أمريكا: موسم قيادة السيارات يضع أسعار الوقود في صدارة النقاش
مع أن موسم قيادة السيارات في الولايات المتحدة لا يزال على بعد شهرين، إلا أن أسعار الوقود عادت لتحتل صدارة النقاش. فخلال الشهر الماضي وحده زاد سعر الجالون 36 سنتا، وآخر الأرقام المتاحة توضح أن متوسط سعر الجالون بلغ 2.92 دولار، وأنه من المتوقع أن يرتفع إلى 3.50 دولار أو أربعة دولارات خلال فصل الصيف. ومع أن فترة بداية الربيع تعتبر تهيئة لموسم قيادة السيارات ومن ثم ارتفاع أسعار الوقود، إلا أن النسبة التي تزيد بها الأسعار تبدو عصية على التفسير. ويتوقع المراقبون أن تستمر هذه المعدلات المرتفعة في المستقبل المنظور على الأقل.
لكن هذا الارتفاع كان له تأثير محدود على عادات قيادة السيارات لدى المستهلكين، وأهم من ذلك أنه لم يسهم حتى الآن في تقليل استخدام الوقود. ويرى بعض المحللين الاقتصاديين أنه يجب حدوث ارتفاع في أسعار الوقود بنسبة 20 في المائة ليحدث خفض في الاستهلاك بنسبة 1 في المائة. وعند انفجار أزمة الطاقة الأولى في عقد السبعينيات كان يكفي حدوث ارتفاع بنسبة 10 في المائة في أسعار الوقود لتحقيق النتيجة نفسها.
ويضيف هؤلاء أنه بصورة عامة فإن الوضع المالي الأفضل الذي يعيشه معظم الناس في الوقت الحالي مكّنهم من شراء منازل في مناطق بعيدة، وبالتالي أصبح عليه اللجوء إلى السيارات للانتقال متحملين أسعار الوقود المرتفعة.
لكن رغم ذلك فإن هناك حملات منظمة تتهم شركات النفط بالتلاعب في الأسعار ورفعها لتحقيق أرباح أعلى، لكن جون فيلمي من معهد البترول الأمريكي يرجع السبب إلى ذيول أعصار كاترينا، حيث تعطلت مرافق إنتاجية عديدة في منطقة خليج المكسيك، وكذلك إلى الإجراءات الجديدة الخاصة بإزالة ميثال الأثير الثلاثي من الوقود والتحول إلى الإيثانول، وهو أغلى سعرا ويكلف 2.50 دولار للجالون بينما يغطي 70 في المائة فقط من قيمة البنزين.
وهناك من يرى أن التركيز على منظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك) لزيادة إمداداتها للسوق لا يعكس الواقع، إذ إن الشح الذي تعانيه السوق يتركز في قطاع المشتقات المكررة، وليس في النفط الخام. ولهذا أصبحت أسعار المشتقات هي التي تقود السوق، وليس العكس. فقبل عام كانت المصافي الأمريكية تعمل بنسبة 92.3 في المائة من طاقتها التشغيلية، لكنها في الوقت الحالي فإنها تعمل بنسبة 87 في المائة فقط.
ويعتبر البنزين منتجا رئيسيا لاستخدامه بواسطة السيارات، الشاحنات، القوارب، سيارات النزهة، ووسائل المواصلات العامة، وهو يمثل نحو 17 في المائة بالنسبة لاستخدامات الطاقة المستهلكة في الولايات المتحدة. ومع أنه يتم إنتاج البنزين طوال العام، إلا أن موسم الصيف تحديدا يتميز بزيادة الاستهلاك. وبعد عمليات التكرير في المصافي يتم نقل البنزين عبر شبكة نقل من خطوط الأنابيب إلى 168987 محطة لتزويد المستهلكين بالوقود.
وهناك ثلاثة أنواع أو درجات للوقود الذي يستخدمه المستهلكون: العادي، المتوسط، والسوبر، ويتم التمييز بين هذه الأنواع عبر الأوكتين، كما أن الأسعار تتغير بتغير الأوكتين ولو أن الفرق في السعر بين الأوكتينات الثلاثة يظل ثابتا رغم ارتفاع الأسعار أو انخفاضها. ويشمل السعر عدة عناصر، ففي العام الماضي مثلا بلغ متوسط تكلفة النفط الخام 47 في المائة من قيمة الجالون، وحصل التكرير وهامش ربح المصافي على 18 في المائة، وذهبت 23 في المائة لصالح ضرائب ولائية وفيدرالية، بينما كان نصيب التوزيع 12 في المائة.