الإيثانول .. علامة البرازيل الجديدة
مع أن الناقلات الضخمة المحملة بالسكر أصبحت منظرا مألوفا في ميناء سانتوس جنوبي البرازيل، إلا أن ناقلات أخرى أصبحت تلفت الأنظار، إذ إن عملها في ميدان آخر مرتبط بصناعة السكر: الإيثانول. فسوق الإيثانول العالمية حققت نموا كبيرا من 28 مليون لتر إلى 49 مليونا في غضون خمس سنوات فقط.
ويرى بعض الخبراء العاملين في ميدان الطاقة في ريو دي جانيرو أنه في خلال فترة 15 عاما، فإن تشكيلة الطاقة ستشهد تغيرات كبيرة، وإذا استمر الإيثانول في معدلات نموه الحالية، فإن الجيوبوليتيكا الخاصة بالطاقة قد تتغير كليا، رغم أن كلا من السكر والإيثانول والنفط يتم مزجهما والتعامل معهما في إطار واحد في السوق العالمية.
وهناك بعض صناديق التحوط الاستثمارية تضع الإيثانول على رأس اهتماماتها، لكنها لا تتعامل مع العقود المستقبلية للإيثانول لأنه لا توجد له سوق، ولذا تذهب كميات كبيرة من الأموال إلى سلعة السكر.
وتعتبر البرازيل من أكثر قابلية للاستفادة من هذه الموجة، فهي تنتج 28 مليون طن من السكر سنويا من الإنتاج العالمي البالغ 145 مليونا. وتبلغ حصتها في السوق العالمية 40 في المائة، مرشحة للزيادة، وذلك بسبب النمو في تجارتها لأنها الأقل تكلفة عندما يتعلق الأمر بالإنتاج، الأمر الذي يعطيها فرصة لزيادة صادراتها خاصة مع خروج بعض المصدرين من السوق أو تقليص إمداداتهم أمثال أستراليا وتايلاند.
ثم إن إزالة العقبات الأوروبية أمام صادرات السكر بسبب قرارات منظمة التجارة العالمية ابتداء من العام المقبل يعتبر سببا إضافيا لزيادة الصادرات، ولهذا يتوقع أن يهبط حجم الصادرات الأوروبية من السكر من ثمانية ملايين طن إلى 1.5 طن في 2007.
أما السبب الثالث للنمو في صادرات السكر فهو العلاقة المتنامية بينه والإيثانول، إضافة إلى أن ثلثي مصانع السكر العاملة في البرازيل يمكن تحويلها إلى إنتاج الإيثانول في غضون ساعات قليلة.
السوق البرازيلية المحلية توضح إلى أي مدى يمكن للطلب على الإيثانول أن يبلغ، فالنفط الذي يباع في محطات الوقود تشكل نسبة 25 في المائة منه أو الربع من الإيثانول، وهي أكبر نسبة في العالم. كما يمكن للمستهلكين شراء إيثانول صاف. وهناك تقنية تسمح باستعمال الاثنين، وبالتالي توجد سيارات بعضها يسير بالبنزين وأخرى بالإيثانول وثالثة تمزج بينهما، بل إن ما نسبته 70 في المائة من كل السيارات الجديدة التي يتم بيعها تستعمل الإيثانول بصورة أو أخرى.
وتتجه الأنظار إلى المستقبل لمعرفة ما سيكون عليه الوضع، وإذا نجحت الجهود الأوروبية في مضاعفة نسبة الإيثانول في وقود السيارات إلى 10 في المائة من الوقود المستخدم، فإن هذا سيرفع من حجم الطلب في البرازيل ويعطيها وضعية إضافية في السوق.