"أوبك" تخفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2006
خفضت منظمة "أوبك" أمس توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام بمقدار 110 آلاف برميل يوميا بسبب تباطؤ الاستهلاك في أمريكا وآسيا. وقدرت "أوبك" نمو الطلب العالمي خلال العام عند 1.46 مليون برميل يوميا بانخفاض عن 1.57 مليون برميل يوميا وفقا للتوقعات السابقة في التقرير الشهري للمنظمة في شباط (فبراير) الماضي.
وعلى الرغم من ارتفاع أسعار النفط فإن نمو الطلب لا يزال أقوى كثيرا عنه في 2005 عندما ارتفع الاستهلاك العالمي بما يقرب من مليون برميل يوميا. واتفق وزراء نفط "أوبك" على إبقاء إنتاج المنظمة دونما تغيير قرب أعلى مستوياته في 25 عاما خلال اجتماعهم الأسبوع الماضي في مسعى لكبح ارتفاع الأسعار وتهدئة مخاوف السوق بشأن احتمال وقوع تعطيلات كبيرة للإمدادات. ورغم وفرة المخزونات تجاوز سعر الخام الأمريكي مستوى 63 دولارا للبرميل أمس.
وقالت المنظمة في تقريرها لشهر آذار (مارس) الحالي إنه تمت "مراجعة نمو الطلب العالمي على النفط للعام الحالي بالخفض. للأخذ في الحسبان الرؤية المتشائمة للانكماش السنوي المطرد في الطلب الأمريكي في الشهرين الماضيين فضلا عن رؤية أكثر تشاؤما لنمو (الطلب) في الدول الآسيوية غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية".
وقالت "أوبك" إن إلغاء الدعم الحكومي لأسعار الوقود في بعض البلدان
الآسيوية ألحق ضررا بالطلب هناك. لكن المنظمة استدركت بالقول في تقريرها إن الوتيرة السريعة لنمو الاقتصاد في البلدان الآسيوية خارج إطار منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ستساهم في تعويض بعض التآكل الحادث في حجم الطلب، مبينة أن النمو القوي للطلب في الصين كان إيجابيا أيضا لصورة الطلب العالمي.
ومن المتوقع أن يبلغ الطلب العالمي في العام الحالي 84.51 مليون برميل
يوميا. وتتوقع "أوبك" أن تورد نحو ثلث تلك الكمية مقدرة الطلب على إنتاجها من النفط الخام عند 28.4 مليون برميل يوميا. ويقل هذا الرقم 100 ألف برميل يوميا عن توقعها السابق لحجم الطلب على إنتاجها في تقرير الشهر الماضي، كما يقل بواقع 200 ألف برميل يوميا عن حجم الطلب على إنتاج "أوبك" في 2005.
وذكرت المنظمة أنها أنتجت 29.7 مليون برميل يوميا في شباط (فبراير) الماضي بارتفاع 160 ألف برميل يوميا عن كانون الثاني (يناير)الماضي. كما خفضت المجموعة توقعاتها لنمو حجم الإمدادات من المنتجين غير الأعضاء في المنظمة بنحو 60 ألف برميل يوميا إلى 1.4 مليون برميل يوميا. ومن المتوقع للدول المنتجة خارج منظمة "أوبك" أن تنتج نحو 51.5 مليون برميل يوميا في 2006، لكن أوبك قالت إنه لا تزال هناك شكوك رئيسية تكتنف أداء المنتجين غير الأعضاء في المنظمة من بينها معدل تعافي منشآت النفط الأمريكية في خليج المكسيك من آثار الأعاصير التي شهدتها العام الماضي وتأثير الإغلاقات الطويلة لحقول نفطية في النرويج.
وقالت أوبك "أغلق عدد من الحقول في النرويج لثلاثة أو أربعة أيام للقيام بإصلاحات، ومن المتوقع أن يظهر تأثير ذلك في الشهور المقبلة".
وفي أسواق النفط العالمية، تراجع سعر خام برنت والخام الأمريكي أمس وسط عمليات بيع لجني الأرباح إثر مكاسب حادة في الجلسة السابقة بسبب التوتر في الشرق الأوسط ومخاوف بشأن إمدادات البنزين الأمريكية.
وتراجع مزيج برنت في عقود أيار (مايو) المقبل 29 سنتا إلى 63.92 دولار للبرميل في الساعة 0856 بتوقيت جرينتش. وكان العقد قد قفز 1.11 دولار أمس الأول. وأصبح أيار (مايو) المقبل الشهر الأول من شهور التعاقدات الآجلة عقب انتهاء التعامل في عقود نيسان (أبريل) المقبل أمس. وبلغ أعلى سعر خلال الجلسة 64.14 دولار وأدنى سعر 63.70 دولار.
وهبط سعر الخام الأمريكي الخفيف 29 سنتا أيضا إلى 63.27 دولار للبرميل بعد ما قفز 1.31 دولار أمس الأول. وقال متعاملون إنه رغم التراجع فإن المعنويات في السوق إيجابية. وقال توني ماتشاسيك من باك فاينانشال للسمسرة "الضربات الجوية في العراق ذكرت الناس باستمرار التوتر في الشرق الأوسط." وأضاف "زيادة مستوى العمليات العسكرية قد يبدأ في التأثير في الإمدادات من العراق". وصدر العراق نحو 1.42 مليون برميل يوميا من الخام في فبراير شباط وفقا لمسؤولين نفطيين عراقيين.
من جهته، أوضح تقرير على موقع تديره شركة نفط صينية أمس أن الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم ستنشئ أول نظام رسمي لمتابعة البيانات النفطية لزيادة الشفافية في سوق النفط الضخمة. وقال الموقع الذي تديره مؤسسة النفط الوطنية الصينية إن وزارة التجارة تعمل على إنشاء نظام يشبه النظام الذي تعمل به وزارة الطاقة الأمريكية، والإعلان عن بيانات أسبوعية للمخزونات والمبيعات المحلية والتغيرات التي تطرأ على السوق الصينية. ولم يذكر التقرير متى يبدأ تشغيل النظام الجديد لكنه قال إن الحكومة تدعم هذا النظام بالكامل. وتعتبر بيانات المخزون من الأدوات الرئيسية لقياس العرض والطلب في السوق.