رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


3 عوامل وراء ارتفاع أسعار النفط و75 دولارا للبرميل يشكل خطرا على الجميع

السؤال الذي سيطرح نفسه هذا الأسبوع مع افتتاح الأسواق اليوم الإثنين إذا كانت أسعار النفط ستواصل اتجاهها التصاعدي لتخترق حاجز 75 دولارا للبرميل وتستقر فوقه لتصبح الأرضية التي يمكن أن تنطلق منها الى أعلى نحو 80 دولارا مثلا أم لا. فالأسبوع الماضي شهد إضافة خمسة دولارات على سعر البرميل. وسلة نفط منظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك) التي أغلقت في الأسبوع الأسبق على 63.82 دولار، بدأت الأسبوع الماضي بقفزة تجاوزت دولارا ونصف الدولار يوم الإثنين الماضي ثم لتغلق يوم الخميس عند 67 دولارا للبرميل (أنظر الجدول المرافق).
وفي تفسير ما يجري نذكر ثلاثة عوامل: أولها يتعلق بتعطيل بعض المرافق الإنتاجية في كل من النرويج ونيجيريا، وإذا كانت الأولى تتعلق بأسباب عملياتية يمكن التعامل معها، فإن الأمر عندما يتعلق بنيجيريا التي يوجد ربع إنتاجها اليومي خارج الشبكة لفترة قاربت الثلاثة أشهر، الأمر الذي يثير أسئلة مشروعة عن مدى قدرة الدولة المركزية على السيطرة وحفظ الأمن خاصة في منطقة دلتا النيجر، التي يتعطل فيها الإنتاج باستمرار لأسباب سياسية وأمنية. استمرار هذا العطل يلقي بظلال من الشك حول إعلان شركة رويال دتش/شل قبل فترة أنها على طريق استعادة حجمها الإنتاجي قريبا وأهم من ذلك مدى قدرة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة النيجيرية لمقابلة طلبات أهالي منطقة دلتا النيجر، وهي الإجراءات التي تحمس لها الرئيس النيجيري أوليسون أوباسانجو وطرحها على الرئيس الأمريكي جورج بوش عند زيارته له أخيرا.
أما ثاني الأسباب فهو تصاعد المواجهة مع إيران. ومع أن هذا الملف مطروح منذ فترة إلا أن الجديد فيه تصاعد هذا المواجهة، الأمر الذي جعل تحولها إلى عمل عسكري مسألة وقت خاصة عندما تؤخذ ردود الفعل الإيرانية المتحدية. وثانيهما بروز تيار يحمل الولايات المتحدة مسؤولية ما يحدث. أول المتحدثين في هذا الشأن الرئيس الفنزويلي هيوجو شافيز الذي توقع أن تواصل اسعار النفط في اتجاهها التصاعدي ولم يستبعد أن يبلغ سعر البرميل 100 دولار متى ما استمر الموقف الأمريكي في اتجاهه التصادمي هذا. ويبدو أن شافيز يرى أن المواجهة الأمريكية مع إيران جزء من مواجهة أكبر مع الذين يخالفونها الرأي والمواقف بما فيهم بلاده، ولعله استبق الأمر بالإعلان أن فنزويلا ستقوم بتفجير حقول النفط ومرافقها فيما اذا تعرضت إلى هجوم من الولايات المتحدة.
وإذا كان مفهوما الموقف العدائي الذي يتخذه شافيز ضد الإدارة الأمريكية لأسباب تتعلق بمواقفه السياسية، إلا أن تقديره للدور الأمريكي في رفع أسعار النفط يكتسب له أتباعا جددا. فمسؤول ملف النفط الحالي في ليبيا الدكتور شكري غانم، وهو رئيس الوزراء السابق، الذي لا يعتبر بأي مقياس معاديا للولايات المتحدة، يرى أن الخوف من ضربة عسكرية أمريكية ضد طهران أسهم بإضافة 15 دولارا على سعر برميل النفط، كما أن مجلة النفط والغاز، وهي أحد المراجع المهمة في الصناعة النفطية أوضحت أن عشرة دولارات تمت إضافتها إلى سعر البرميل منذ بداية العام بسبب المواجهة مع إيرن.
ووفقا لمحللين ومتابعين لأمر السوق فإن الأزمة النيجيرية تمثل مؤثرا على تحركات الأسعار على المستوى القصير بينما إيران تمثل مؤثرا مستمرا على مدى أبعد.
أما ثالث الأسباب التي ستضع بصماتها على تحركات الأسعار في النصف الأول من هذا الأسبوع وحتى صدور الأرقام الجديدة يوم بعد غد الأربعاء فتتعلق بموقف الإمدادات على الساحة الأمريكية. ووفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الأسبوعي يوم الأربعاء الماضي، فإن مخزون البلاد من البنزين تراجع 18 مليون برميل خلال فترة ستة أسابيع فقط، وجاء تزامن هذا مع بدء موسم قيادة السيارات وكذلك البدء في تطبيق الإجراءات الجديدة القاضية بخلط البنزين بالإيثانول، حيث لا توجد مخزونات أو كميات كافية منه. فمخزون البنزين تراجع 5.4 مليون برميل إلى 202.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 14 من الشهر الجاري. ولم يتراجع مخزون البنزين وحده وإنما تبعه كذلك المخزون من الخام الذي شهد تراجعا طفيفا مقداره 800 ألف برميل يوميا إلى 345.2 مليون برميل، كما تراجع مخزون المقطرات 2.8 مليون إلى 114.6 مليون برميل، هذا في الوقت الذي زادت فيه واردات الولايات المتحدة من النفط الخام 126 ألف برميل خلال فترة الأسبوع التي غطاها التقرير إلى 9.7 مليون.
الخبر الإيجابي الرئيسي الذي ورد الأسبوع الماضي ما أعلنته شركة شل عن نجاحها في إصلاح بعض مرافقها النفطية في المناطق المغمورة من نيو أورليانز، الأمر الذي سيمكنها من بدء العمل نهاية هذا الشهر وقبل أسبوعين على الأقل من الفترة المحددة. ومرافق "شل" هذه من أكبر المرافق ويغطي إنتاجها نحو 5 في المائة من إنتاج منطقة خليج المكسيك، حيث لا تزال 87 مرفقا عاطلة عن العمل في المناطق الغمورة وذلك نتيجة لإعصار كاترينا الذي ضرب المنطقة في آب (أغسطس) الماضي. وبسببه ظل إنتاج 334.019 برميل يوميا من النفط الخام و1.334 مليار قدم مكعب من الغاز خارج شبكة الإنتاج. وبلغ إجمالي ما فقدته السوق من تعطل هذه المرافق خلال الفترة السابقة 148.9 مليون برميل و730.5 مليار قدم مكعب من الغاز، وهو ما يعادل 27.2 في المائة من إنتاج النفط الخام و20 في المائة من إنتاج الغاز الطبيعي.
من ناحية أخرى فإن تجمع المنتجين والمستهلكين الذي تستضيفه الدوحة في إطار منتدى الطاقة الدولي أبرز قناعة أن سعر 75 دولارا للبرميل يشكل خطرا على الكل، لكن تباينت الآراء حول ما يمكن عمله لوقف هذا التصاعد، إذ المستهلكون يريدون ضخ المزيد من الإمدادات بينما المنتجون يريدون ضمانات أن الاستثمارات التي يضخونها لرفع طاقتهم الإنتاجية ستجد طلبا دائما في انتظارها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي