الاستزراع السمكي السعودي

الاستزراع السمكي السعودي

لقد حبا الله سبحانه وتعالى المملكة العربية السعودية بالعديد من المقومات الطبيعية التي أسهمت في إيجاد الميز النسبية وعلى وجه الخصوص المقومات المختلفة من أهمها السواحل، التي تم تسخيرها لإيجاد صناعات اعتمادها الكلي على المصادر الطبيعية غير القابلة للنضوب بمشيئة الله وفي مقدمتها صناعة الاستزراع السمكي حيث يوجد بيئات مناسبة للاستزراع السمكي سواء للأسماك أو الروبيان، والاستزراع السمكي بدوره يسهم في دعم الاقتصاد الوطني بتوفير فرص عمل للعاملين في هذا المجال كما أنه يسهم بتوفير غذاء صحي وكذلك يسهم في تنمية المجتمعات الريفية الساحلية، وهذا النوع من الصناعة له مزايا متعددة أوردتها وزارة الزراعة في دليل الاستزراع السمكي بالمملكة العربية السعودية الذي أصدرته أخيرا ومن هذه المزايا أن إنتاج المزارع في هذا المجال غير محددة بمواسم، التحكم في نوعية وحجم المنتج حسب حاجة السوقين المحلية والعالمية، مشاريع ذات مردود اقتصادي جيد حيث إنها تحقق عائدا استثماريا سنويا يصل إلى 30 في المائة وفترة استرداد لرأس المال تراوح بين 3 و5 سنوات فقط، معظم احتياجات هذا النوع من المشاريع يمكن توفيرها محليا، قرب المملكة من الأسواق العالمية وفي مقدمتها الأسواق الأوروبية وتوافر البنية التحتية الجيدة في المملكة بشكل عام، توافر التقنيات في مجال الاستزراع السمكي في المملكة، تأجير الأراضي الساحلية بتكلفة رمزية ودعم مشاريع الاستزراع بالقروض الزراعية الميسرة دون فوائد مما يسهم في خفض تكلفة الإنتاج، وما يميزها على وجه الخصوص استغناؤها التام عن استخدام المياه العذبة وكل هذه المقومات مجتمعة أو منفردة شجعت على دخول بعض المستثمرين وأوجدت منشآت عملاقة تخصصت في الاستزراع السمكي أفرزت بدورها كوادر وطنية مؤهلة وأسهمت في تحقيق مؤشرات إيجابية تحقق معها إيجاد هوية لمنتجات الروبيان السعودية وانعكست في بلوغ أرقام مميزة في إنتاج المملكة من الروبيان المستزرع حيث بلغ ضعف ما يتم صيده من البحر الأحمر والخليج العربي من الروبيان، وأصبح الروبيان السعودي مطلبا للمستهلك خارج المملكة لجودة طعمه وخلوه من الأمراض وذلك للارتفاع النسبي لملوحة مياه البحر الأحمر ويتم حاليا تصدير الكميات المنتجة منه إلى 18 دولة في مختلف قارات العالم ومن أهمها اليابان وأستراليا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا, كما اشتمل الدليل الذي تم تصميمه بحجم يسهل عملية تداوله ونقله في جيب طالب المعلومة وهو في نظر كاتب هذه السطور يمثل نقطة مضيئة في الإصدارات الفنية لما يتميز به هذا الإصدار من تغطية الجوانب المختلفة لنشاط الاستزراع السمكي ويشتمل هذا الدليل على عدد من الفصول من أهمها:(الاستزراع السمكي في المملكة، الأسماك والروبيان المستزرعة والقابلة للاستزراع على المستوى التجاري ببيئة المملكة نظرا لتوافر مقومات استزراعها ومنها: الهامور، القاروص، الشعوم، البوري، البلطي، الأسماك القطيةه، الروبيان (الجمبري)، أسماك الزينة، كما تضمن الدليل التعريف بأهمية هذه الأنواع، وخصائصها، كذلك أهم الأسس والمعايير المتبعة لإنشاء مزرعة سمكية، نظم الاستزراع السمكي، خصائص البيئة المائية، تغذية الأسماك والروبيان، الجدوى الاقتصادية والفنية لمشاريع الاستزراع السمكي، بعض المشكلات التي تواجه المزارع السمكية وطرق التغلب عليها، الفرص الاستثمارية والآفاق المستقبلية للاستزراع السمكي)، وتم إيراد هذه المعلومات المقتضبة في هذه النافذة إدراكا بأهمية الأسماك وقيمتها الغذائية كمصدر رئيسي للبروتين الحيواني وتمثيلها لأعلى نسبة بروتين مقارنة بالثدييات وسهولة هضمها واحتوائها على الفيتامينات التي تذوب في الدهون إضافة إلى الأملاح والمعادن، وكل هذه المقومات تساعد على الاستثمار في صناعة الاستزراع السمكي وتتيح فرصا استثمارية واعدة.
والله ولي التوفيق،،

<p><a href="mailto:[email protected]">Kalfuhaid@hotmail.com</a></p>

الأكثر قراءة