الموارد الفيدرالية .. البيروقراطية على حساب البيئة
يشتكي العاملون في مكتب إدارة الأراضي الفيدرالية الأمريكية، من ذوي التخصصات المرتبطة بعلم الأحياء، من أن رؤساءهم يشغلونهم في أعمال مكتبية بيروقراطية تستنفد جل وقتهم وطاقتهم بدلا من متابعة ومراقبة التأثيرات السلبية لعمليات الحفر والتنقيب المتزايدة، بحثا عن النفط والغاز، على الحياة البرية.
وهذا التركيز ينسحب على الموارد المالية والكثير من البرامج التي أصبحت تتجه إلى الجوانب البيروقراطية، وبذلك يخاطر المكتب بإهمال الجوانب البيئية، خاصة وعمليات الحفر والتنقيب تشهد طفرة منذ عدة سنوات. فمنطقة وايومنج مثلا، المعروفة بطبيعتها الساحرة وكونها محمية للحياة البرية، أصبحت من أكثر الأماكن التي تمور بالأنشطة المدرة للأرباح والمتعلقة بعمليات التنقيب عن الغاز في الأراضي الفيدرالية الواقعة في منطقة الروكي.
ويعود هذا بصورة رئيسة إلى الدعم القوي الذي توفره إدارة الرئيس جورج بوش، ومجموعات من الكونجرس، إلى جانب الصناعة النفطية طبعا، الأمر الذي نجم عنه حدوث توسع بمقدار ستة أضعاف لعمليات الحفر يتوقع له أن يكتمل في غضون عقد من الزمان.
ونتيجة لهذا تشير بعض الدراسات إلى تراجع في أعداد بعض الحيوانات مثل الغزلان التي تناقص عددها بصورة ملحوظة منذ بداية الطفرة الحالية قبل خمس سنوات، بل إن بعض هذه الحيوانات أصبحت تتجنب كلية المناطق التي يتدفق منها الغاز.
ورغم هذا إلا أن المختصين في علم الأحياء الملحقين بمكتب الأراضي قليلا ما ذهبوا إلى هذه المناطق لمعرفة ما يجري على الطبيعة ودراسته واتخاذ الإجراءات الملائمة لوقف التدهور البيئي. وهناك شعور متزايد بين هؤلاء أن الإدارة تريدهم بيروقراطيين يهتمون بالتراخيص ومتابعة الأوراق أكثر من كونهم علماء.
وأبلغ ستيف بليندا صحيفة "واشنطون بوست" أنه يمضي أقل من 1 في المائة من وقته في الحقل والباقي في أعمال مكتبية بيروقراطية. وهو ليس الوحيد الذي ينتقد هذا الاتجاه رغم أن الكونجرس في التفويض الذي منحه لإدارة الأراضي الفيدرالية دعا إلى تحقيق أهداف عديدة. لكن ولعدة سنوات قام المكتب باقتطاع أجزاء من الأموال المخصصة لحماية الحياة البرية وإنفاقها على مشاريع ذات صلة بالطاقة.
ووجد تقرير لتقييم الأداء قبل ثلاث سنوات أن ثلث الأموال المخصصة للحياة البرية تم إنفاقها خارج هذا الهدف، وهو ما أضاع فرصا عديدة كان يمكن أن تخصص لحماية الحياة البرية وقلل من فرص المكتب في القيام بحملات أو مراقبة التحركات.
وأكد تقرير لمكتب المحاسبة الحكومي هذا بانتقاده مكتب الأراضي الذي يقوم بتحويل الموارد لمتابعة أمر التراخيص أكثر من اهتمامه بنتائج عمليات استخراج النفط والغاز.
لكن مدير مكتب الأراضي بوب بينيت يختلف مع هذا ويقول إنهم يفعلون ما في وسعهم وإن مفهوم الحياة البرية عريض ويتضمن عدة عناصر لا يزال المكتب مهتما بها ومتابعاً لشؤونها.