تفاؤل المُستثمرين القوي باقتراب وقف رفع الفائدة يُجهضه ارتفاع أقوى للنفط
<a href="mailto:[email protected]">mashhour@maktoob.com</a>
بدأت الأسهم الأمريكية أسبوعها الماضي على تراجع بسيط وسط بداية جادة وقوية لإعلانات نتائج الأرباح، لكن ما إن صدر يوم الثلاثاء ملخص عن اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الذي انعقد في آذار (مارس) الماضي حتى بدأت السوق في الارتفاع وسنعرف من خلال التقرير سبب هذا التفاعل الإيجابي من قبل المُستثمرين، كما واجهت السوق أخبار شرسة وعنيفة عن النفط الذي صافح مستوى 75 دولارا بعد أن تجاوز 70 دولارا، مع كل هذه الضغوط والمُحفزات إلا أن الأسواق أنهت تعاملاتها على ارتفاع جيد حيث أغلق مؤشر داو جونز مرتفعاً بنسبة 1.9 في المائة ومؤشر S&P 500 بنسبة 1.7 في المائة بينما كان مؤشر ناسداك أقلها ارتفاعاً بنسبة 0.7 في المائة.
نبدأ بالمُحفز الذي بزغت شمسه يوم الثلاثاء الماضي وهو نشر ملخص عن اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الذي تم في آذار (مارس) الماضي ونتج عنه رفع الفائدة ربع نقطة، لقد انتبه المُستثمرون إلى عبارة مهمة في الملخص مفادها أن "معظم أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي يعتقدون أن عملية رفع الفائدة قد اقتربت من نهايتها كاهتمام واضح من قبلهم بخطورة استمرار رفع الفائدة أكثر"، لقد كانت هذه عبارة مطمئنة بالنسبة للمُستثمرين تؤكد لهم أن مسلسل رفع الفائدة قد اقترب من نهايته وسيُخفف من التكاليف على الشركات، من هنا رأينا تفاعل السوق مع هذه العبارة فارتفع بشكل جيد، لكن عبارة أخرى في الملخص نفسه أظهرت أن الأعضاء مُجمعون على حاجة الاقتصاد إلى عدد قليل من خطوات رفع الفائدة وهذا ما يؤكد رفع الفائدة في اجتماع أيار (مايو) المقبل، المهم أن هذا المُحفز دفع بالأسهم نحو الارتفاع لأعلى وبقوة Rally وذلك يوم الثلاثاء.
أخبار النفط قرعت طبولها المرعبة وتمكنت من إفساد فرحة المُستثمرين حيث وصل النفط إلى سعر أعلى من 75 دولارا بعد أن تجاوز 70 دولارا مع مطلع الأسبوع الماضي، وأكبر ارتفاع للنفط كان يوم الجمعة ومعه انخفضت الأسهم بقوة، رافق ارتفاع أسعار النفط صدور خبر عن وجود انخفاض في مخزون وقود السيارات هذا بدوره ساهم في انخفاض السوق، ولولا هذه الأخبار لكانت الأسهم قد تمكنت من تحقيق أسعار مرتفعة وقد رافق هذا الارتفاع في أسعار النفط ارتفاع آخر في أسعار الذهب والفضة.
أخبار نتائج أرباح الشركات كانت على أشدها حيث أعلن ما يُقارب ثلث الشركات التي تنتمي إلى مؤشر S&P 500، واستطاعت أكثر من 65 في المائة من هذه الشركات المُعلنة لأرباحها تحقيق أرباح أكثر من المُتوقع وكانت نسبة النمو في الأرباح قريبة من 12 في المائة، معظم شركات التقنية تفردت بالإعلان عن نتائج رائعة منها شركة جوجل Google وIBM وشركات أخرى مثل كوكا كولا و3M.
البيانات الاقتصادية التي صدرت كانت مهمة نظراً لعلاقتها ببيان حجم التضخم وأقصد بها تقرير مؤشر أسعار المُنتجين PPI ومؤشر أسعار المُستهلكين CPI لآذار (مارس) ويهمنا من هذين التقريرين نسختهم الجوهرية أي Core PPI وCore CPI لأنه لا يدخل ضمنهما أسعار النفط والأغذية حيث ارتفع الأول بمعدل 0.1 في المائة والثاني 0.3 في المائة، ويبدو أن الأسواق لم تلتفت كثيراً لهذين المؤشرين كالعادة واكتفوا بما سبق ذكره بخصوص الفائدة والنفط.
الأسبوع الحالي
سيستمر هذا الأسبوع صدور نتائج أرباح الشركات وخصوصاً كبرى الشركات النفطية والتقنية مثل شركة مايكروسوفت، التوقعات تتحدث عن قدرة الشركات على تحقيق أرباح جيدة مما سينعكس إيجاباً على أداء السوق، وحتى تتمكن السوق من الارتفاع فإن على المُستثمرين أن يتجاهلوا أسعار النفط وقد نرى هذا الأسبوع حدوث جنيّ أرباح في أسواق النفط وبالتالي ترتفع الأسهم بعد أن يزول هذا الاحتقان بفعل أسعار النفط.
من البيانات الاقتصادية التي ستصدر هذا الأسبوع تقرير عن طلبيات السلع المُعمرة لآذار (مارس) وذلك يوم الأربعاء حيث يُتوقع أن تُحقق ارتفاعاً 1.6 في المائة مقارنة بالارتفاع غير الطبيعي في شباط (فبراير) وكان 2.7 في المائة، يوم الأربعاء سيصدر تقرير عن مبيعات المنازل الجديدة لآذار (مارس) ويُتوقع أن يرتفع ليصل حتى 1.1 مليون بعد أن كان 1.08 مليون وحدة سكنية في شباط (فبراير)، أما يوم الجمعة المقبل سيترقب المُستثمرون صدور تقرير عن معدل الناتج المحلي GDP للربع الأول ويُتوقع أن ينمو 5 في المائة بعد أن كان 1.7 في المائة في الربع الرابع من عام 2005، جدير بالذكر أن هذا الأسبوع سيشهد ظهور محافظ البنك المركزي بين برنانكي ليُدلي بشهادته أمام الكونجرس.
من أهم الشركات التي ستُعلن نتائجها شركة إكسون موبيل Exxon Mobil إحدى كبرى شركات النفط الأمريكية وذلك يوم الثلاثاء ويُتوقع أن تحقق ربحا مقداره 1.46 دولار كعائد على السهم، وشركات أخرى مثل مايكروسوفت وصن مايكرو سيستمز وبيبسكو وغيرها من الشركات المهمة.
التحليل الفني
كان "ناسداك" يقبع تحت مستوييّ مقاومة قبل بدء تداولات الأسبوع الماضي وأقصد بمستويات المقاومة عند 2325 و2333 نقطة، وبينت في التقرير السابق أن الهبوط حتى متوسط حركة 50 يوما هو أمر وارد أي عند 2297 نقطة، ورأينا هذا الهبوط مع أول يوم من أيام تداول الأسبوع الماضي حيث وصل "ناسداك" حتى مستوى 2299 نقطة بفارق نقطتين عن توقعاتنا في التقرير السابق، ثم بدأت قوى الشراء تتزايد يوم الثلاثاء الماضي بسبب صدور ملخص عن اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الذي تحدثنا عنه في بداية التقرير مما ألهب حماس المُستثمرين وساعد "ناسداك" على الصعود أكثر متجاوزاً بذلك مستويات المقاومة التي ذكرتها أعلاه.
ارتفاع "ناسداك" اصطدم يوم الخميس الماضي بمستوى مقاومة قوي عند 2375 نقطة مما دفعه للعودة يوم الجمعة وترافق هذا مع أخبار وصول النفط حتى أعلى من 75 دولارا، ووجد المتعاملون في هذا الخبر سبباً كافياً لجني أرباحهم التي تحققت بعد ارتفاع "ناسداك" خلال الأسبوع الماضي بنحو 75 نقطة أي بنسبة 3.3 في المائة كنسبة تذبذب.
الوضع الحالي الذي نراه ويحتاج إلى تفسير هو أن "ناسداك" بعد أن قاومه مستوى 2375 نقطة ارتدّ يوم الجمعة الماضي مما جعله يُكون قمة مزدوجة Double Top وهذا أحد النماذج الدالة على احتمال قوي للانخفاض، كما أن توجه متوسط حركة عشرة أيام نحو اختراق متوسط حركة 20 يوما هبوطاً سيُساهم في تحقق مزيد من الانخفاض.
لذا فإن مستويات الدعم التي قد تُسعف "ناسداك" وتمنعه من الهبوط تبدأ من أول مستوى دعم أغلق "ناسداك" عنده يوم الجمعة الماضي وهو 2336 نقطة، يليه متوسط حركة 50 يوما عند مستوى 2305 نقاط تقريباً، كما يبدو أن الشركات المُدرجة ضمن مؤشر داو جونز ستُعلن عن أخبار جيدة كما ينبئ بذلك التحليل الفني لمؤشر داو جونز المهم أن يتم إغلاق يوم الإثنين بشكل إيجابي.
التحليل الفني لمؤشر ناسداك حتى إغلاق الجمعة 21 أبريل
تحت الضوء
في الأسبوع الماضي سلطت الضوء على سهم شركة Intel Corp. (INTC) وقلت إنها ستشهد مزيدا من التداولات ومزيدا من الصعود في حالة إغلاقها فوق سعر 20.15 دولار، ولكنها لم تُغلق فوق هذا المستوى بسبب أن المُستثمرين لم يتفاعلوا بشكل جيد مع نتائج الشركة التي أعلنتها، ما زال الرأي ثابتا وهو أنه بإغلاق سهم شركة إنتل فوق مستوى 20 دولارا ليومين متتاليين وبحجم تداول عال يزيد عن متوسط حجم تداول 60 يوما، يصبح عندها السهم مرشحا للصعود أكثر وحتى مستوى قريب من 23 دولارا.
هذا الأسبوع سنُسلط الضوء على سهم شركة Tyson Foods Inc. (TSN) التي تعمل في مجال تصنيع وتسويق وتوزيع الأغذية، ومن الرسم البياني يتضح أن السهم أغلق مرتفعاً بشكل قوي بعد أن حصلت الشركة على ترقية Upgrade في درجة جدوى الاستثمار فيها، السهم فنياً أغلق عند 14.05 دولار أي فوق متوسط 50 يوما ورافقه حجم تداول عال ومن المُرجح أن يستمر السهم في الصعود حتى مستوى 15 دولارا.