الصندوق الخيري واقتراحات جديدة
كنت قد كتبت في المقال الأخير قبل إجازة عيد الفطر المبارك مقترحا يتعلق بضرورة إنشاء صندوق خيري للاعبين، وقد سعدت جدا باقتراحات تلقيتها من بعض الأصدقاء حول هذا الموضوع، الذي أتمنى فعلا أن يجد الاهتمام المطلوب لأنه يحقق أهداف التكافل الاجتماعي في الوسط الرياضي.
وكانت بعض الاقتراحات التي تلقيتها تركز على أن يكون هناك صندوق خيري للاعبين خاص بكل ناد لصعوبة المتابعة إذا كان الصندوق على مستوى جميع الأندية، لكن الأندية بإمكانها فتح حساب لصالح صندوق اللاعبين الخيري واقتطاع الإسهام من رواتب اللاعبين المحترفين في النادي الذين يرغبون المساهمة في هذا العمل الخيري، ورب ريال سبق مائة ريال، فليس المهم كم الرقم الذي سيدفعه اللاعب، إنما المهم تفعيل الخير لديه. واقتراح آخر يرى صاحبه أن التبرع للصندوق ينبغي أن يكون للمستحقين جدا من اللاعبين وأن يسهم في ذلك من لديه استطاعة على أن يكون ذلك تحت إشراف الأندية باعتبارها أقرب للاعبين ويمكن التواصل المستمر، وغير ذلك من الاقتراحات. لكن الذي أعجبني حقيقة الاقتراحان السابقان من جملة الاقتراحات، التي تلقيتها من بعض الإخوة، وبصراحة المهم عندي هو تنفيذ المقترح سواء كان عن طريق النادي أو عن طريق الرئاسة العامة لرعاية الشباب كمظلة للجميع، لكن لا يمنع دائما الأخذ بالآراء الصائبة التي تصب في مصلحة الصندوق. والأمل أن يجد هذا المقترح اهتماما من الأندية ليكون تفعيله خير معين للاعبين انقطعت بهم السبل وأصبحوا في عداد النسيان، مهم جدا أن تفتح الأندية لهم أذرعها وتهتم بهم وتعينهم لتقوم بدورها تجاههم حتى وإن كان بعضهم لم يحسن استثمار الأموال التي حصل عليها بالشكل المطلوب عندما كان لاعبا يشار له بالبنان، وليضمن دور النادي واللاعب ضمن الدور الاجتماعي الذي تفتقده الكثير من الأندية، فيكون ذلك منصبا في هذا الجانب الاجتماعي الذي من المفترض أن يفعل بشكل أكبر لا أن يظهر في مناسبات وأوقات معينة لدى بعض الأندية ويختفي في مثل هذه الجوانب المهمة.
تجاوب اللاعبين
إن المؤمل عند طرح هذا الاقتراح أن تهتم به الأندية ليس لأني الذي أطلقته، بل لأن فيه وقوفا مع حاجة إخوانهم اللاعبين، وكم قرأنا عن مأساة لاعب سابق، ومعاناة نجم كان إلى وقت قريب يحرث الملاعب ويسهم في تحقيق بطولات فريقه، وحتى الأندية التي لم تحقق بطولات فإنه من الواجب عليها تفعيل الخير لدى لاعبيها بالمساهمة حتى ولو بالقليل، وهي تبرعات ستنمو وتكبر إذا كانت تحت إشراف إدارات الأندية، وتكون وقفة طيبة خيرة منها تجاه لاعبيها. ودون شك هذه الوقفات الخيرة المساهمة في إعانة اللاعبين المحتاجين لها ثمارها الطيبة لهم عند رب العزة والجلال، وقد وردت نصوص شرعية تحث على ذلك وقد ذكرتها في المقال السابق، ولكن لا يمنع تكرارها ففي التكرار الخير الوفير إن شاء الله فمن الكتاب العظيم يقول الله تعالى (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم) سورة الحديد آية 11، ويقول تعالى (إن المصدقين والمصدقات واقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم)، ويقول صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى).
ولمن يحرص على تفعيل مثل هذا العمل الخير حتى يثبت للمستحقين من اللاعبين السابقين نسوق هذا الحديث العظيم (من مشى في حاجة أخيه حتى يثبتها له ثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام)، ففي النصوص السابقة حث الخير والمبادرة إليه وأن ما يقدمه الإنسان المسلم سيجد ثماره يانعة عند رب العالمين، فنسأل الله أن يوفقنا وإياكم لكل خير وإنه ولي ذلك والقادر عليه.