"ريد بُل رايسينغ" و"تورو روسو" فريقان ضمن عائلة واحدة في سباقات الفورمولا واحد 2006

قدم السائق العالمي الهولندي روبرت دورنبوس عضو فريق ريد بُل راسينغ للفورمولا 1 عرضاً مثيراً أذهل الأعداد الكبيرة من الجماهير التي تجمعت على جانبي كورنيش الخبر لتشاهد لأول مرة "على الطبيعة" سيارة ريد بُل للفورمولا 1 وهي تلهب أسفلت الطريق العام لكورنيش الخبر الذي تحول لمدة نصف ساعة عصر يوم الخميس 2 آذار (مارس) إلى حلبة فورمولا 1 حقيقية!
هذا العرض الفريد من نوعه في مدينة عربية الذي قدمه فريق ريد بُل راسينغ، قبيل عشرة أيام فقط من مشاركته في الجولة الأولى من سباقات الفورمولا 1 لموسم 2006 في البحرين، جاء تحت إشراف ورعاية لجنة تنظيم المناسبات والفعاليات السياحية في إمارة المنطقة الشرقية واللجنة السياحية في الغرفة التجارية، وبعد أسابيع من التجهيزات الضخمة التي شملت شحن السيارة مفككة إلى الخبر ومن ثم تجميعها في ورشة بنيت خصيصاً على كورنيش الخبر!
وكان دورنبوس قد صرح لوسائل الإعلام العالمية قبل قدومه للسعودية قائلا: "سمعت كثيراً عن السعودية وعن كرم أخلاق الشعب السعودي وسمعت كثيرا أيضا عن عشقه للرياضة وهو ما جعلني متحمساً كثيراً لهذه الزيارة. وأنا بهذه المناسبة أشكر الحكومة السعودية على اهتمامها والتسهيلات الكبيرة التي قدمتها، وأتطلع قدماً لتقديم عرض مشوق ينقل نكهة وإثارة الفورمولا 1 للجمهور الرياضي السعودي."
من ناحية أخرى وفي نفس إطار حملته التي بدأها مع فريق ريد بُل قام ماتيسشيتس بشراء فريق ميناردي السابق ليبني على أنقاضه فريق تورو روسو، وهي الترجمة الإيطالية لفريق "ريد بُل". وكان مالك فريق ميناردي بول ستودارت قد أقدم على بيع فريقه للمالك الجديد الذي سيخوض غمار موسم 2006. فالأسباب التي تقف خلف هذه العملية تعود إلى كون فريق ريد بُل يريد إيجاد مقاعد إضافية لسائقين شبان جدد للبروز على ساحة الفورمولا 1، ما أدى إلى إيجاد حل نهائي لمسألة مداورة السباقات بين كلين ولويزي. كما يعتبر فريق تورو روسو مهد انطلاقة السائق الأمريكي سكوت سيبد، الذي سيكون من الوجوه الجديدة في البطولة. كما سيكون سبيد أول سائق أمريكي على ساحات البطولة منذ مواطنه مايكل أندريتي الذي شارك الى جانب السائق الراحل آيرتون سينا في فريق ماكلارين عام 1993. يذكر أن الأمريكي تم اختياره من برنامج ريد بُل لاكتشاف المواهب وسبق له الفوز في العديد من البطولات المحلية لسباقات الكارت، حيث كان بدء مسيرته خلف مقود السيارات في مدرسة جيم راسل في "سييرز بونت".

وسيكون الفريق الجديد ساحة لاكتشاف المواهب الشابة التي ستكون قادرة على التألق في أفضل الظروف وبرنامج خصب لتكوين شخصية سائق فورمولا 1 على متن سيارة جديدة هي الـ إس، تي، آر المزودة بمحرك كوزورث تي،جي2005ـ 2 وبإطارات ميشلان، علماً أن روبرت تايلور يشغل منصب رئيس قسم الهندسة وماسيمو ريفولا منصب المدير وجيانفرانكو فانتوزي منصب المدير العام. يذكر أن ستودارت كان قد اشترط عند بيعه للفريق المحافظة على عامليه وبقائه لمدة عامين على الأقل في إيطاليا، إلا أن "ريد بُل" تتطلع في المستقبل لجعل مقر فريقها الثاني في بريطانيا. ووفق كلمات هلموت ماركو، مستشار الفريق، فإنه سيتم جمع الفريقين تحت سقف واحد بدءاً من العام 2008، وهي ناحية تتعلق بالأمور المالية واللوجستية، علماً أن "ريد بُل" تملك في بيدفورد أحد أهم أنفاق الهواء في الفورمولا 1.
في المقابل لم تعد "ريد بُل" المالك الوحيد لـ"سكوديريا" تورو روسو إذ دخل "على الخط" السائق السابق غيرهارد بيرغر الذي اشترى نصف حصة الفريق. يذكر أن الصفقة تضمنت في المقابل شراء ريد بُل نسبة 50 في المائة من حصة شركة النقل التي يملكها السائق النمسوي.
آمال كبيرة معلقة على الفريقين ومن نواح مختلفة. ففريق "ريد بُل" رايسينغ يتطلع إلى مزيد من التقدم والإنجازات بانياً على ما قد أنجز في العام الفائت وعلى المواهب والتقنيات الجديدة التي ضمها الفريق. أما فريق تورو روسو فسوف يكون "منتج" المواهب الصاعدة و"حقل الاختبار" نوعا ما بغض النظر عن النتائج. فماذا ينتظر فريقي "ريد بُل" هذا الموسم من خلال سائقيه وسياراته الأربع على المضمار، وهي ظاهرة هي الأولى من نوعها في تاريخ سباقات الفورمولا 1؟ سؤال لن تطول الإجابة عنه.