظ وترى النور عبر وسائل الإعلام فيما الأخرى تبقى في المحيط الخاص بها وهذا لا يقلل من تلك الجهود المميزة، وقيام مثل هذه الباحثة بهذا الدور يتطلب من الشركات المتخصصة في مجال إنتاج التمور تبني مثل هذه البحوث والمساهمة في التعريف بفوائد هذا المنتج بطريقة مشوقة خاصة للأطفال والتعاون مع المدارس النشطة مما سينعكس أثره إيجابيا على تسويق منتجات تلك الشركات. كما أن الأمر يتطلب من القائمين على المدارس تشجيع المعلمين والمعلمات وتحفيز الطلبة لخلق نوع من الديمومة والاستمرار لمثل هذه الأنشطة اللامنهجية، والقيام بهذه الأعمال جهود فردية وتعتمد على نشاط الباحثين أو المعلمين في قطاع التعليم فالمطلوب تبني وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة مثل وزارة الصحة، والزراعة، والقطاع الخاص مثل هذه الجهود لخلق تثقيف غذائي صحي يبدأ في مراحل رياض الأطفال، وتتحقق معه الديمومة ويكون مصاحبا مع النشء مما سيكون له الأثر الإيجابي على الأسرة في المنزل، وبالتالي على المجتمع بأسره.

<a href="[email protected]">[email protected]</a>

الأكثر قراءة