رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


المصيبيح المتصدر

أنبرى وسط ثلة من أصدقائه متصدرا الجلسة المعتادة، أنا فعلت كذا وكذا وأنا لدي أفكار تحقق النجاح لمن يطبقها، أما فلان فإنه إنسان فاشل لن يستطيع تحقيق شيء، لم يترك شاردة ولا واردة إلا تحدث عنها، كان الحضور يعلمون أن الأغلب من كلامه يُرمى في البحر والآخر ربما صدق في شيء منه، فهم لم يعيروا كلامه الكثير فقد سمعوه يتحدث مرارا وتكرارا وكل لغته تبدأ بعبارة غير مستساغة هي الأنا المعبرة عما تحمله نفسه من أنانية، وحب للذات، وهو لم يكن ليعلم أن حبل الكذب قصير فليس كل مرة تسلم الجرة، وليس كل ما يسكت عنه بصحيح، إنما هي رغبة الوناسة وقضاء الوقت كما يحلو للبعض أن يعبروا عنها.
إن حالة بعض شبابنا هي من طينة بائع الكلام الذي يعرض سلعته ولا يجد من يشتريها، مع محاولته تزيينها بالعبارات الزائفة والكلمات المنمقة رغبة في أن يكون عرّاب الجلسة وصاحب الكلمة المهيمنة عليها، سألت شابا ذات مرة، ما أكثر ما يزعجكم في جلساتكم الخاصة؟ فقال: متأملا الثرثار الكذاب الذي يخلط بين الصدق والكذب. قلت: ألا يعلم أن في ذلك انتقاصا لشخصيته وازدراء لها من الآخرين لأنهم يعرفون أن ثلاثة أرباع ما يقوله غير صحيح. تردد برهة ثم قال: إن الشلة التي ألتقيها يهمها أن تضحك وتضيع الوقت، فهي تريد أن تعيش لحظتها بعيدا عما يعكر جوها، وما يقوله يعتبرونه بهارات الجلسة وهم يعرفون أن معظم ما يقوله لتمضية الوقت فقط ويشوبه الكذب، فأنهيت حديثي معه بمطالبته وأصدقائه أن يستفيدوا من أوقاتهم وألا تضيع هباء منثورا، وأن يحرصوا على البعد عن الكذب واستماعه والعمل على ما يقربهم من الله.
عرّاب القلم
إن تأمل أسلوب هذا العرّاب المتصدر بائع الكلام يجد أنه يتكرر، ولكن بشكل مختلف قليلا عبر وسائل الإعلام من خلال كتابة قلم، صاحبه مطالب بالأمانة في اختيار عباراته، لكنه يخون الأمانة ويطرح عبارات لا تليق، توغر صدر مشجع، وتقدح في لاعب، وتجرح شخصا عرف بدماثة خلقه، وتخرج إداريا عن المألوف ليسلط لسانه على زميل له، يوهم القارئ بصدق كلامه، ويرعد ويزبد فتكا بأخيه وعلى مرأى من الملأ في وسائل الإعلام والأمثلة لذلك كثيرة ولا يمكن حصرها، بل إن هناك صورة مزعجة تلك التي تهاجم وتتهم غيرها وتنشر كل ما تريد دون خوف من الله وبعبارات غير لائقة ولعل أقرب مثال لذلك ما حصل تجاه أحد الإداريين المعروفين بدماثة الخلق من استخدام عبارات التجريح تجاهه في إحدى الصحف بشكل مؤسف جدا، كان يمكن أن يكون بشكل مهذب، حتى لو كان ما ذكره المتحدث صحيحا فالتشهير ونشر الغسيل بتلك الصورة البشعة مؤلم حقا، وكل ذلك من أجل غياب لاعب عن مباراة أو خسارتها، لم أكن أود الحديث عن ذلك لولا أنني أعرف نوعية خلق الأخ الفاضل فهد المصيبيح من سنوات طويلة، وكذلك تحدثت مع زميل سابق لفهد في نادي الهلال، فذكر من الثناء والعبارات الطيبة ما جعلني أكتب هذه الكلمات لإنصاف الأخ فهد المصيبيح وأتمنى من الزميل القدير محمد العبدي، والزميل عبد العزيز الهدلق وهما صاحبا خلق رفيع كما أعرفه عنهما من سنوات طويلة، التنبه لمثل هذا القذف الخطير حتى وإن كان يمثل وجهة نظر صاحبه، وأن نقلل من إثارة الجماهير والإداريين لأنه في النهاية سنخرج من هذه الدنيا وقد سجل علينا كل شيء، فلنحرص أن يسجل في صحائفنا ما يبيض وجوهنا. اسأل الله للجميع الهداية والتوفيق إنه ولي ذلك والقادر عليه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي