شرق آسيا: الصناديق الإسلامية تتجه للاستثمار في الطاقة
أكدت تقارير اقتصادية أن الصناديق الاسثتمارية الإسلامية تتحول الآن نحو الاستثمار في شركات الطاقة، مستفيدة من استمرار تصاعد أسعار النفط الخام. وأوضح بيتر تشيانج كبير مديري شركة دي بي إس لإدارة الأصول المحدودة التي تشرف على إدارة 7.8 مليار دولار في سنغافورة، أن الاستثمار في النفط باب مفتوح على مصراعيه أمام الأموال الإسلامية. وأضاف تشيانج، الذي يشرف على صندوق مينداكي جلوبال الذي حقق أفضل أداء من بين الصناديق الإسلامية جنوب شرقي آسيا، أن الصندوق انتفع من الشركات ذات الصلة بالطاقة التي تملك مجالا للتحرك.
مزيد من التفاصيل:
أكدت تقارير اقتصادية أن الصناديق الإسلامية تتحول الآن نحو الاستثمار في شركات الطاقة، مستفيدة من استمرار تصاعد أسعار النفط الخام.
وأوضح بيتر تشيانج كبير مديري شركة دي بي إس لإدارة الأصول المحدودة التي تشرف على إدارة 7.8 مليار دولار في سنغافورة، أن الاستثمار في النفط باب مفتوح على مصراعيه أمام الأموال الإسلامية.
وأضاف تشيانج، الذي يشرف على صندوق مينداكي جلوبال الذي حقق أفضل أداء من بين الصناديق الإسلامية جنوب شرقي آسيا، أن الصندوق انتفع من الشركات ذات الصلة بالطاقة التي لا تزال لها مساحة ومجال للتحرك والارتفاع.
وكشف موقع بلومبيرج الإخباري الذي أورد التقرير أن هناك 50 صندوق أسهم إسلاميا جنوب شرقي آسيا بزيادة تصل إلى 40 في المائة مقارنة بالسنوات الثلاث الماضية. وذكر أن مصارف عالمية كبرى مثل إتش إس بي سي ومجموعة سي آي إم بي المصرفية، أضخم بنك استثماري جنوب شرقي آسيا، تقدم رهانات عقارية وقروضا متوافقة مع الشريعة الإسلامية بهدف جذب الثروة المتنامية في منطقة الخليج.
وتعد دول جنوب شرقي آسيا، سنغافورة, ماليزيا، إندونيسيا، تايلاند، الفلبين، كمبوديا، لاوس، فيتنام، وميانمار موطنا للمسلمين الذين يشكلون نحو 1.5 مليار نسمة، إلا أن الاستثمار في هذه الصناديق لا يقتصر على المسلمين فقط.
ووفقا للتقرير الصادر في كانون الثاني (يناير) الماضي من مجلس الخدمات المالية والإسلامية وبنك التنمية الإسلامي السعودي فإن إجمالي الأصول والموجودات الإسلامية، التي تشمل الأصول البنكية والصناديق، يراوح بين 700 مليار وتريليون دولار على مستوى العالم.
وأوضح جاسون سادلير المدير التنفيذي لقسم التأمين في مصرف إتش إس بي سي "فرع سنغافورة", الذي تشمل صناديقه الإسلامية صندوق تكافل العالمي الذي تبلغ أصوله 105 ملايين دولار "لاحظنا طلبا متناميا تجاه الاستثمار الإسلامي فضلا عن منتجات التأمين".
وأضاف أن المسلمين يستثمرون نحو عشرة مليارات دولار سنغافوري في صندوق التقاعد السنغافوري من إجمالي 120 مليارا، مضيفا أن هذه السوق "لم تصل بعد إلى كونها مكتملة النمو".
وبيّن تقرير بلومبيرج أن حجم الاستثمار في منطقة جنوب شرقي آسيا ربما يرتفع مع توقع استمرارية وتيرة النمو الاقتصادي في المنطقة إلى 5.5 في المائة هذه السنة كما ذكر بنك التنمية الآسيوي.
وتقوم الصناديق بإخراج حصة الأرباح النقدية التي توزع من السهم.
ويعلق تشيانج على ذلك بقوله: "إن الأرباح التي توزع هي جزء من الربحية وليست فائدة".
ولهذا على سبيل المثال يقوم صندوق تكافل العالمي بالتبرع بـ 5 في المائة من حصة الأرباح إلى المنظمات الخيرية الإسلامية. وتسهم مجموعة من علماء الشريعة في عمليات القرارات الاستثمارية المتخذة لهذه الصناديق.
ويمتلك صندوق مينداكي أسهما في شركة أويل سيرفس هولديرز النفطية التي بدورها تمتلك أسهما في شركات قيادية مثل سلومبيرجير، أكبر شركة خدمات لحقول النفط في العالم، وكذلك شركة ترانسوشيل أضخم شركة تقدم خدمات الحفر لحقول النفط والغاز الطبيعي.
ويصف لنا تشيانج شركاته الاستثمارية المفضلة بقوله "أفضل اختيار شركات محددة في قطاع الطاقة مثل عمليات الحفر في أعماق البحار التي تكون على حساب شراء أسهم في شركات نفط أكبر مثل "إكسون موبيل".
ويضيف "تعد عمليات النمو في قطاع الحفر في أعماق البحار أكثر سرعة عما مضى نظرا لحجم الاستثمارات المتواضعة في هذا المجال في السنوات الماضية"، ولا أوضح من ذلك ارتفاع أسهم شركة أويل سيرفيس بـ 56 في المائة في السنة الماضية مقارنة بـ 2.8 في المائة من قبل "إكسون موبيل", التي تعد أضخم شركة نفط في العالم وكذلك "ترانسوشين" بنسبة 57 في المائة.
ويمتلك صندوق تكافل أسهما في شركات إكسون موبيل وبي بي البريطانية وشيفرون. وتعد هذه الشركات الأضخم من نوعها في القطاع النفطي، بينما تشكل أسهم الطاقة والتكنولوجيا ورعاية الصحة نحو 60 في المائة من المحفظة الاستثمارية لهذا الصندوق.
وينطبق الأمر على صندوق جلوبال إيثيكال فوند الذي يمتلك أسهما في شركتي بي بي وتوتال الفرنسية.
ويمتلك صندوق تكافل العالمي أسهما في شركات الكمبيوتر مثل "مايكروسوفت كورب"، أضخم مصنعة للبرمجيات في العالم، وكذلك "إتنرناشيونال برنس ماتشينز"، أضخم شركة تقدم خدمات الكمبيوترات في العالم.
في حين أن صندوق مينداكي يمتلك أسهما في شركة أبل الأمريكية التي ارتفعت أسهمها بـ 62 في المائة السنة الماضية.
ويتطرق تشاينج لشركات التكنولوجيا بقوله "إن هذه الشركات بشكل عام تعد الرهان الآمن للمستثمرين المسلمين" وأضاف "فهم لا ينتهكون التعاليم والمبادئ الإسلامية"، على عكس المقامرة التي على أثرها اضطر تشاينج إلى بيع أسهم صندوق في شركة كيبيل لاند بعد أن كشفت الشركة نيتها الاستحواذ على أحد الملاهي, مؤكدا أنه سيستمر في الاستثمار في شركات الطاقة والتكنولوجيا لتوافقها مع الشريعة.
واختتم حديثه بالقول "لا يختلف مفهوم الاستثمار وفقا للشريعة الإسلامية بشكل كبير مقارنة بالمفهوم التقليدي" وأضاف "إلا أنه يجب على الشخص أن يكون أكثر حذرا، فهناك أسماء كافية للاستثمار بها".