مدينة الملك عبد الله.. لماذا الاستعجال في الطرح؟
أختلف كثيرا مع أستاذي الدكتور عبد الرحمن الزامل في كثير من مجريات أمور "البزنس" فمع إقراري وبعض الزملاء بأستاذية الزامل ووطنيته التي لا غبار عليها وحبه الجم للمصلحة العامة إلا أنه يشرق أحيانا فيما نغرب فيه وشتان بين مشرق ومغرب ومع نجاحه التام في حقل الأعمال والإدارة إلا أن تأثره الكبير بالسنوات التي قضاها موظفا حكومية داخل أجهزة بيروقراطية وظني وبعض ذلك إثم أنه يرى معظم الحلول هي في يد الهيئات والإدارات الحكومية – واتفاقي معه هذه المرة مع شدة الاختلاف يأتي في دعوته لتأخير طرح اكتتاب مدينة الملك عبد الله في السوق والتي سانده فيها كثير وعلى رأسهم سعادة الشيخ عبد الرحمن الجريسي رئيس الغرفة التجارية في الرياض حتى يشتد عودها ويقوم أودها ويتجاوز السوق أزمته الحالية، والحقيقة أننا لا ندرك سبب السرعة العجيبة التي سيتم فيها طرح أسهم شركة ما زالت في مرحلة التأسيس والتي يستغرق إنشاء البنية التحتية لها وكذلك إقامة صروحها المعمارية التي شاهدنا نماذج لها سنوات طويلة سيتعرض خلالها السهم عند طرحه الآن لكثير من الشد والجذب والرجم بالغيب فيما يتعلق بتحديد قيمته الحقيقية والواقعية إذ إن العرف السائد أن أعمال الإنشاءات العملاقة تتطلب الكثير من الوقت والتخطيط والتنسيق مع بعض الجهات الحكومية، كما أن اعتماد المؤسسين وهم قلة من المحظوظين على جلب الأموال من السوق واستخدامها في الإنشاءات والصبر الطويل للمساهمين حتى تحقيق عائد سيكون طويلا وعليه فإن الجميع يتمنى عدم التسرع في طرح أسهم مدينة الملك عبد الله في الوقت الحاضر وإعطاء المؤسسين الوقت الكافي لتدبير أمورهم المالية دون الاعتماد على المساهمين الذين عليهم الانتظار سنوات لتحقيق عوائد مجزية لاستثمارهم، وقد أشار دينمو شركة إعمار الأستاذ محمد العبار إلى أن السوق السعوية لديها سيولة ضخمة وأن الإحصائيات الحديثة أثبتت أن سوق الأسهم السعودية تحتوي على سيولة مالية ضخمة وأن الاكتتابات الأخيرة التي طرحت في السوق تمت تغطيتها بأضعاف القيمة المطلوبة مما يكشف حسب قوله عن السيولة المالية العالية التي من الممكن أن يضخها السعوديون في اكتتاب الشركة "انتهى تصريحه في جريدة الرياض الصفحة الاقتصادية في 13/4/1427هـ" وكأن الهدف هو المشاركة في هذه الكيكة، كما أنني آمل أن تعتمد الهيئة مثل هذا الأسلوب في عدم التسرع في طرح أسهم الشركات المبتدئة في السوق حتى تتضح الصورة النهائية لمنتج هذه الشركة وأسواقه وإدارته وليس موضوع تأسيس شركة ابن رشد مع ضخامة رأسمالها عنا ببعيد، حيث مازالت هذه الشركة ورأسمالها يفوق خمسة مليارات تعاني لعدة سنوات من أخطاء جوهرية في اختيار التقنية وكذلك اللقيم والمواد الأساسية مما عرضها لكثير من المشاكل الفنية والتي مازالت تعاني منها طيلة هذه السنوات وقد أحسنت "سابك" في عدم جلب هذه الشركة للسوق حتى يتم إصلاح أوضاعها الفنية ولو تم تداول أسهم هذه الشركة في السوق مع مشاكلها الفنية والإنتاجية لحلقت أسعار أسهمها في العلالي ولأصبحت بيشة أخرى، إنني أطالب الهيئة بالتريث في طرح الشركات الجديدة في سوقنا الحالية مع حاجتنا إلى ذلك حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود وحتى تقف هذه الشركات على أرجلها ماثلة للعيان، كما أنني آمل أن تقوم الهيئة بدراسة علاوات الإصدار المبالغ فيها لبعض الشركات التي تنوي الدخول إلى السوق، حيث إن تأشيرة الدخول تحمل في أعبائها سعرا يجب على هؤلاء دفعه حتى يستفيدو من تعظيم قيمة أسهمهم، حيث ستعوض عليهم السوق خفض نسبة علاوة الإصدار، كما أن من المناسب أيضا دراسة وضع علاوة الإصدار وعدم المبالغ فيها للشركات التي تنوي زيادة رأسمالها حتى لا يصاب المساهم مرتين، واحدة بخسارة طيلة السنوات الماضية والأخرى بتذبذب سعر سهم الشركة التي سيسدد زيادة رأسمالها خاصة ونحن نراقب هذه الأيام سعر إصدارات أولوية الاكتتاب لشركة طيبة وعلاوة الإصدار وكذلك سعرها السوقي في الوقت الحاضر ومعذرة لاستعارة عنوان حلقات تاريخية للمرحوم حسن الكرمي في برنامج - قول على قول.
والله الموفق
تواصل
وردتني هذه الرسالة ورسائل أخرى هاتفية وخطية وأقدر للإخوان الذين تابعوا ما ينشر مشاعرهم الصادقة.
عزيزي الدكتور ـ أبو فهد أعجبني مقالك وأسعدتني تلك العبارات الجميلة والصورة التي رسمتها لسوق الأسهم في الأسابيع الماضية وأعتب عليك وعلى أمثالك من الكتاب المشهود لهم بالنزاهة وعدم المحاباة وقول الحق المجاملة في الثناء على هيئة سوق المال وأنت تعرف الحال الذي وصلت إليه سوق الأسهم والدور الكبير للهيئة ومسؤوليها الذي أوصلها إلى هذا الحال.
أخوك عمر سليمان العمر – أخي عمر – أشكرك على إطرائك وثنائك والحقيقة إن ما أذكره عن هيئة سوق المال يأتي من معرفتي بهذه الهيئة وكذلك رئيسها السابق الذي عرفته منذ أكثر من 20 عاما كان محلا لحسن الإدارة والكفاءة المهنية والعلمية والإلمام الكافي بالدور التنموي الذي لعبه صندوق التنمية الصناعية وكذلك من خلال عمله لسنوات عديدة وكيلا لمحافظ مؤسسة النقد – وها هو يترجل اليوم بأمر سام بعد أن أسهم في وضع الهياكل الرئيسية للهيئة وتحديد مسؤولياتها الرقابية والتنظيمية والإدارية وهو إنجاز كبير في وقت قصير – ويأتي خلفه معالي الدكتور عبد الرحمن التويجري من المدرسة الاقتصادية نفسها مشفوعة بخبرة دولية في البنك الدولي والمجلس الاقتصادي الأعلى وهو كفاءة نعتز بها ونتمنى لها التوفيق، والسوق تحتاج إلى دعم معنوي ونفسي وعملي بعد أن أصبح ثمن هذا التغيير مبلغ تريليون ونصف ريال سعودي.
والله الموفق