6 استراتيجيات للتخلص من الإحباط في العمل
إذا كنت تعاني الإرهاق والضغوط والقلق في العمل فأنت تعاني نفاد الطاقة. وهذه الحالة لا تقتصر عليك وإنما يعانيها الكثيرون. فنفاد الطاقة يعد من أهم المخاطر المهنية في القرن الحادي والعشرين. تتفاقم هذه الظاهرة في كل مكان وتتخلل أماكن العمل وتتوغل فيها.
تبعا للتقديرات تكلف ضغوط العمل اقتصاد الولايات المتحدة ما يقدر بثلاثمائة مليار دولار سنويا تضيع في الإجازات المرضية والإفراط في تغيير أماكن العمل. ليس من الغريب أن يكون العجز طويل المدى عن أداء العمل في أمريكا وأوروبا راجعا إلى الضغوط والإحباط ونفاد الطاقة.
هذه الإحصاءات الباعثة على الإحباط تعكس التأثيرات السلبية المالية لنفاد الطاقة، إلا أنها تتجاهل التأثيرات الشخصية له، حيث يفقد الناس المتعة والرضا اللذين يأتيان من العلاقة الجيدة بالعمل. فبدلا من الشعور بالإنجاز والاستفادة من أوقاتهم في عمل مفيد يحبونه يجدون أنهم يشعرون بالإحباط.
يحدد الكتاب ستة عوامل مهمة تتسبب في تفاقم هذه المشكلة، وهي:
* بينما تتضخم أحجام الشركات ويزداد عدد العاملين فيها، تزداد الواجبات التي يكلف بها الموظفون بينما يتضاءل التقدير لمجهوداتهم.
* بينما يحصل القليل من المديرين التنفيذيين على مبالغ ضخمة من الأجور والحوافز والمكافآت، يحصل العمال والمديرون الذين يفترض أنهم يديرون عملية الإنتاج نفسها على القليل نسبيا.
* زيادة أوقات وساعات العمل بسبب المنافسة الشديدة وعولمة الاقتصاد.
* يمكن للتكنولوجيا الحديثة على الرغم من كل منافعها أن تجعل الإنسان عبدا للعمل حتى بعد انتهاء مواعيد العمل وحتى في أيام الإجازات، حيث تساعد الهواتف الجوّالة والبريد الإلكتروني على استمرار الاتصالات الخاصة بالعمل وتواصلها.
* مركزية السلطة في المؤسسات الأخرى تسحب سلطة اتخاذ القرار بعيدا عن العاملين في الخطوط الأمامية.
* ظاهرة الاستئجار الخارجي للخدمات وتصدير الوظائف إلى الدول النامية تتسبب في شعور الكثير من العمال بعدم الأمان وباحتمال فقدهم وظائفهم.
يتناول الكتاب كلاً من هذه العوامل بالتفصيل ويشرح استراتيجية لحل كل منها. فإذا ما كان الإنسان يعاني سوء الوضع الوظيفي وبدأت طاقته تنفد فإن هناك أربعة اختيارات له:
الخيار الأول: التحمل والاكتفاء بالأمل في تحسين الوضع والتقاعس عن محاولة إيجاد حل فعال وترك الأمور على ما هي عليه حتى تمر الأزمة. المشكلة في هذا الحل هي أن الوضع ربما لا يتحسن أبدا وإنما قد يتدهور أكثر فأكثر حتى يفقد الإنسان وظيفته ويفقد معها رغبته في العمل.
الخيار الثاني: الحصول على إجازة طويلة للابتعاد عن جو العمل ولكن في هذه الحالة فإن المرء يكون عليه دائما العودة عاجلا أو آجلا. أما الخيار الثالث فهو الاستقالة من العمل. أما الخيار الرابع فهو اللجوء إلى حل المشكلات الست واحدة تلو الأخرى وهذا ما يفعله الكتاب.