اليوم.. استئناف مفاوضات التجارة الحرة بين الإمارات وأمريكا
تستأنف اليوم في أبو ظبي المحادثات الخاصة بتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الإمارات والولايات المتحدة وتستمر ثلاثة أيام. وستتركز المباحثات على قضايا تم التطرق إليها في جولة المحادثات السابقة التي لم تحسم بعد، خاصة في مجال الاستثمارات والخدمات المرتبطة بها.
وعلمت "الاقتصادية" أن هناك العديد من القضايا الشائكة والحساسة لم تحسم، وتتعلق باستثناء الموارد الطبيعية من الاتفاقية، قواعد المنشأ، المنسوجات والملابس، المشتريات الحكومية، الملكية الفكرية، الاتصالات، الاستثمار، فض المنازعات، والخدمات. ويطالب الجانب الأمريكي بزيادة نسبة التملك لمواطنيه في الإمارات إلى 100 في المائة، وفتح كافة القطاعات بما فيها قطاع النفط والطاقة.
وأنهت بعض الفرق مفاوضاتها بشكل مبدئي مثل فرق الزراعة، البيئة، المواصفات والمقاييس، والجمارك، علما بأن إجراءات التصديق على الاتفاقية من قبل الكونجرس الأمريكي بعد إنهاء المفاوضات مرهون بتعديل قانون العمل في الإمارات واعتماد القرار الوزاري المقترح بشأن التنظيمات العمالية.
وأكدت لـ "الاقتصادية" مصادر مطلعة أن فريق النفاذ إلى الأسواق انتهى من مناقشة معظم البنود الخاصة به في الاتفاقية وتمت إحالة بقية النصوص للفريق القانوني، وتجري حاليا مناقشة العروض النهائية للسلع الغذائية والصناعية.
وأبان الدكتور محمد خلفان بن خرباش وزير الدولة للشؤون المالية والصناعية رئيس المجلس التفاوضي للإمارات أن جولة المباحثات التي ستعقد اليوم تم الاتفاق عليها أثناء زيارة لبنى القاسمي وزيرة الاقتصاد إلى واشنطن في آذار(مارس ) الماضي .
وأكد بن خرباش أن المفاوضات مع الجانب الأمريكي وصلت إلى مراحل متقدمة تبعا للمناقشات التي تمت بين الطرفين في الجولات الأربع السابقة، حيث ناقشت فرق الجانبين نصوص الاتفاقية وملاحقها، وتبادل المعلومات حول القوانين والبيئة الاستثمارية والتجارية في كل دولة.
وشدد الوزير الإماراتي على أن الجانبين الإماراتي والأمريكي يحرصان على دفع مسيرة المفاوضات نحو التوصل إلى اتفاق يخدم مصلحة البلدين، موضحا أن الإمارات ستعمل على توفير كافة السبل لإنجاح هذه المباحثات التي ستتركز على استكمال المواضيع الرئيسية وفقا لما وصلت إليه الجولة الرابعة من المفاوضات. وأكد بيان أصدرته السفارة الأمريكية في أبو ظبي أن الولايات المتحدة تأمل الاستمرار في البناء على التقدم الكبير الذي أحرزه الطرفان خلال الجولات السابقة، وأن هناك خططا للاستمرار في المفاوضات والمناقشات الجادة خلال الأشهر العديدة المقبلة من أجل التوصل إلى اتفاق.
وأكدت مصادر ذات صلة أن المباحثات الحالية ستركز بصورة أساسية على موضوع الاستثمار الذي سيشكل محورا مفصليا في قياس مستوى النجاح الذي ستحققه الجولة الجديدة من عدمه.
وأوردت هذه المصادر أن الجانب الأمريكي يطالب بفتح كافة القطاعات بما فيها قطاع النفط والغاز أمام الاستثمارات الأمريكية، وهو القطاع الذي يشكل حساسية بالغة لدى الجانب الإماراتي باعتبار أن القطاع يشكل أحد أهم مصادر الدخل للدولة.
وذكرت المصادر أنه إذا توصل الجانبان إلى اتفاق عاجل حول موضوع الاستثمار - وهو أمر مستبعد، فإن الطريق أمام توقيع اتفاقية للتجارة الحرة بين البلدين سيكون ممهداً وربما يتم في وقت قريب.
يذكر أن أزمة صفقة موانئ دبي للاستحواذ على بعض الموانئ الأمريكية التي اعترض عليها مشرعون أمريكيون ألقت بظلالها على مفاوضات التجارة الحرة بين الإمارات وأمريكا، وسط تحذيرات من الانعكاس السلبي للازمة على تدفق الاستثمارات إلى الولايات المتحدة.
وتقدر استثمارات القطاعين الخاص والعام في المنطقة في أصول أمريكية بمئات المليارات من الدولارات، وهي مصدر يعتمد عليه بشكل متزايد في تمويل العجز في المعاملات الجارية في الولايات المتحدة.
وأكد رجال أعمال أمريكيون أن الجدل بشأن صفقة شركة موانئ دبي العالمية اضطر المستثمرين العرب إلى إعادة تقييم خطر الاستثمار في الولايات المتحدة، وأنه ينبغي على واشنطن الحيلولة دون أن تؤدي هذه الخلافات إلى إهدار صفقات مستقبلية. وحذر مجلس الأعمال الأمريكي في أبو ظبي من أن تحديد تداعيات العاصفة السياسية التي اضطرت شركة موانئ دبي للتخلي عن إدارة ستة موانئ أمريكية كبرى هذا العام يحتاج إلى سنوات. وأرسل المجلس وفدا لاستمالة أعضاء الكونجرس الأمريكي الذين عارض بعضهم صفقة موانئ دبي لضمان موافقة سلسة من الجهات الرقابية على صفقات تملك أخرى مثل شراء شركة أخرى من دبي شركة دونكاسترز الهندسية البريطانية.