رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


تحية وتقدير للمدرسة 317

يُعد الدور الرئيس للقطاع الزراعي هو توفير الغذاء الآمن إلى جانب أدواره الأخرى سواء اقتصادية أو اجتماعية، وما يميز هذه البلاد أن المنتجات الزراعية والتي تتميز في إنتاجها سواء نباتية أو حيوانية أو أسماك تأتي في مقدمة الأغذية التي لها فوائد صحية مباشرة على الجسم إلا أن النمط الغذائي للمجتمع له دور أساسي في تحديد كيفية الاستفادة صحيا من تلك المنتجات، ومن هنا يأتي دور القيادات على اختلاف مستوياتها في مجتمعنا الكبير وعلى وجه الخصوص التي لها ارتباط مباشر مع الأطفال سواء الآباء أو المعلمين والمعلمات، ومن الملاحظ أن هناك مبادرات فردية تتم في بعض المدارس سواء الحكومية أو الأهلية في مناطق المملكة المختلفة البعض يخدمها الحظ وترى النور عبر وسائل الإعلام فيما الأخرى تبقى في المحيط الخاص بها وهذا لا يقلل من تلك الجهود المميزة، والذي دعاني لكتابة هذا الموضوع المبادرة التي نشرتها جريدة الرياض التي أقامتها مشكورة المدرسة 317 الابتدائية للبنات في الرياض وهي عبارة عن برنامج التمر والحليب ضمن الأنشطة اللامنهجية للمدرسة واستمرت في مراقبة نتائجه عدة أشهر مما حقق له الواقعية، ويميز هذا البرنامج عدة جوانب من أهمها اختيار مُنتجين من أهم المنتجات الغذائية التي حققت المملكة فيهما ميزة نسبية ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى الخارجي، وكذلك فائدتهما المباشرة للجسم فالتمر يلقب بسيد الأغذية ومنجم المعادن والفيتامينات فهو غذاء كامل لاحتوائه على سكريات سريعة الامتصاص تذهب رأساً للدم وللخلايا الجسمية لتمنحها الطاقة والحرارة والنشاط ولا يحتاج امتصاصها إلى عمليات هضمية معقدة كما في المواد النشوية والدهنية، وهو مصدر وقود للجسم ويساعد على غسل الكلى وتنظيف الكبد ويحتوي على الفوسفور بنسبة عالية ولهذا يُعد منشطاً للقوى الفكرية، ولو لم يكن في التمر من فائدة سوى احتوائه على المغنسيوم لكفاه سبباً يضعه في مقدمة الأغذية. أما الحليب فهو أيضاً يُعد غذاءً كاملاً يحتوي على مركبات وفيتامينات ضرورية مثل البروتين، والكالسيوم، والفوسفور، وفيتامين أ، وفيتامين ب، وفيتامين ج. وتعادل القيمة الغذائية للِّتر الواحد من الحليب 400 جرام من اللحم البقري، أو تسع بيضات، أو 800 جرام من السمك، أو 400 جرام من لحم الدجاج، كما أن نسبة قابلية الحليب للهضم عالية جداً إذا ما قورن بالأغذية الحيوانية والنباتية الأخرى حيث ما يهضم منه 98– 99 في المائة. وقيام مثل هذه المدرسة بهذا الدور يتطلب من الشركات المتخصصة في مجال إنتاج التمور والحليب مطالبة تبني مثل هذه البرامج بالإنتاج والمساهمة في التعريف بفوائد هذين المنتجين بطريقة مشوقة خاصة للأطفال والتعاون مع المدارس النشطة مما سينعكس إيجابيا على تسويق منتجات تلك الشركات وهي المستفيدة في نهاية المطاف إذا كُتب للبرنامج النجاح. ولعلي هنا أسجل احترامي وتقديري لمديرة المدرسة الأستاذة خيرية القحطاني وزميلاتها المعلمات, فهل ننتظر مبادرة شركات زراعية متخصصة تتبنى مثل هذا البرنامج؟، وهل ننتظر مبادرة مدارس أخرى تفتح المجال لبرامج غذائية أخرى؟ فلننتظر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي