أسعار النفط تهيمن على محادثات النعيمي وبودمان

أسعار النفط تهيمن على محادثات النعيمي وبودمان

يزور المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية واشنطن الأسبوع المقبل، حيث سيناقش مع سام بودمان وزير الطاقة الأمريكي وغيره من المسؤولين في الوزارة الأسعار العالمية للنفط.
وفي العام الماضي كشف مسؤولون سعوديون النقاب عن خطة تكلف 50
مليار دولار للتوسع في إنتاج النفط ومازال يتملكهم الضيق من تعهد
الرئيس الأمريكي جورج بوش في كانون الثاني (يناير) بخفض الواردات الأمريكية من الشرق الأوسط.
وقال ديفيد جولدوين مستشار الطاقة والمسؤول الحكومي السابق "بكل تأكيد ينبغي على بودمان تقديم بعض الإيضاحات مثل لماذا تريد الولايات المتحدة أن تزيد السعودية إنتاجها في الوقت الذي تخطت أمريكا للاستغناء عن 75 في المائة من النفط المستورد؟".
وأوضح مسؤول في الصناعة أن الأمير تركي الفيصل سفير المملكة الجديد لدى واشنطن الذي كان يستمع لكلمة حالة الاتحاد بين الضيوف في الكونجرس لم يكن لديه أدنى فكرة عما سيقوله بوش إذ أضاف المستشارون السياسيون في البيت الأبيض التصريحات الخاصة بخفض الواردات قبل ساعات من إلقاء بوش خطابه.
وبعد أيام وفي مؤتمر للصناعة في هيوستون قلل النعيمي من أهمية
تصريحات بوش وقالت مصادر في المملكة إنه إجراء سياسي.
وذكر نواف عبيد المستشار الأمني "إنه مجرد إجراء
سياسي ليس أكثر. لا يعني الكثير".
وذكر مسؤولون أمريكيون أن تقليص الاعتماد على نفط الشرق الأوسط يعني إتاحة إمدادات سعودية أكبر لدول أخرى.
وقالت كارين هاربرت مساعدة وزير الطاقة لشؤون السياسة والشؤون
الدولية "من مصلحتهم (السعوديين) أن ننوع (مصادرنا)، هذا يطيل عمر
مواردهم الخاصة".
وأوضح عبيد أن خفض واردات النفط من الشرق الأوسط لن يغير الوضع كثيرا حتى يحد الأمريكيون من استهلاكهم للنفط. وأضاف إذا لم يخفض الأمريكيون الاستهلاك في نهاية المطاف فإن الاحتياج الأمريكي لخام الشرق الأوسط والخام السعودي لن يتغير.
وقال عبيد إن أنظار السعودية تتجه بشكل متزايد إلى الصين لتصبح السوق
الرئيسية لصادراتها من النفط، مشيرا إلى أن الصادرات السعودية للصين قد تتجاوز الصادرات للولايات المتحدة عام 2011.
وزار الرئيس الصيني هو جينتاو الرياض مطلع هذا الأسبوع لمناقشة صفقات نفطية، وذلك عقب زيارته المهمة للولايات المتحدة في الأسبوع الماضي.
وفي الأسبوع الماضي سجل سعر النفط مستوى قياسيا عند 75.35 دولار
للبرميل مع استمرار التحدي الإيراني للضغوط العالمية لوقف برنامجها
النووي وتوقف ربع الإنتاج النيجيري إثر هجمات للمتمردين والأزمة التي تحيط بصناعة النفط في العراق.
وتعتزم السعودية زيادة طاقة إنتاجها من 11 مليون برميل يوميا إلى
12.5 مليون برميل بحلول عام 2009.
ولا يزال الغموض يكتنف خطط التوسع بعد عام 2009، إذ تطالب السعودية والدول المستهلكة بتقديم "خريطة طريق" تضمن لـ "أوبك" وغيرها من المنتجين ألا تزيد طاقة الإنتاج عن اللازم، ما يدفع الأسعار إلى هبوط حاد كما حدث في الثمانينيات.
وبيّن فرانك فيراسترو خبير الطاقة في مركز الدراسات الدولية
والاستراتيجية في واشنطن أنه من المهم أن تتفق أفكار أكبر دول منتجة وأكبر دولة مستهلكة بشأن الاتجاه الذي نسير فيه.
وفي الأول من أيار (مايو) يحضر النعيمي مناسبة يستضيفها المركز ثم يلقي عبد الله جمعة رئيس "أرامكو" السعودية وركس تيليرسون الرئيس التنفيذي لـ "إكسون موبيل" محاضرتين. وفي اليوم التالي يقف النعيمي وبودمان معا على المنصة.
وسيطلع النعيمي بودمان على تطور خطط التوسع، ولكن عبيد قال إن
المملكة لا يمكنها وحدها أن تلبي الطلب المتزايد على النفط.
وتابع"لا يمكن توقع أن تتحمل المملكة وحدها سد أي عجز في العالم. هذا
غير واقعي".
وأضاف أن الجانبين سيناقشان اقتراح المملكة بتوسعة مصفاة مشتركة
على الساحل الأمريكي على خليج المكسيك.
وفي العام الماضي حضر بودمان والنعيمي مناسبة استضافها مركز
الدراسات الدولية والاستراتيجية.
وخلال زيارته في العام الماضي تناول النعيمي العشاء في منزل بودمان
بحضور آلان جرينسبان رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي آنذاك وجون
سنو وزير الخزانة.
ورد بودمان الزيارة وتوجه إلى السعودية في تشرين الثاني (نوفمبر) من
العام الماضي وهي أول زيارة يقوم بها وزير طاقة أمريكي للمملكة في
أربع سنوات.
وقالت كارين هاربرت "يرتبط الوزيران بودمان والنعيمي بعلاقات
وثيقة. ولا يزالان يحافظان عليها اليوم".

الأكثر قراءة